مشاركة: بعد موت ياسر عرفات... حماس تقود الفلسطينيين إلى الهلاك (مدموج )
«حماس» قتلت ابنى والتعاطف معهم خيانة
روزاليوسف- محمود سماحة
بطلقات الغدر «قتلوه» فى ريعان شبابه وهو يؤدى واجبه نحو وطنه..اغتيال الشهيد «ياسر عيسوى» هو آخر مشاهد «الخيانة».. فى مسلسل حماس للمزايدة باسم الدم العربى.. نيرانهم ليست صديقة وأيديهم لا تمتد إلا على من يقف بجوارهم بعد أن أعمتهم المصالح والدولارات الفارسية عن التفريق بين «العدو» الغادر و«الصديق» الذى يمد لهم يد العون، فهذا هو قدرنا دائماً نضحى وندفع «الثمن» بدماء شبابنا.
ياسر فريج العيسوى الشهيد البطل ولد عام 1972 فى شبين الكوم محافظة المنوفية التى تربى وعاش بها حتى بعد أن عاد والده ليعيش فى قرية «شباس عمير» بمحافظة كفر الشيخ مسقط رأسه بعد خروجه على المعاش حيث كان رئيس قسم الدراسات العليا والعلاقات الثقافية فى كلية التربية جامعة المنوفية، وأمه السيدة «صوفى راضى حامد» ربة منزل.
التحق «ياسر» بالكلية الحربية عام 1990 وتخرج فيها عام 1994 ضمن الدفعة رقم .87 عمل فى القاهرة بعد تخرجه ثم انتقل إلى «حلايب وشلاتين» بناء على طلبه وظل هناك 4 سنوات ثم انتقل إلى الإسكندرية ثم رفح فى يناير 2006 وكان مسئولاً عن معبر صلاح الدين.
تزوج عام 2002 ورزق بـ3 أطفال هم أحمد «6 سنوات» وزياد «عامان» وماسى «9 شهور».. أما زوجته نهى فهى خريجة كلية التربية قسم إنجليزى وتعمل فى شركة المياه بالمنوفية بعقد مؤقت وراتب 150 جنيها، وله 4 أشقاء هم د. أحمد «جراح» ويعمل فى السعودية ود. مريم «صيدلانية» وعيسوى «محاسب» ود. محمد «صيدلى» وكان ياسر آخر العنقود.
«روزاليوسف» ذهبت لمنزل العائلة المصدومة فى قرية شباس عمير بكفر الشيخ، والتى اكتست بلافتات العزاء من عدة جهات «حكومية ومدارس وجمعيات أهلية»، ووجدنا أسرة الشهيد مازالت تستقبل الوفود التى جاءت لتقدم العزاء فى الفقيد.
دخلنا المنزل لنقابل أسرته فالتقينا بشقيقته د. مريم التى رحبت بالحديث معنا رغم حزنها العميق وانشغالها فى رعاية والدتهم التى انهارت تمامًا بعد وفاة أصغر أبنائها.
سألنا مريم عن كيفية معرفتهم بالخبر، وطلبنا منها أن تصف لنا المشهد بعد إبلاغهم به فأجابت: كان المفروض أن يعود ياسر فى اليوم السابق للحادث لكى يذهب بابنته «ماسى» ذات التسعة أشهر للطبيب، لأنها كانت مريضة ولكنه اتصل بماما وقال لها أنه لن يستطيع القيام بإجازته بسبب الأحداث الأخيرة فى غزة، ويجب أن يكون موجودا على الحدود فى موقعه وطلب من زوجته أن تذهب هى بالابنة للطبيب، وعلى الرغم من أنه طمأننا جدا عليه فإن حالة من القلق انتابتنا جميعا هذه المرة، فبدأنا نتابع ما يجرى من خلال الفضائيات.
وفى اليوم التالى لمكالمته فوجئنا بقناة الجزيرة تذيع خبرا عاجلا عن إصابة ضابط مصرى على الحدود ولم يذكر اسمه، اتصلت بى فى نفس اللحظة زوجته تسألنى إن كان هناك أى أخبار عن ياسر وهل اتصل بنا أحد من زملائه فأجبتها بالنفى، وانتظرنا أن يعلنوا اسم الضابط المصاب وعلى الرغم من أننى أعلم أن الهاتف المحمول لياسر يكون مغلقا معظم الوقت أثناء وجوده بالخدمة هناك، إلا أنى عبثا حاولت الاتصال به بشكل متواصل على أمل أن يفتحه للاطمئنان عليه وأنه ليس هو الضابط الذى أصيب، وفى نفس الوقت كنا نتنقل بين القنوات الفضائية بحثا عن أى خبر جديد عن الضابط المصاب ولم تمر نصف ساعة حتى أعلنت قناة الجزيرة أن الضابط المصاب اسمه ياسر عيسوى وبعدها بدقيقتين أعلنت الفضائية المصرية أن اسمه «ياسر فريج عيسوى» وأنه قد تم نقله لمستشفى العريش ومعه اثنان من المجندين.
تكمل مريم كلامها وقد بدأت عيناها تمتلئان بالدموع وهى تستعيد تلك اللحظات قائلة: «ياسر» أصغرنا وهو آخر العنقود فأنا وأخوته الثلاثة كل منا يعتبره ابنه وليس أخاه، فأسرعنا جميعا نجرى الاتصالات بزملائه ونبحث عن أى وسيلة اتصال بمستشفى العريش حتى الدكتور أحمد «أخوه الأكبر» الذى يعمل بالسعودية اتصل أكثر من 30 مرة فى أقل من ساعة ونصف ليسألنا إن كنا عرفنا إصابته.
