تمرد الجيل الثالث يهدد استقرار الإخوان المسلمين
يوافقون علي تولي الاقــــباط منصب رئيس الجمهورية
يرفضون الظلام الإخواني والإرشادي
09/10/2008 - 12:00:30 CEST
تحقيق - فيولا فهمي
لم تعد حالة الغليان داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين نتيجة تمرد الجيل الثالث للإخوان على بعض الأفكار التقليدية والقرارات الفوقية لشيوخ الجماعة، أمراً مازال يحمل نكهة التستر والخفاء وإنما تحوّل إلى حالة عامة يراها القاصي والداني من خلال الآراء والقضايا النقدية التي يفجرها الشباب عبر "المدونات" ومن خلال سبل النشر العام بعيداً عن قنوات الحوار الشرعية الداخلية –كما جرت العادة داخل المحظورة-، فلقد طالب شباب الإخوان عبر مدوناتهم بضرورة إصلاح بعض الأوضاع الداخلية، ومنها تمكين القيادات الإصلاحية بدلاً من تهميشها لحساب المتشددين والأصوليين، وكذلك ضرورة فصل العمل الدعوى عن السياسي لعدم الإضرار بكلاهما، وغيرها من الانتقادات التي جاءت هذه المرة من داخل الجماعة و ليست من خارجها.
وتعقيباً على موجة تمرد شباب الإخوان أوضح مصطفى النجار أحد شباب الإخوان وصاحب مدونة "أمواج في بحر التغيير" أن: ذروة الاختلافات بين القيادات العليا وشباب الجماعة تفجرت مع ظهور برنامج حزب الإخوان المسلمين ولا سيما فيما يتعلق بالولاية العظمى للمرأة والأقباط، حيث اعترض بعض شباب الإخوان على تحريم تولي الأقباط والمرأة منصب رئيس الجمهورية، وذلك لأن شباب الإخوان المسلمين أكثر احتكاكاً بألوان الطيف السياسي في المجتمع ومن ثم أصبحوا أكثر انفتاحاً من القيادات السابقة، واصفاً الانتقادات التي يجاهر بها شباب الإخوان عبر المدونات بأنها نقداً ذاتياً لإصلاح بعض الأوضاع الداخلية في الجماعة.
وأقر النجار بضرورة فصل العمل الدعوى عن العمل السياسي داخل الجماعة لأن الخلط بين الاثنين أدى لتراجع كليهما، مؤكداً أن دعوة الفصل بين الدعوى والسياسي لا تعني الترويج للعلمانية وإنما تحديد الاختصاصات لأن متطلبات العمل السياسي تختلف عن متطلبات العمل الدعوى.
بينما لم ينكر ظاهرة الحراك الشبابي داخل الجماعة الدكتور محمد البلتاجي سكرتير كتلة نواب الإخوان بمجلس الشعب، مدافعاً عن حالة التمرد باعتبارها دليلاً قاطعاً على رعاية الجماعة للإبداعات والابتكارات ومشاركة صفوف الشباب في العمل العام والسماح بتبادل الآراء والمقترحات، نافياً حدوث حالة اضطراب أو توتر بين القيادات العليا في الجماعة بسبب آراء شباب الإخوان المعارضة، ولا سيما أن الاختلافات والخلافات بين الأجيال المختلفة مظهراً صحياً يوضح مؤسسية الجماعة واعتمادها على مبدأ الشورى وعدم أحادية القرار لصالح فئة معينة داخل الهيكل التنظيمي للجماعة.
وحول تفسير عدم احتواء الخلافات بين الأعضاء عبر المسارات الداخلية الرسمية وخروجها على السطح الإعلامي، ارجع البلتاجي ذلك إلى القيود والمطاردات الأمنية على أعضاء الإخوان التي تحول دون السماح لأعضائها بعقد الاجتماعات العلنية وتبادل الآراء مما ساهم في قطع حبال التواصل بين الأجيال المختلفة داخل الجماعة.
وتعقيباً على تعارض مبدأ السمع والطاعة بمطالبة شباب الإخوان بإصلاح الأوضاع الداخلية للجماعة، أوضح محمد البلتاجي أن مبدأ السمع والطاعة ليس سيفاً مسلطاً على رقاب أعضاء الجماعة وإنما جميع المؤسسات لها قرارات ملزمة على جميع أعضائها يقتضي الطاعة والالتزام وفي حالة جماعة الإخوان المسلمين فأن مبدأ السمع والطاعة هو "قرار يتعبدون به في الله"!
وعن تفسير أسباب موجة الاحتجاجات التي اندلعت بين صفوف الجيل الثالث للجماعة استبعد د. عمرو الشوبكي خبير الحركات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، اعتبار تلك الخلافات مصطنعة بغرض إظهار حالة الحراك والديمقراطية داخل الإخوان المسلمين، موضحاً أنها تعكس أزمة التعامل مع الأجيال الجديدة داخل الجماعة، وذلك لاستمرار سيطرة وغلبة القيادات العليا على المراكز والمناصب التنظيمية في مقابل استبعاد الأجيال الشابة من التمثيل في مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة والمناصب القيادية في أمانات المحافظات، فضلاً عن سوء تعامل القيادات العليا مع الشباب وتجاهل اقتراحاتهم والاستخفاف بهم وهو الأمر الذي أثار الاحتقانات داخل الأجيال المختلفة.
وأوضح الشوبكي أن عدم تداول المناصب أو توازن تمثيل الشباب داخل الجماعة سوف يساهم في تفجير الأزمة الصراعية بين الأجيال، كما أن عدم حسم الخلافات الداخلية بين أعضاء الإخوان وخروجها إلى العلن يعكس الخلل التنظيمي داخلها وانسداد القنوات الداخلية وعدم قدرة قيادات الجماعة على إبقاء الأوضاع تحت السيطرة الكاملة.
http://www.copts-united.com/08_copts.../09/11902.html