عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-06-2003
Remon16 Remon16 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 203
Remon16 is on a distinguished road
مجدى خليل...و الشعب القبطى العظيم


عائد من القاهرة
الشعب القبطي العظيم
السبت 31 مايو 2003 15:34
مجدي خليل



بعد أربع سنوات غياب عدت إلى القاهرة في إجازة قصيرة وكان الغرض من الزيارة اجتماعي بالدرجة الأولى ولكن جاذبية السياسة والثقافة تطاردني حيثما أكون، وهكذا شاءت الظروف أن أتقابل مع كتاب ومثقفين، وسياسيين ورجال أعمال، وصحفيين و قوى ليبرالية، وأقباط ومسلمين، وعمال وسائقي تاكسي، وأفندية وفلاحين، وأغنياء وفقراء معدمين.
ولأن مصر هي هاجسي الأول، ولأنها تعشش في وجداني ثقافة وتاريخا وجغرافيا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا فقد كانت فرصة لرؤية الصورة من الداخل لتتكامل مع الرؤية البانورامية التي نراها من الخارج.
ولأني مهتم بشئون الأقباط كجزء من الهموم المصرية الواسعة، فمن الطبيعي أن أبدأ سلسلة مقالاتي عن انطباعاتي الشخصية عن مصر بموضوع الأقباط.
معظم الأقباط مهمشون، معزولون، محاصرون، تائهون، مغيبون، مخدرون، مستبعدون، نائمون، خائفون، مشتتون، قلقون.....
وهـذه مشكلتهم ومشكلة المجتمع في نفس الوقت الذي فعل بهم هكذا. لا.. لا.. لن أبدأ بنقد ذاتي للأقباط في هذه المقالة.. حسنا سأفعل ذلك في المقالة القادمة.. ولكن في هذه المقالة سأبدأ بتعريف الأقباط بذاتهم الحقيقية.. بتاريخهم المكلل بالنور.. بأمجادهم التي صنعوها.. بتضحياتهم التي قدموها.. بالسلالة العظيمة التي ينحدرون منها، لعل ذلك يوقظ النائمين وينبه المخدرين، ويحرج الأنانيين ويرتقي بالماديين ويطهر النفعيين.
يمثل الأقباط أقلية دينية وفقا للتعريف السياسي للاقليات ولكنهم شعب عظيم بل وأمه تليدة في المجد بل ويشكلون عالما قبطيا خاصا.
ربما كان يعقوب نخلة روفيلة 1847-1905 هو أول كاتب في التاريخ الحديث يستخدم مصطلح الأمة القبطية في كتابه الشهير "تاريخ الأمة القبطية" الصادر عام 1898، ثم أكده أيضا يوسف منقريوس في كتابه أيضا عن "تاريخ الأمة القبطية"، ولكن الذي أعطي زخما للمصطلح هو حبيب جرجس 1876-1951، ولكن التمدد الهائل للأقباط خارج حدود مصر وخارج حدود الكنيسة المصرية جعل سعد ميخائيل سعد يصيغ مصطلحا جديد وهو "العالم القبطي"فالعالم القبطي ملكوت بلا حدود، وكيان روحي وحضاري منتشر في أنحاء الأرض وممتد إلى أبواب السموات يسمو فوق الحدود الدولية والتنظيمات السياسية. وهذا العالم القبطي يعكس ثلاثة عناصر أساسية لمكوناته. فهناك المكون العرقي وهناك المكون الثقافي والحضاري وهناك المكون الديني، فكل من يشكل عرقا قبطيا وتجري في عروقه الدماء المصرية وكل من ينتمي ثقافيا وحضاريا إلى الحضارة القبطية المصرية القديمة وكل من ينتمي إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سواء كانوا أقباطا مصريين أم أقباطا أمريكيين أم أقباطا أوروبيين أم أقباطا استراليين أم أقباطا أثيوبيين أم أقباطا ليبين أم أقباطا أفارقة.... ألخ فهولاء كلهم يشكلون ما يسمي بالعالم القبطي.
الأقباط أمة عظيمة "تاريخ مصر هو تاريخهم" كما يقول جودت جبرة.
"الأقباط هم بقايا تلك الأمة المصرية العريقة في الحضارة التي أجمع الكل أنها اقدم الأمم في المدنية وأسبقها في التمدن". كما يقول يعقوب نخلة روفيله.
أما إدوارد واكين فيقول "أقباط اليوم يشتركون مع الأقليات جميعا في نضالهم العالمي للبقاء في الحياة، يرجعون في أصلهم إلى الفراعنة القدماء، وبذلك فهو يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الأهرام وإرادتهم وعزيمتهم في أن يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لا نهائي خلال تاريخهم القديم وفي موقفهم المعاصر انهم هناك في مصر، وهناك سيبقون على أنهم "المصريون الحقيقيون"و "المسيحيون الأصليون" أقباط وادي النيل، تلك الأقلية المهمومة الصابرة المعزولة".
إن الأقباط شعب عظيم :

الرد مع إقتباس