عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-01-2009
الصورة الرمزية لـ عاطف المصرى
عاطف المصرى عاطف المصرى غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2007
الإقامة: جمهوريه تشاد البلد
المشاركات: 1,317
عاطف المصرى is on a distinguished road
flower انا وحماده ياليــــــــــل

الحلقه الاولى : عاطف المصرى

انا وحمـــاده ياليــــل


هذه قصتى مع حماده ابن عبد الله . حينما كنا اطفال نلعب فى ازقه قريش - يحلم كل منا ان يكون فارسا . نتابع على الطريق القوافل الوارده من الشام فى طريقها الى اليمن . كانت تحمل الثياب والحلى والفاكهه من الشام – لتعود حامله نبات البن والقات .

كنا نهرع عليهم مبدين مساعدتهم فأقوم انا بشغلهم بالحديث بينما يقوم حماده بالدس فى عربتهم ليسطو على عده ورقات من نبات القات نمضغها لتساعدنا فى قسوه الحياه البدويه الجافه التى نحياها .

فأننا نعيش على شظف . ربما يطلبون من حماده ان يرعى بضعه غنمات من أمرأه لعوب تعشق الفتيه حتى انى قد اسميتها صديقه الكتائبه . والكتائبه هى مرتادى الكتاب وهى تعنى بلغله عصركم الطلبه اى انها كانت صديقه للطلبه .

فما ان كنا نذهب لمقربه من منزلها حتى نرى منها الغمز واللمز وحركات وتصرفات مراهقه لاتأت الا من أمرأه لعوب تريد ان تمضى وقتا مع اى صبى . ولكننى كنت اعشق اسماء بنت عميس - فلم اجاريها فى طيشها لاننى كنت اراها شمطاء عجوز .

وهذه المرأه خديجه قد وجدت ضالتها فى حماده .. فكان يربطه بها صله قرابه وكان عمها ورقه بن نوفل له بمثابه الراعى . فكثيرا ما حكى لى حماده عن تحرش تلك الشمطاء به . وانه كان يعشق مخدعها الوثير لانه ظل محروما معدما ينام على خيشه ملقاه على أعلى الفرن بعدما شاهد امه المدعوه آمنه مرات عديده تشارك عمه عبد المطلب الفراش .

وللتضارب النفسى الذى كان يعيشه حماده هو انه كان يرى فى مناكحه المرأه لثلاث – مالها وجمالها ونسبها .

فكانت خديجه ذات مال ونسب – وان كانت شمطاء الا ان عشقها للجنس هو كان بمثابه التعويض عن هذا القبح .

فى طريقنا الى نجران كان يوجد احد الشيوخ المتعبدين من النصــ ــارى الابيونيين يدعى بحيره الراهب . كان يأنس لنا ويروى لنا عن دينه . فهو علامه ومتبحر فى امهات الكتب .. ولم اكن اعلم ان كان بحيره هو اسمه الحقيقى .. ام انه اسم اطلق عليه نتيجه تبحره فى علوم كثيره وديانات كثيره .

فأن تحدث توقفت الالسنه . و اهتاب الكل من غزير علمه وقوه حجته .. وكان على صله وثيقه بقس ابيونى هو ورقه بن نوفل – فهم من ارادوا ان نكون قساوسه بكنيستهم ومتبحرين بعلومهم .

ولان ذلك لم يكن ليشغلنى ولا يستهوينى كما اهوى مضغ القات – الا ان ذلك قد استهوى حماده واعتبره دافعا للوصول الى اموال تلك الشمطاء المدعوه
خديجه النصـــ ـرانيه الابيونيه .

اراد ان يتحدث بلغتها ويتزوجها طمعا فى ثروتها . فواظب على التقارب منها وكذلك من عمها ومن مرشده الروحى بحيره .

وبدأ حماده يشب .. وظهرت شواربه وبدأت لحيته فى الانبات حين ارسله ورقه لخديجه ليعمل عندها فى رعى الغنم . وادركت من الوهله الاولى فى عينيه انه يرغبها ويرغب اموالها . ليستعيض قحط ما عاشه من طفوله شحيحه بائسه .

وهنا كانت مقابلاتنا لاتتعدى الايام الثلاث كل اسبوع بعد ان كنا لانفارق بعضنا يوما . ولكن حين نلتقى يحكى لى حلمه ان يكون زعيما فارسا مغوارا يشار اليه بالبنان .

كان يقول لى ويحكى عن الاسكندر الاكبر . وكنت اسأله من هو الاسكندر هذا ؟ فكان يحكى لى عنه وكأنه عاصره . ولما سألته كيف عرفت هذا عن رجل لم نعاصره ولم نشاهده فكان يقول لى . هذا مافاتك من دروس ذلك الراهب وتابعه ورقه .

وكان يحكى لى ان ورقه بحر فى علوم الدين والادب والتاريخ ومؤرخ وباحث لا يباريه احد ولا يقارعه احد الا وصرعه . وله مؤلفات عديده لم ترى النور وبينها الفرقان الحق .

نستكمل الاسبوع القادم فى ذات التوقيت
__________________
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله


انا اعطيكم فما وحكمه لايقدر جميع معانديكم ان يقاوموها (لوقا 15:21 )
الرد مع إقتباس