عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 08-06-2004
الصورة الرمزية لـ kokotoni
kokotoni kokotoni غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: Siberia
المشاركات: 108
kokotoni is on a distinguished road
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة yaweeka
طيب مش ممكن تعمل لنا scan لأحد هذه المقالات؟ خاصة مقالة سامح فوزي
وشكرا
From my eyes

Middle East Transparent
9 يونيو 2004
شفــــاف الشــــرق الأوســــط


رداً على د.محمد عمارة

التطاول على عقيدة مواطنين مصريين لا يفيد مصر



بقلم

سامـح فــوزي



طالعتنا صحيفة "الأخبار" يومي الجمعة 21 و 28 مايو الماضيين بمقالين للدكتور محمد عمارة بعنوان " الديانات السماوية.. والحروب الدينية (10) و (11)"- سلسلة مقالات أسبوعية- انطويا علي هجوم وتطاول غير مبررين علي المسيحية التي يدين بها قطاع من المواطنين المصريين الذين يجب أن تتمتع العقيدة التي يدينون بها–بحكم الدستور والميراث الحضاري المصري - باحترام تفرضه الأسس التي تقوم عليها المواطنة في مجتمع تعددي. ونظرا لان المقال نشر في جريدة قومية عريقة واسعة الانتشار في مصر وخارجها وهو الأمر الذي يستوجب التوقف أمام ما ورد فيه من مغالطات، علما بأن هذه ليست هي المرة الأولي التي ينحو فيها الدكتور محمد عمارة هذا المنحي، و لكنني أقصر الحديث في هذا الرد الموجز علي المقال محل النقاش تاركا الحديث الموسع حول مجمل كتاباته حول المسيحية والأقباط إلي سياق آخر.



تطاول غير مبرر

يقول د.محمد عمارة في مقاله " فمن المقبول أن نجد معظم المسيحيين الشرقيين وقد تحولوا للإسلام لأنهم وجدوا فيه تعبيرا عن التوحيد أكثر ملاءمة لعقليتهم الواضحة أكثر مما وجدوا في المسيحية" وأيضا " وعن تمييز القرآن وامتيازه أنه وحي... أي كلام الله الذي لم يصبه تحريف ولا تعديل ولا تبديل... تمميزه وامتيازه عن التوراة والإنجيل" ويقول كذلك " لو أحتفظ يهود العصر ومسيحيوه بيهوديتهم ومسيحيتهم في حالة نقاء لاعترفوا بالرسالة التي ألقاها الله إليهم عن طريق محمد"

ما هذا السخف والازدراء بعقيدة مواطنين مصريين لهم حقوق المواطنة كاملة؟ وما الفائدة التي تعود علي مصر من نشر مثل هذه الأحاديث المرسلة عن المفاضلة بين الأديان؟. وما انعكاس ذلك علي المواطن المسلم البسيط قارئ الصحيفة .. أليس في ذلك رسالة غير مباشرة له للتطاول علي عقيدة أخيه في المواطنة القبطي؟ ... هذه الأسئلة أتركها لكاتب المقال ولكنني أتوقف قليلا أمام المغالطات التي وردت به.



المغالطة الأولي: الدعوة إلي الدين بالتجريح في الأديان الأخرى.

ينطلق الدكتور عمارة -كما يتضح من كتاباته- من اعتقاد بأن التجريح في الأديان الأخرى هو أقرب سبيل إلي الدعوة الإسلامية. وفي هذا الإطار يستبيح المسيحية في كتاباته. أتصور أن ما يفعله ليس من آداب الإسلام في شيء. وأتصور أيضا أن ما يفعله لا يخدم ما يصبو إليه لأنه يصرفه عن قضايا أعمق ويجعله يعيش حالة أستنفار دائم غير مبرر للدفاع عن عقيدة مستقرة منذ مئات السنين ويؤمن بها الملايين في شتي أنحاء العالم. ولماذا لا يكون الدعوة للدين –أي دين- بالحديث عن مناقبه وما يحويه من قيم سامية دون الطعن في العقائد الأخرى؟ إن هذا النمط من الكتابة يكشف عن نظرة أحادية تبسيطية لواقع ديني وإنساني أراد الخالق وحده أن يكون متنوعا تاركا مسئولية إدارة هذا التنوع للبشر أنفسهم. وقد كشفت الخبرة الإنسانية أن احترام الأخر-فكرا وعقيدة وكينونة- هو أفضل السبل لإدارة علاقات إنسانية ناهضة علي أساس من المواطنة الكاملة. ومن أفضل مستخلصات الحركة الوطنية المصرية أن المناقشات العقائدية لم تكن حاكمة لمسار الأحداث، وانخرط المصريون علي المستوي الحياتي اليومي في خبرة إنسانية فريدة لم تعرف التفرقة بسبب الدين إلا عندما أطلت رياح ثقافية مغايرة آتية من دول خليجية لا تعرف التعددية الدينية التي تفخر بها خصوصية الحياة المصرية. ووجدت هذه الرياح المغايرة –للأسف- وكلاء ينشرونها بهدف تغيير البنية النفسية والثقافية للشعب المصري.



المغالطة الثانية: القول الفيصل لمفكرين غربيين مسيحيين.

يتستر الدكتور عمارة في مقاله خلف حديث مترجم لكاتب غربي يدعي مونتجمري وات. ويستند إلي أرائه التي يعتقد أنها تعطي أفضلية للإٍسلام علي المسيحية. ويتعامل مع الأمر انطلاقا من المقولة المتواترة " وشهد شاهد من أهلها". هذا الكاتب الذي احتفي به الدكتور عمارة له كتابات أخري نقدية ربما لا يعرفها لأنها لم تترجم بعد. مثل " محمد في المدنية" وإذا كان موضوعيا في معالجته فلماذا لا يعود إلي مجمل الكتابات الغربية التي تعاملت مع الإسلام. وكثير منها نقدي. وما حاجتنا إلي العودة بشكل يغلب عليه –الاستجداء الحضاري- إلي شهادات كتاب غربيين عن الإسلام والمسيحية. ولماذا نعود إليها انتقائيا؟ فإذا وجدنا فيها مدحا تهللنا وإذا صادفنا ذمنا امتعضنا.

ومن ناحية أخري إذا كانت الكتابات عن الأديان حمالة أوجه. وهناك من أهل الإسلام والمسيحية من خرج علي دينه وكتب ضد معتقداته السابقة... فماذا سيكون الحال عندما يعود مسيحي إلي كتابات ضد الإسلام للرد علي حديث الدكتور عمارة الانتقائي؟ هل يفيد ذلك الجماعة الوطنية أم يزرع فيها بذور الشقاق والفرقة؟ وما الفائدة التي يرجوها الوطن من الغرق في جدل عقائدي وجدل مضاد له؟ وهل الوطن رهين لمثل هذه الصراعات الوهمية؟

وأذكر الدكتور عمارة –وأعتقد إنه لم ينس- أن أحاديث مشابهة في المفاضلة بين الأديان أدت إلي مناخ من الاحتقان الطائفي و ترتب عليها –في لحظات انكسار الجماعة الوطنية- كوارث ستظل نقطة سوداء في تاريخ ممتد للشعب المصري من العيش المشترك. وأظن إنني لست بحاجة إلي أن أنكأ جراحا لم تندمل بعد.
الرد مع إقتباس