عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 14-06-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
النقض المصرية تخفف أحكاماً في قضية أحداث الكشح

القصة الكاملة لتداول قضية العنف الطائفي في المحاكم
النقض المصرية تخفف أحكاماً في قضية أحداث الكشح
وترفض طعن النيابة العامة على براءة 94 متهماً فيها


الاثنين 14 يونيو 2004 14:30
"إيلاف" من القاهرة: أسدلت اليوم الاثنين محكمة النقض المصرية الستار على قضية احداث قضية "الكشح"، التي جرت أحداثها في مستهل العام 2000 وراح ضحيتها 21 شخصا معظمهم من الأقباط، حيث قضت المحكمة بتخفيف العقوبة الصادرة ضد المحكوم فايز أمين عبد الرحيم من السجن المشدد 15 عاما إلى 13 عاما، وذلك بعد ان استبعدت عنه تهمة الاشتراك في التجمهر، وأيدت المحكمة حكما سابقاً صدر بمعاقبة محمد فوزي شبيب، بالسجن ثلاثة أعوام, كما رفضت أيضاً الطعن المقدم من النيابة العامة على براءة 94 متهما اخرين في القضية ذاتها.

ووفقاً لأحكام القانون المصري فإن محكمة النقض ـ وهي أرفع المحاكم المصرية ـ بعد أن قررت قبول النقض في الحكم فقد تصدت بنفسها للفصل في موضوع القضية بوصفها محكمة موضوع، لتصدر حكمها الذي يتوقع أن يثير جدلاً خلال الأيام المقبلة.

وحوكم في هذه القضية 96 شخصا، بينهم 38 قبطيا، واكتسبت القضية أهمية خاصة بعد ان طعنت النيابة العامة في الحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة بسوهاج ـ في صعيد مصر ـ أول مرة، والذي قضى بإدانة أربعة وبراءة الباقين، ثم قضت محكمة النقض بإعادة محاكمة جميع المتهمين، مشيرة في حينها إلى ان حكم البراءة الذي أصدرته محكمة سوهاج استند للشدة في أدلة الاثبات وانطوى على الفساد في الاستدلال والقصور في التسبب وان المحكمة أخلت بحق الدفاع، وأكدت محكمة النقض ان الاسباب التي ساقها حكم محكمة أمن الدولة العليا غير سائغة ولا تؤدي الى النتيجة التي ترتب الحكم عليها، ثم قامت النيابة العامة والمتهمون المدانون بالطعن على الاحكام امام محكمة النقض.

وهذه هي المحاكمة الأخيرة للمتهمين في هذه الأحداث الطائفية التي أثارت استياء شعبياً واسعاً في مصر، اذ كانت هي الأسوأ من نوعها بعد أحداث مشابهة بحي الزاوية الحمراء الشعبي في مصر في عقد السبعينات من القرن المنصرم.
وفي السجل القضائي فقد سبق أن قررت محكمة النقض وهي أرفع درجات التقاضي في تموز(يوليو) من العام 2001 اعادة محاكمة المتهمين بعد صدور الاحكام في شباط (فبراير) من نفس العام، وبدات المحاكمة الثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001، وكانت المحاكمة الاولى اصدرت احكاما تراوحت بين سنة و12 سنة سجنا مع الاشغال الشاقة على اربعة اشخاص وبرأت ساحة الباقين.

وترجع أحداث الكشح الى شهر كانون الاول (ديسمبر) من العام 1999 بعد شجار بين سيدة مسلمة وتاجر أقمشة مسيحي أدت الى اندلاع الاحداث ومصرع 21 مسيحياً ومسلم واحد، وكان الحكم الذي أصدرته المحكمة قد أثار جدلاً كبيراً بعد ان برأت المحكمة حينئذ ساحة 92 متهماً وقضت بالسجن ضد 4 فقط مما أدى الى حالة غضب قبطي عبر عنها البابا شنودا الثالث بطريرك الاقباط المصريين في تصريحات تفيد عدم رضاه عنها.

