أولمرت:"إن المسؤولية عن انتهاك التهدئة وخلق وضع من العنف المتواصل والمتكرر في المنطقة الجنوبية تقع على حركة حماس"
16 تشرين الثاني / نوفمبر 2008
".. لقد مرت نهاية الأسبوع الماضي في ظل جولة أخرى من أعمال العنف بيننا وبين السلطة الإرهابية الحاكمة في قطاع غزة. وكانت التنظيمات الإرهابية قد التزمت قبل عدة أشهر بتفاهمات كانت تهدف إلى تثبيت التهدئة لكنها تواصل مؤخراً مرة تلو الأخرى تجاوز هذه التفاهمات سواء من خلال حفر الأنفاق لغرض القيام باعتداءات وعمليات انتحارية ضد المواطنين الإسرائيليين أو من خلال إطلاق صواريخ الغراد والقسام التي تستهدف التجمعات السكنية المدنية ، وكذلك عبر محاولات استهداف قوات جيش الدفاع بالقرب من السياج المحاذي لخط الحدود بيننا وبين قطاع غزة.
ولا يخفى على أحد أن إسرائيل لم تتحمس للتفاهمات التي أدت إلى تلك الحالة المسماة بالتهدئة لكنها التزمت بها بشكل لا يقبل التأويل. إن المسؤولية عن انتهاك التهدئة وخلق وضع من العنف المتواصل والمتكرر في المنطقة الجنوبية تقع بحذافيرها على حركة حماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية العاملة في قطاع غزة. لا توجد أي جهة تستطيع معاتبة إسرائيل.
لقد زرت الأسبوع الماضي فرقة قطاع غزة حيث التقيت الضباط والقادة برفقة وزير الدفاع ورئيس الأركان ، وقلت لجنود لواء المظليين ولأفراد الوحدات الأخرى التي تتولى حماية الحدود الجنوبية يوماً بعد يوم إننا لا نتلهف للقتال لكننا لا نخشاه. وعلى كل لن نستطيع تحمل الثمن الذي تسعى التنظيمات الإرهابية لاستيفائه من أجل تثبيت الوضع السائد حالياً في قطاع غزة وحرماننا من حقنا في منع استمرار الإرهاب والتهديد وخرق التهدئة بصورة تمس بسكان المنطقة الجنوبية قبل غيرهم. إننا عملنا – وسنظل نعمل – بشتى الطرق الصحيحة للحيلولة دون تحوّل (التهدئة) إلى واقع يخالف المصالح الأمنية لسكان إسرائيل.
وفي أعقاب النقاش الذي جرى الأسبوع الماضي في المجلس الوزاري المصغر وتبعاً لتقدير الموقف الذي أجريته يوم الجمعة الماضي مع وزير الدفاع ورؤساء الدوائر الأمنية ، فقد أوعزت إليهم بأن يطرحوا عليّ في القريب العاجل مقترحاتهم لصياغة خطة عمل مرتَّبة سيتم عرضها بالصورة الملائمة على الجهات صاحبة القرارات في الحكومة إذا ما لزم الأمر ، وذلك في مسعى لجلب الهدوء التام على المنطقة الجنوبية. كما أوعزت بتلخيص جميع المناقشات المتواصلة منذ فترة طال أمدها بين الدوائر القضائية والأمنية فوراً ليصار إلى طرح الخيارات المختلفة المتوفرة ضد سلطة حماس الإرهابية والجناح العسكري التابع لها على المجلس الوزاري المصغر دون فرض القيود التي من شأنها أن تحد من قدرتنا على ممارسة القوة اللازمة رداً على هذه الخروقات للتهدئة. إنني أعلم بأن الخواطر هائجة والدماء تفور وتتعالى الأصوات هنا وهناك ، غير أن هذه الحكومة التي أرئسها قد عملت دوماً لمواجهة هذه الحالات من منطلق رباطة الجأش والتروي وإمعان النظر في الأمور وتقصي الخيارات قبل الإقدام على صنع القرارات ، وهكذا سيكون عليه الأمر هذه المرة أيضاً.
المصدر: مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي