انا وحماده ياليــــــــــل الحلقه الثانيه
الحلقه الثانيه
فى ليله مقمره من العام السابع عشر التى تلى عام الفيل الذى يوافق العام 588 ميلاديه . اصطحبنى حماده للخروج ربما نجد غريبا مارا على الطريق نستطيع ان نساومه على حياته .
واخذنا الخلاء وضوء القمر فى ان يسرد كل منا مافى قلبه من خواطر وذكريات .الطفوله . وحكى لى بحسره كيف كان القرشيون يعايرونه انه جاء من سفاح .
فقلت له : ان القرشيين لهم العذر – فكيف ولدت واباك مات من اكثر من عشرين عاما وانت الان ابن السابعه عشر ؟
فأكفر وجهه وبدت عليه علامات الغضب . فأجحظت عيناه وتوردت وجناته يشطاط غضبا وخرجت انفاسه كذفير صديقه الذى قد اسلم فيما بعد ويدعى يعفور . وتنحى عنى جانبا وكأنه لايريد مواجهتى متمتما – وكأنه يحدث نفسه بصوت عالى : خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء.
ولكونى اعلم طباعه الحاده وانفعالاته السريعه آثرت الا ازيد الطين بله فأخرجت من سروالى ورقتين من القات اعطيته احداها ومضغناها . فأردت ان ابدأمعه حوارا فقلت له : اوتعـــــلم .. كنت فى طفولتى افضل اللهو مع الاناث لا الذكور .
فأشرئبت وجناته وانتشى قليلا ليحكى له قصه طفولته الغريبه التى لاتدخل اى عقل – شيئا خرافيا كالعنقاء او الخل الوفى .
حكى لى قائلا : وانا فى السنة الرابعة من مولدى ، حين كنت العب مع الغلمـ ــان وقت الرعي ، فجاء جبريل مع ملك آخر ، فأمسكا بى وشقّا صدرى ، ثم استخرجا قلبى ، وأخرجا منه قطعة سوداء فقال جبريل لى : " هذا حظ الشيطان منك " ، ثم غسلا قلبى وبطنى في وعاء من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده إلى مكانه ، والغـــ ـمان يشاهدون ذلك كلّه ، فانطلقوا مسرعين إلى مرضعتى وهم يقولون : " إن محمداً قد قُتل، ثم اقبلت وقلبى يرتعد من الخوف ، فخشيت حليمة أن يكون قد أصابنى مكروهٌ ، فأرجعتنى إلى أمّى ، وقالت لها : " أدّيت أمانتي وذمّتي " ، ثم أخبرتها بالقصّة ، فلم تجزع آمنه ، وقالت لها : " إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام " .
فلم اتبين صدق هذه الروايه .. فمن المعروف عمن تربى فى كنف بنى سعد وبنى هاشم هم من الكذبه وخيالهم خصب فى الكذب والخداع . ولكننى لم اتجرأ ان ابوح له مافى صدرى . فقد كان حماده شديد البطش عنيف الانفعالات غبى فى ردود افعاله . تربى على ذلك منذ نعومه اظافره .
وكان يزهو بذاته متفاخرا بما ليس فيه – مثله مثل عنتره العبسى .يتفاخر رغم ان جاء ايضا من سفاح .
فكان دائما يقول عن ذاته ان الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين ، فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيركم بيتاً ، وخيركم نفساً
فتركته حتى لا اصاب بالملل من عليائه . وبعد ان اندحر الليل واضحى الفجر قاب قوسين او ادنى .. لاطوف حول خيمه بنى عميس .. علنى اسمع زفير انفاس محبوبتى فلم اجد سوى شخير عميس وزوجاته . حتى انشق الفجر من سفح أحد .
والى حلقه قادمه
=================
دلائل :
فجعلني في خير خلقه .. رواه احمد
فجاء جبريل مع ملك آخر ، فأمسكا بى وشقّا صدرى .. رواه الطبرانى
خرجت من نكاح رواه الطبرانى
__________________
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله
انا اعطيكم فما وحكمه لايقدر جميع معانديكم ان يقاوموها (لوقا 15:21 )
|