عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 03-07-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
t16 البقر أتجنن - 3

غليان في الشارع
ولأن القرارات تهدف إلي إلغاء الأزهر، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة كانت ردود الأفعال قوية في جميع محافظات مصر، ورصد مراسلو 'الأسبوع' مشاعر الناس الساخطة علي هذه القرارات علي مستوي مسئولي المناطق الأزهرية ومديري الأوقاف بالمحافظات ورجل الشارع.
يقول الزميل عبد الحكيم القاضي مراسلنا في قنا: إن المحافظة هي الأكثر تأثرا بهذا القرار المعيب والذي يحظر مستقبلا بناء مساجد أو معاهد أزهرية خاصة دون إذن مسبق من الجهات الإدارية وإلا تتم إزالة هذه المنشآت في أي مرحلة من مراحل البناء وذلك لأن قنا من أكبر محافظات الجمهورية بناء للمساجد والمعاهد الأزهرية الأهلية بالجهود الذاتية خاصة في القري ويستفسر البعض والذين رفض معظمهم التصريح باسمه أو صفته عن الهدف من حظر البناء للمعاهد الأزهرية والمساجد ولم يستهدف القرار منشآت أخري تقام بالجهود الذاتية مثل المدارس العامة ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية، وأين دور الأزهر والأوقاف بصفتهما صاحبي الاختصاص الأصيل في بناء المعاهد والمساجد؟ علما بأنه في كل الأحوال لا يستطيع فرد أو جهة بناء منشأة دون الرجوع إلي الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية التابعة لها المنشأة والتي تحدد خط تنظيم الشوارع ومد المنشأة بالمرافق المطلوبة واستصدار تراخيص البناء المطلوبة بعد اكتمالها مسجدا كان أو معهدا أزهريا يتم تسليمه للجهات المختصة لضمه وبذلك يتم توفير موارد مالية ضخمة للدولة التي أصبحت عاجزة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية عن بناء مثل هذه المنشآت . وقد أكدت بعض المصادر المسئولة بالمناطق الأزهرية بالصعيد للزميل عبد الحكيم القاضي أنه بعد وصول القرار إليها صدرت تعليمات شفهية من قياداتها بضبط النفس وعدم إثارة بلبلة لحين الخروج من هذا المأزق الذي يمتد صداه السيئ إلي خارج حدود البلاد لما يمثله الأزهر في مصر فضلا عن ظهور مشكلات أخري وهي كيفية مواجهة الزيادة المطردة للطلاب الذين يلتحقون بالمعاهد الأزهرية بمختلف مستوياتها في ظل منع بناء معاهد جديدة بالجهود الذاتية وعدم قدرة الدولة علي تخصيص ميزانيات لمثل هذه المنشآت.
وأضاف البعض أنه إذا كان هذا القرار جاء للحد من ظاهرة الجماعات الإسلامية المتشددة ووأد شرارتها الأولي فإن الحقيقة أن هذه الجماعات نشأت في الجامعات المصرية التي هي في الواقع امتداد للتعليم العام غير الأزهري. فهل سيتم وقف بناء هذه المدارس وإغلاق الجامعات؟! أم أن الهدف هو إحياء الحلم الأمريكي بأيد مصرية لسيادة العالم عسكريا واقتصاديا وفكريا؟ وأضاف علماء الأزهر في قنا أن مصر حينما كانت تئن تحت وطأة المماليك والأتراك ثم الفرنسيين والإنجليز لم يخدش هؤلاء هيبة الأزهر وعلمائه فقد كان المحتل الأجنبي يتوخي الحذر مع تلك المؤسسة الدينية. أما اليوم فقد تدهور الأزهر علي يد مسئوليه من المشايخ المصريين وموظفي الدولة.
ومن أسيوط قالت الزميلة لولا عطا: إن شيخ الأزهر عقد اجتماعا خلال الأسبوعين الماضيين مع مديري المناطق الأزهرية لبحث هذا الموضوع. وأشارت إلي أن أسيوط تضم حوالي 400 معهد ابتدائي وإعدادي وثانوي جميعها مستقرة وفق ما يقوله الشيخ محمود عبد الحليم رئيس الإدارة المركزية لشئون المعاهد الأزهرية بأسيوط. وأضاف أن رؤساء المناطق الأزهرية حين استفسروا من شيخ الأزهر عن هذا القرار أفادهم بأنه قرار علي الورق فقط ولن ينفذ إلا في حدود ضيقة.