أما «نهى» زوجته فقد انشغلت وقت إعلان الخبر المشئوم بتحضير الطعام لأبنائها ولم تعرف بخبر إصابته لا منا ولا من التليفزيون الذى تركت الأطفال أمامه حى تنتهى من تحضير الطعام لهم، والصدمة تلقتها عندما دخل عليها ابنها أحمد «6 سنوات» المطبخ ليسألها يعنى إيه شهيد يا ماما بيقولوا فى التليفزيون اسم بابا الشهيد ياسر فريج العيسوى هو بابا اترقى؟! لم تصدق نهى ما قاله ابنها وأسرعت للتليفزيون فوجدت الخبر يذاع ويؤكد استشهاد الرائد ياسر عيسوى المسئول عن منفذ صلاح الدين متأثرا بجراحه فور وصوله مستشفى العريش فاتصلت بى وهى تصرخ لدرجة أنى لم أعرف صوتها فسألتها مين معايا فقالت (أنا نهى يا مريم أرملة الشهيد ياسر ، ياسر مات يا مريم) لم نكن قد عرفنا الخبر لأننا انشغلنا بإجراء الاتصالات عن متابعة التليفزيون فقد كنا نأمل أن يكون الموضوع مجرد إصابة بسيطة أو كبيرة حتى، لكن لم نكن نريد أن نتخيل مجرد تخيل أنه سيأتى يوم ولا نرى ياسر بيننا عائدا من عمله ليقضى أسبوع الإجازة معنا يلاعب أبناءنا ويطمئن علينا وعلى أمه ويخفف عن كل منا مشاكله، فعلى الرغم من أنه كان فيما يخص عمله كتوما ولا يحكى أى شىء، وإذا سألناه عن حقيقة ما نطالعه فى الإعلام يقول كما سمعتوا، إلا أنه بعيدا عن ذلك كان مصدر بهجة لنا جميعا متعاونا لأقصى مدى وخدوما جدا ومهما كانت المشكلة التى تمر بها يخرجك منها بطريقة كلامه وخفة دمه و كما يقولون بالبلدى «كان ابن موت».. فقد تعرض «ياسر» لحادث قبل ذلك أثناء عمله فى حلايب حيث انقلبت به سيارة جيب أثناء مروره بدورية على الحدود ولم نعرف إلا بعد أن عاد فى إجازة ووجدنا آثار الإصابات عليه ووقتها رفض أن يأخذ إجازة مرضية لاستكمال علاجه، واكتفى بإجازته العادية وهى 7 أيام كل شهر وعاد لموقع خدمته ليؤدى واجبه وهو مصاب.
وهنا انهارت مريم ولم تستطع أن تكمل حديثها معنا على الرغم من أنها بدت متماسكة فى البداية أو حاولت أن تبدو كذلك فتركناها حتى لا نثقل عليها، وتحدثنا مع د. محمد وهو الشقيق الأكبر للشهيد الذى استهل كلامه منفعلا فقال: «أريد أن أوجه رسالة من خلال مجلتكم، فقد عرفت من أحد زملاء أخى فى الخدمة هناك أن الفلسطينى القاتل هرب إلى الداخل ولم يعد إلى فلسطين، أى أن القاتل موجود على أرض مصر، لذلك أناشد الجهات المسئولة سواء الداخلية أو القوات المسلحة أو حتى المخابرات المصرية أن تقوم بالبحث عنه وإلقاء القبض عليه ومحاكمته، فهذا هو التكريم الحقيقى لروحه».
صمت محمد عيسوى قليلا ثم أضاف: «هذا لا ينفى ما قامت به محافظة كفر الشيخ تكريما لاسم الشهيد ياسر، فقد أطلقوا اسمه على المدرسة المقابلة لنا هنا وشارع فى قلين، والمحافظ أصدر قرارا بإطلاق اسمه على أول مدرسة أو مستشفى يتم بناؤها هذا العام ،وأيضا قرار محافظ المنوفية بإطلاق اسمه على أحد شوارع شبين الكوم ولكن الأهم عندى من هذا هو القبض على قاتله ومحاكمته وإعدامه».
سألناه عن إذا ما كانت القوات المسلحة قد أبلغتهم بتكريم اسمه ومنحه الأوسمة أو النياشين فأجاب: «تكريم أسماء الشهداء فى الجيش أو الشرطة يكون فى الأعياد أو المناسبات الخاصة بهما، فأعتقد أن ذلك سيكون فى أقرب احتفال للجيش، ولكن علمنا أنهم منحوه الرتبة الأعلى كما هو متبع فقد كان برتبة رائد فمنحوه رتبة مقدم والتى كان من المفترض أن يحصل عليها الأيام القادمة لو لم يقتله هؤلاء الخونة أتباع حماس ممن لا عهد لهم ولا دين». ونحن على سلم المنزل لمغادرة المكان كان وفد من إحدى المدارس قد وصل لأداء واجب العزاء فى الشهيد وهم يحملون لافتة عليها بعض كلمات التعازى، وهنا فوجئنا بوالدة الشهيد ياسر تخرج عن صمتها وحزنها، وقد وقفت على باب المنزل ممسكة باللافتة وتنادينا: انشروا أن حماس قتلت ابنى ، يتمت أولاده، حتى يعرف الناس أنهم مجرمون والتعاطف معهم خيانه.
http://www.copts-united.com/08_copts.../04/15266.html
|