لا يشترط اعتراف المسيحية بالاسلام لاستمرار الحوار
الرفاعي لا يشترط اعتراف المسيحية بالاسلام لاستمرار الحوار.. والقرضاوي يتساءل هل المسلمون اتباع كتاب مختلق؟
الدوحة ـ القدس العربي ـ من مازن حماد: احتدم الجدل في مؤتمر الحوار الاسلامي ـ المسيحي في الدوحة حول قضيتين رئيسيتين الأولي تتعلق بما اذا كان يجب اشراك اليهود في الحوار، والثانية حول ما اذا كان يجب علي المسيحية ان تعترف بالاسلام دينا سماويا كشرط لاستمرار الحوار بين المسلمين والمسيحيين.
وكان من الآراء البارزة في هذا المجال، ما اعلنه الدكتور حامد الرفاعي رئيس المنتدي الاسلامي للحوار والأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الاسلامي حول ضرورة ان يتجاوز الحوار بين المسيحية والاسلام الاعتراف المتبادل، وان يركز علي المصالح المشتركة بين اتباع الديانتين دون المساس بالعقائد، وقال الرفاعي ردا علي ما اشترطه الدكتور يوسف القرضاوي بخصوص اعتراف المسيحية بالاسلام، ان المسيحيين يروجون ان المسلمين لا يؤمنون بالحوار الا مع من يؤمن بدينهم ويتبعهم ويعترف بالدين الاسلامي دينا سماويا، وهو أمر غير صحيح كما اضاف الرفاعي، وتابع الرفاعي يقول ان علينا الا ندخل ساحة العقائد اثناء حوارنا مع المسيحية، لانها قضية محسومة حكم فيها القرآن بقوله لكم دينكم ولي دين .
وألقي المتحدث في ورقته امام الندوة الضوء علي بدايات الحوار المسيحي ـ الاسلامي، بقوله ان الحوار بدأ عام 1972 في عهد البابا يوحنا بولس السادس، ثم توقف لاسباب كثيرة سياسية واجتماعية، وفي مطلع التسعينات تم تشكيل وفد يضم رابطة العالم الاسلامي والمؤتمر الاسلامي، وجري التحاور مع الفاتيكان الي ان تم عام 1994 توقيع اتفاقية كان طرفاها المنتدي الاسلامي للحوار وحاضرة الفاتيكان. وقد نصت تلك الاتفاقية علي ان يقتصر التحاور علي المصالح العامة والا تدخل ساحة العقائد، ذلك ان الغرض من الحوار ليس ان نغير عقائد بعضنا البعض او ان يتنازل احد منا عن عقيدته، وانما ان نتعاون في عمارة الارض.
وقال ان الدورة العاشرة من الحوار بين المنتدي والفاتيكان ستعقد في القاهرة في شهر تموز (يوليو) المقبل لتقييم الدورات التسع السابقة منذ توقيع الاتفاقية. وتابع الرفاعي انه تم خلال تلك الدورات الاتفاق علي 54 مبدأ في مسيرة الحوار وبما يشكل ميثاقا للتحاور بين الجانبين، ولكن طيلة هذه المدة لم نتدخل في قضايا كالتي تثار اليوم مثل الردة وحرية الأديان، لأن هذه خصوصيات دينية تم الاتفاق علي الا يشملها الحوار، حيث ارسينا منذ البداية اننا دينان مختلفان.
وحول المبادئ التي تم التوصل اليها، قال انها تتناول كيفية مخاطبة كل دين الدين الآخر، كما ان المسيحيين هم اهل كتاب ولا يتم ايماننا بمحمد الا اذا آمنا بعيسي بن مريم نبيا مرسلا، والقرآن يقول يا أهل الكتاب لستم علي شيء حتي تقيموا التوراة والانجيل ، لأننا نؤمن بأنهما كتابان مقدسان من عند الله بغض النظر عما احدثوه من تحريف.
وتابع الرفاعي وبالمقابل قالوا كلاما طيبا، لكنهم تساءلوا كيف نوفق بين هذا الكلام وبين نصوص تدعو الي قتال الكفار وتنعت النصاري بانهم كفار لانهم يعتبرون الله ثالث ثلاثة، قلنا لهم ان عقيدتنا تكفر الذين يشركون والذين يقولون ان الله واحد من ثلاثة، الأب والأبن والروح القدس، فهم بذلك لا يكفرون بحكم المسلمين وربما بحكم الله. فردوا علينا بأننا عظمنا المسيح نبيا ورسولا ولكننا كفرناهم لأن المسيح عندهم إله وتأكيدنا انه نبي فيه تخفيض لمنزلته عندهم، بينما نري نحن اننا نصنع لهم معروفا لكن هذا المعروف يؤذيهم، ويضيفون قائلين لنا اذا شئتم الاعتراف المتبادل اعترفوا بالمسيح إلها ونحن نعترف بأن محمداً رسول من عند الله ومن هنا اقول ان الاعتراف المتبادل يحرج الطرفين وهذه حصيلة ربع قرن من الحوار معهم، ويقول الرفاعي انه اصدر 15 كتاباً في هذه القضايا وانه يعتبر الاعتراف مضيعة للوقت ولا يجب المطالبة به، مضيفا ان الأديان تعرض ولا تفرض والخلاف بيننا خلاف اتباع وليس خلاف انبياء، والعلة في فهم كل منا للاله الواحد، ففيما يؤمنون هم بانه قابل للانقسام، نؤمن نحن بأنه غير قابل للانقسام، لكننا جميعا هم ونحن نؤمن بانه الخالق الرازق المحيي والمميت وانه سوف يحيينا ويحاسبنا ويجازينا.