قرية الكشح
وقرية "الكُشح" المصرية التي يتراوح تعداد سكانـها بين ثلاثين ألفاً إلى أربعين ألفاً تتبع إدارياً مركز "دار السلام" بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، وأغلبية سكان القرية من المسيحيين الأقباط، إذ تتجاوز نسبتهم هناك 70% من مجمل السكان تقريباً، وبها خمس كنائس، وخلال العام 1998 أصبحت هذه القرية الصغيرة في بؤرة الأحداث بعد وقائع عنف، تكررت في العام التالي وفسرت رسمياً حينئذ بأنها مجرد حادثة ثأر عادية بين الأقباط والمسلمين الذين يسكنون القرية، لكنها تحولت إلى منحى طائفي صاخب، حتى اعتبرت قرية الكشح قنبلة طائفية موقوتة، وكان تقرير النائب العام بشأن تلك الاحداث قد استبعد المؤامرة الخارجية، ورجح العنف الطائفي وليس العنف السياسي المنسوب للجماعات الأصولية التي تراجعت أنشطتها حتى توقفت تماماً منذ أعوام مضت.

والكشح قرية صغيرة تقع شرق النيل في بطن جبل، في النصف الجنوبي من محافظة سوهاج ، ضمن سلسلة من القرى المتقاربة تبدأ من "الأحايوة" شمالا ثم أولاد الشيخ ونجع الدير وأولاد يحيى وأولاد خلف وأولاد سالم وأولاد طوق والنغاميش والسمطا ثم البلابيش جنوبا، الواقعة على حدود محافظة قنا. والضفة الشرقية للصعيد هي كما يصفها الدكتور جمال حمدان "مجرد ملحق للضفة الغربية«، فالوادي فيها محدود في شريط ضيق بين النهر والجبل" ، واطلق على الجزء الشرقي، الذي يضم غالبية من الاقباط، دار السلام بعد زيارة السادات عام 1976 اذ كانت تسمى من قبل أولاد طوق. وتعد المدينة اكبر مركز تجاري حيث يمتلك المحال التجارية كبار العائلات المسيحية مثل عائلة "عوض" وفروعها (الصلايبة، البخاتية، السعايدة، أولاد عبده) والصقاروة وعائلة الجبلي والملاحين وتوما وحزين وعائلة القمامصة أقدم العائلات التي خرج منها العديد من الكهنة والرهبان، وتمتلك هذه العائلات معظم المحال في شارع بورسعيد الرئيسي الذي شهد أحداث الشغب ، كما تحمل شوارع المنطقة الشرقية للكشح أسماء القديسين الأقباط مثل الانبا بولا ومار جرجس ومارمينا والأنبا بيشوي ، كما تتسم أبواب المنازل القديمة الخشبية بالضخامة ويعلوها الصليب، وبها خمس كنائس قبطية ارثوذكسية تابعة لابرشية البلينا وهي كنيسة الملاك الاثرية والعذراء وأبي سيفين والانبا شنودة ومار جرجس.

و"الكشح" حالة نموذجية لريف الصعيد الذي يعاني عزلة حضارية وتاريخية فضلاً عن ندرة الخدمات المركزية الحديثة ، لذا ظلت بيئة طاردة للسكان وتعرضت عبر العصور وبصفة مستمرة الى عملية تفريغ وهجرة سكانها الى الضفة الغربية.

ويتوزع سكان تلك المنطقة بين ثلاث طوائف هي الفلاحين المسلمين والأقباط وعرب قبائل الهوارة الذين استقروا في هذه المنطقة من الصعيد منذ العقود الأولى لدخول المسلمين إلى مصر، وتكشف أسماء القرى في تلك المنطقة عن التمايز الحضاري بين العرب والفلاحين المسلمين من جهة والأقباط المسيحيين من جهة أخرى، فهناك قرى أولاد الشيخ وأولاد سالم وأولاد خلف وأولاد طوق، وعلى الجانب الآخر هناك القرى القبطية التي تحمل أسماء نجع الدير والكشح والنغاميش والبلابيش، وهي أسماء ذات جذور مصرية قديمة أو قبطية.

http://www.elaph.com:9090/elaph/arabic/index.html

_____________________________________________

لقد فقدنا الأمل فى عدل ونزاهة قضاء مصرللأبد
الرد مع إقتباس