وأكد عيد سعودي وكيل وزارة الأوقاف أن محافظة أسيوط استشعرت خطورة القرار منذ فترة فقامت بضم جميع المساجد والزوايا الأهلية ولا توجد أية مساجد مخالفة أو بنيت بدون ترخيص وهناك حالة من الاستياء والغضب بين العاملين بالمعاهد الأزهرية وعلماء الأزهر، فيعلق محمود فتحي مدرس بالأزهر قائلا: للأسف أصبحنا في مصر لا نأتمر إلا من الغرب وأمريكا بالذات، وهذا الأمر وهو ضم الأزهر للتربية والتعليم يعد كارثة بكل المقاييس لأن هذا يعني ضياع استقلاليته.
ويضيف محمد صالح إمام مسجد بالوليدية أن الناس في الفترات الأخيرة بدأت تبتعد عن الأزهر والدراسة به وذلك بسبب الإجراءات الغريبة التي تتخذ من الإمام وكلها للأسف الشديد تؤدي إلي زوال عصر الأزهر في مصر فكيف يحدث هذا؟ وكيف نغير منارة الإسلام في مصر والعالم العربي؟.. كفي ما حدث للأزهر والمواد الأزهرية ولا تتلاعبوا بأهم شيء لدينا وهو ديننا!!
ويكمل حسين شوقي بالمنطقة الأزهرية بأسيوط: إننا نسير خلف أمريكا بطريقة عمياء فهي تسعي وتعد الدراسات والأبحاث في كيفية القضاء علي التعليم الديني بوجه عام والأزهر بوجه خاص وهو المكان المقدس لنا والذي تعتبره أمريكا منبعا رئيسيا للإرهاب وها هي تصدر أوامرها بإغلاقه.. فمتي نفيق من غفلتنا أم أننا سننزلق وراءها وتضيع هويتنا المصرية الدينية السمحة؟
ومن الغربية استطلعت الزميلة آلاء حمزة آراء المدرسين في الأزهر الذين وصفوا ما يحدث في هذا الشأن بأنه كارثة.
حيث يقول هاني أبو دبش * مدرس *: منذ أحداث 11 سبتمبر والعيون الأمريكية صوبت نحو الهيئات الدينية وكانت البداية بغلق المدارس الإسلامية علي مستوي الجمهورية ودخول المدارس في مشاكل وقضايا أثرت علي العملية التعليمية واليوم جاء الدور علي المساجد والمعاهد الأزهرية تتحكم فيها الغطرسة الأمريكية وأنا أشعر بالدونية عندما تفرض علينا أوامر خارجية فأصبحنا لعبة سهلة للأمريكان وهذا ناتج عن تفكك الأمة العربية لذلك علينا أن نصطف من جديد لمواجهة تلك الحملة الشرسة.
وتضيف إيمان السعيد * موظفة *: أرسلت ابنتي إلي المسجد خلال فترة الإجازة لحفظ القرآن وبعد أسبوع فوجئت بها تقول: منعوا التحفيظ في المساجد وأمرنا الشيخ بمغادرة المكان والآن يريدون إلغاء التعليم الأزهري رغم أن علماء الأزهر هم مرجعنا الديني فإذا ضاع الأزهر فقدنا هويتنا وتحولنا إلي صورة باهتة من المجتمع الغربي وتضيع أجيالنا القادمة وتصبح مطموسة المعالم الدينية والعربية ونحن نوجه صرخة للمسئولين: لا تحرموا أبناءنا من العلم والأخلاق فالمسجد ليس لأداء العبادة فقط ولكنه مؤسسة دينية واجتماعية.
ويؤكد الدكتور مروان شاهين * أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر* أنه لا ينبغي تقييد بناء المساجد لأن المسجد هو محور حياة الأمة فهو بمثابة وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة الدفاع وهو دليل علي إسلام الأرض والبشر بدليل أن أول شيء فعله النبي في المدينة هو بناء المسجد ومن بعده استوعب الصحابة الدرس وشرعوا في بناء المساجد في كل أرض يفتحونها وبالتالي لا يجوز تقليص دور المسجد كما أننا لا نستطيع أن نمنع رغبة شخص في بناء مسجد أيا كان حجمه فالإسلام يحث علي بناء المساجد حيث يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: 'من بني مسجدا بني الله له قصرا في الجنة'. وبالتالي لا يجوز تحويل المسجد أو الزوايا إلي أي شيء آخر لأن ملكيته انتقلت لله سبحانه وتعالي والتصرف فيه أصبح لله وبالتالي لا يجوز تحويله لفصول محو الأمية وغيرها. أما بالنسبة للأزهر سواء كان مسجدا أو معاهد فهو مصدر العزة لمصر فدور مصر القيادي راجع للأزهر وعلمائه الذين يمثلون تيارا دينيا معتدلا يقود العالم الإسلامي بالإضافة إلي أن علاقة مصر ببعض الدول قائمة علي وجود الأزهر فإذا ضاع ضاعت مصر وضاعت ريادتها.
الرد مع إقتباس