وتقدم حسنين الشوري * عضو مجلس الشعب * بطلب إحاطة عاجل بناء علي ما نشرته 'الأسبوع' واستجابة لغليان الشارع المصري وأكد أنه التقي بعض الموظفين في المعاهد والمدرسين حيث وجدناهم يعيشون حالة يأس وإحباط شديد من جراء تنفيذ سياسة إلغاء التعليم الديني فهناك معاهد أزهرية سيكون مصيرها الضياع بتعليمات أمريكية وحملة يجب التصدي لها بكل الصور والأشكال فنحن أولا وأخيرا دولة إسلامية عنوانها الأزهر وأي تدخل خارجي في شئونه مرفوض.
وتساءل الشوري: أين يتعلم أبناؤنا أمور دينهم؟ هل يذهبون إلي أمريكا؟ لقد بدأ هذا المخطط لإلغاء التعليم الديني منذ عدة سنوات حيث ارتفع بسن القبول بالمعاهد إلي 6 سنوات بدلا من 5 كما كان سابقا.
ومن الغربية أضاف مراسلنا 'محمد عوف' أن مديرية الأوقاف هناك بدأت في حصر المساجد والزوايا التي لم تحصل علي ترخيص بعد أن تلقت التعليمات بذلك لمنع توصيل المرافق إليها وقد بلغ عدد المساجد التي لم يتم الترخيص لها نحو 431 مسجدا وزاوية معظمها في القري وقد سادت حالة من القلق بين الأهالي نتيجة لهذا القرار خاصة أنهم شاركوا بالجهود الذاتية من أجل إقامة هذه المساجد مما اضطر بعضهم إلي عدم الامتثال للقرار وأتموا البناء وتحدوا المسئولين مما عرض بعضهم للسجن.. ومن جهة أخري فقد تقاعس المسئولون بأوقاف الغربية عن إنشاء مجمع إسلامي بمنطقة الخادم بطنطا رغم اعتماد آلاف الجنيهات بديلا عن المسجد الذي هدم في زلزال أكتوبر .1992
ومن السويس صرح الشيخ حافظ سلامة المجاهد المعروف ورئيس مجلس إدارة جمعية الهداية الإسلامية للزميل 'حمدي حجازي' بأن هذه القرارات جاءت وصدرت من أشخاص لا يعرفون شعب مصر المسلم الذي يغار علي دينة ومقدساته خاصة بيوت الله التي تقام فيها الشعائر الدينية وأن تقييد حرية بناء المساجد ينطبق علي من أصدرها قوله تعالي: 'ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها... إلي آخر الآية الكريمة. وأن هذه القرارات تأتي ضمن الموجة المستوردة من أعداء الله والإسلام الذين يتدخلون في عقيدتنا وفي ديننا ويقيدون بناء المساجد والمعاهد الأزهرية ويتدخلون في مناهج التعليم سواء العام أو الأزهري.
لقد اشتري منفذو هذه القرارات بدينهم ثمنا قليلا وباعوا عقيدتهم للأمريكان . وأضاف 'إننا نقول لهم مرحبا بهذه القرارات التي سوف يدوسها شعب مصر المسلم بالأقدام'
وأكد الشيخ طه حامد إمام مسجد الجمعية الشرعية أن الموضوع أكبر من بناء المعاهد والمنشآت الدينية.. القضية تمس العقيدة والنشأة فالعظماء كلهم أمثال محمد كريم وغيره من خريجي الأزهر.. فإغلاق المعاهد وإهمالها يعني أنه لن يخرج عظماء بعد الآن.. الشباب الآن يحتاج إلي أن يعرف دينه.
ويقول الشاعر أحمد أبو سمرة: إن من المصائب التي نعاني منها التدخل الأمريكي السافر والزائد عن الحد في مصائرنا وعقيدتنا.. فللأزهر دور ديني واجتماعي يجب احترامه. وأكد الشيخ عطية موافي وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية للزميل 'محمد الشامي' أن قرار إلغاء المعاهد الأزهرية كارثة بكل المقاييس. وأضاف: أنا أتحدث هنا بصفتي من رجال الأزهر الذين تربوا وعاشوا تحت ظلاله.. مصدر الثقافة الدينية المعتدلة التي تقي الأمة من الشطط وللتوسع في بناء معاهد أزهرية فوائد عظيمة للعالم الإسلامي.. فكيف يفكر مسئول في أن يهمش دور الأزهر.. ولولاه ما قامت لمصرنا قيامة وبالنسبة للمساجد فالمطلوب هو تقنين البناء وليس وقف بنائها نهائيا.
وأضاف عبد الفتاح عقل رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بالمجلس الشعبي المحلي لمركز شبين الكوم أن هذا القرار يعد خاطئا ومارقا ولا يرضي أحدا من المسلمين وإلغاء المعاهد الأزهرية أو عدم التوسع في إنشائها أمر مستحيل ولا نوافق عليه فلدينا 39 قرية بمركز شبين الكوم تنتشر بها المعاهد الأزهرية ولن نوقف بناء المعاهد والمساجد بها.. بل نحن نطالب بأن تكون مادة الدين مادة أساسية في التعليم العام لغرس القيم والأخلاق الحميدة بين الأجيال القادمة.