غير ان المسيحيين قالوا في المجمع المسكوني، كما قال الرفاعي، انهم يؤمنون بان المسلمين فئة مؤمنة وناجية تؤمن بالاله الواحد الخالق الرازق وبالبعث والحساب والجنة والنار وانهم عظموا المسيح وامه لكنهم لم يعظموه كإله.
لكن مرونة الدكتور الرفاعي تجاه الاعتراف المسيحي بالاسلام، يقابله تشدد من قبل الدكتور القرضاوي الذي كرر امام الندوة مطالبة المسيحيين بالاعتراف بالاسلام دينا سماويا، وقال نريد ان نتحاور مع المسيحيين حوار الند للند، لا ان يفرضوا علينا حوارهم او يختاروا الموضوع ويفسروه كما يحلو لهم، منتقدا مفهوم الحرية الدينية الذي اختاروه عندما فسروه علي انه حرية الكفر بالاسلام وحرية الردة، اي ان من حق الناس ان يرتدوا عن الاسلام وان نحمي المرتدين. واضاف ان المرتدين خطر علي المجتمع وعلي اسس نظامه، لكنه قال ان الذي يكفر في نفسه حر فمصيره الي جهنم.
وحول ما يقصده باعتراف المسيحيين بالمسلمين، قال القرضاوي: نحن نعترف بانهم اقرب الناس مودة لنا واجاز لنا القرآن مؤاكلتهم ومصاهرتهم واعتبر الانجيل كتاباً من عند الله فيه هدي ونور، والمسيح عيسي بن مريم رسول الله، وعمران هو جد المسيح، وليست عندنا مشكلة معهم، المشكلة انهم لا يعترفون بنا، فالمليار وثلث مليار مسلم في نظرهم اتباع نبي كذاب واتباع كتاب مختلق، وقال ان علي المسيحيين ان يبحثوا هذه المشكلة ويبحثوا علاقتهم مع المسلمين، كما دعا الي اشراك المسلمين في اختيار من يمثلونهم، مضيفا انه فوجئ بان بعض ممثلي المسلمين في الحوار ممن هم معروفون بالانحراف عن الاسلام حسب وصفه، ودون ان يسمي احدا بالاسم ـ ومع ذلك يحسبون علي الجانب الاسلامي. وقال انه حتي ينجح حوار كهذا لا بد من ان يشترك المسلمون مع ممثلي الفاتيكان في اختيار الموضوع وتحديد مفهومه واختيار من يمثل الجانب الاسلامي، مستنكراً ان تدار الندوة بلغة غير عربية في بلد عربي مسلم.
اما فيما يتعلق بتوسيع الحوار ليشمل اليهود، فقد اكد القرضاوي رأيه المعارض بشدة للحوار مع اليهود مذكرا بالآية التي تقول: الا الذين ظلموا منهم ، ومستنتجا، انه بفعل ظلم اليهود لنا ظلما كبيرا وتشريدهم اهلنا واغتصابهم ارضنا وسفكهم دماءنا ومازالوا، لا يجوز ان يكون هناك لقاء بيننا وبينهم متسائلا باستنكار: كيف يكون هناك لقاء بيننا وبينهم والمشكلة قائمة معهم، وحتي تحل لا اوافق علي ان يشارك مسلم ملتزم في حوار مع اليهود، وعندما قيل له ان بعضهم معتدلون ولا يوافقون علي ما يجري، رد بأن هؤلاء قلة، ومنهم من يرون ان قيام اسرائيل ضد حكم الله وقدره. واضاف القرضاوي ان للاكثر حكم الكل، والنادر لا حكم له، حيث ان اليهود في جميع انحاء العالم مع اسرائيل، ولا لقاء معهم الي ان تحل المشكلة مع الكيان الصهيوني.
رأي القرضاوي قوبل بموافقة غالبية المشاركين المسلمين في الحوار، وكذلك بعض المشاركين العرب المسيحيين، واذا كان اهم المؤيدين للقرضاوي هو الدكتور محمد سليم العوا والمطران باسيليوس نصور ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق، فان هناك قلة مؤيدة للحوار من بينهم الدكتور عبد الله الشرقاوي استاذ مقارنة الاديان ورئيس قسم اصول الدين بجامعة قطر، الذي قال ان مسألة الحوار مع اليهود لا بأس بها، واننا يجب الا ننظر الي اليهود بالجملة ونصفهم بأنهم اعداء للاسلام والمسلمين، فهناك، كما قال، شخصيات يهودية مهمة جدا في الولايات المتحدة لها نشاط ضد الصهيونية، وهناك طائفة فاخوري كارتا التي تعمل علي افشال المشروع الصهيوني والتي تعترف بان دولة اسرائيل ليست شرعية، وقال علينا الا نضع اليهود في سلة واحدة.
غير ان الدكتور زكي بدوي رئيس الكلية الاسلامية بلندن كان له رأي اكثر تطرفا تجاه اشراك اليهود في حوار الأديان، حيث قال ان من الاخطاء الكبيرة ان نضع اليهود في حالة العداء لنا، ثمة يهود اصدقاء علينا الا نخسرهم، واضاف: واعتقد شخصيا بان عدم اشراك اليهود في الحوار غباء، واذا كان الأمر متصلاً بان بعض اليهود هم في حالة عداء معنا وبعضهم يصادقنا فان الأمر ذاته ينطبق علي المسيحيين، فمعظهم ضدنا، فلماذا نحاورهم اذن؟ المنطق ذاته يجب ان يحكم الحالتين .
__________________
We will never be quite till we get our right.
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"
( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )
|