وأشار محمد السنطاوي من أهالي المنوفية إلي أن هذه القرارات تحمل في طياتها نوايا سيئة لتقليص دور الأزهر وهو ضد مصلحة البلد والهدف منه أن تتحول مصر إلي دولة علمانية يصبح فيها الدين مجرد طقوس تمارس فقط وهذا ما يريده جورج بوش وحلفاؤه.
ومن البحيرة قال الشيخ محمد حبيب مدير عام منطقة البحيرة الأزهرية للزميل 'أحمد عزوز': إن هذه القرارات رفضها شيخ الأزهر خلال اجتماعه مع مجلس الآباء الأحد الماضي وأكد لهم أن الرئيس مبارك لن يوافق عليها وأن ميزانية الأزهر لهذا العام تمت زيادتها بنسبة كبيرة، ويقول الشيخ نبيل المعطاوي واعظ عام بكفر الدوار: إن هذا القرار خطأ كبير وينبغي أن يحاكم كل من ساهم في تنفيذه لأنه سيؤدي إلي بذر بذور الإرهاب وللأسف الشديد أن أصدروه تأثروا بضغوط الخارج
وأكد الشيخ محمد شهاب رئيس مجلس إدارة جمعية العلم والإيمان أن القرار تعد صارخ علي الدستور الذي ينص علي أن مصر بلد إسلامي ونحن نرفض تحويلها إلي دولة علمانية ونطالب بتدخل الرئيس لإلغاء هذا القرار وعلي القوي السياسية الوطنية أن تتحد لإسقاطه خاصة أنه صادر بناء علي ضغوط خارجية أمريكية وأن الشعب المصري لن يصمت علي هذا الهراء وسنسلك كافة الطرق الشرعية والسلمية من أجل التصدي له.
وأكد القيادي الناصري حمدي أبو المعاطي أن هذه الإجراءات ترجمة حقيقية للتعليمات الأمريكية التي تملي علي الأنظمة العربية والإسلامية بتجديد الخطاب الديني وإعادة صياغة المناهج التعليمية وفقا للأجندة الأمريكية.
وفي الدقهلية قال الشيخ سعد الفقي مدير عام المساجد الأهلية للزميل 'خيري عنتر': إن الدستور أكد حرية العبادة وكفلها للجميع وأي مسجد يقام بالجهود الذاتية يصبح تلقائيا تابعا لوزارة الأوقاف بحكم القانون وأن القرار الصادر من مجلس الوزراء لا يتفق مع القانون والدستور المصري
وتعقيبا علي ذلك أكد 'أحمد الحديدي' نقيب المحامين السابق بالدقهلية علي حق أي مواطن في أن يبني مسجدا بالجهود الذاتية وفي حالة رفض الأوقاف ضمه لها يمكن للمواطن أن يلجأ للقضاء الإداري.
ومن الإسكندرية أكدت الزميلة 'مني عبد السلام' في تقريرها أن عمليات بناء المعاهد الأزهرية والمساجد توقفت منذ سنوات في الوقت الذي تقوم فيه هيئة الأبنية التعليمية بالإسكندرية التابعة لوزارة التربية والتعليم بعمليات إنشاء واسعة للمدارس.. وأكد العاملون بالإدارات الهندسية في المنطقة الأزهرية بسموحة أنه حتي عمليات تطوير المعاهد وترميمها تسير ببطء ويصل عدد المعاهد في الإسكندرية * رغم أنها تعتبر العاصمة الثانية لمصر بعد القاهرة * إلي 22 معهدا أزهريا فقط في المرحلة الإعدادية و15 معهدا ثانويا ومعهدين للقراءات و36 معهدا لتلاميذ المرحلة الابتدائية وتتركز غالبية هذه المعاهد في حي العامرية وبرج العرب وبالنسبة للمساجد والزوايا التابعة لوزارة الأوقاف رصدت الزميلة 'مني عبد السلام' حالة القلق لدي الأهالي خاصة أن عددا كبيرا منهم متبرع بأراض لإقامة هذه المساجد مستقبلا وقد تبرع أحد الأهالي بقطعة أرض فضاء مساحتها 500 متر لبناء مسجد عليها ولكن رئاسة الحي بمنطقة الحضرة الجديدة رفضت اعطاءه ترخيصا بحجة أن المساحة يجب أن تكون متنفسا وتستخدم كمساحة خضراء أما بالنسبة للزوايا التابعة للطرق الصوفية فتلقي تشجيعا ودعما كبيرا من الأوقاف التي تقدم لهم دعما وتساعدهم علي التواجد مما يؤكد أن هناك زيادة لتواجدهم نظرا لأنهم غير مؤثرين سياسيا.. وهذا ما يتماشي مع أمركة الخطاب الديني في مصر وجعله قاصرا علي مجرد الذكر.
http://www.elosboa.co.uk/elosboa/issues/382/0302.asp
