عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 14-01-2009
هشام المصري
GUST
 
المشاركات: n/a
مشاركة: انظروا للشاذ مفتى المنكوحه السعوديه

انا مبحبش القص واللزق بس معلش المره دي يا رجالة


الموضوع:
كيف يتزوج النبي السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين؟


الشبهة:

مـما جاء في كتب الـمسلمين أن نبي الإسلام- صلى الله عليه وسلم- قد تزوج إحدى زوجاته وهي عائشة- رضي الله عنها- وهي بنت سبع سنين ودخل بـها وهي بنت تسع سنين. ونحن نسأل: هل في هذا السن تصلح الـمرأة للزواج؟ أم أن هذا يعبر عن خلل في شخصية رسول الإسلام- صلى الله عليه وسلم؟





الرد عليها:

مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية


كأن السائل هنا يريد أن يبحث عن سبب زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة وهي في هذا السن، الذي يرى بالـمقاييس الـمعاصرة أنه سن لا تصلح فيه البنت للزواج.

من اختلاف طبائع البيئات:

الباعث الحقيقي على هذا السؤال هو عدم إدراك الفارق الكبير بين البيئات الـمختلفة والحضارات التي يفصل بينها مئات السنين. وتطبيق أعراف وعادات العصر الحديث على العصر القديـم مع إهدار الفارق الكبير الحاصل بفعل الزمان والأعراف.
فكم من عرف كان سائدًا عند قوم وقد تغير عند غيرهم، وكم من عادة تعودها قوم ولا تجد لـها أثرًا لاختلاف الأعراف والتقاليد من عصر إلى آخر.
كما أن من بواعث السؤال كذلك؛ عدم إدراك الفوارق التي فطر الله الناس عليها من الاختلاف في هيئة البنية وحجم الجسد لا سيما مع بيئات معينة ولا سيما في شأن الـمرأة، فكم من امرأة نراها حتى في عصرنا الحاضر وقد كملت واشتد عودها وهي لا تزال في سن العاشرة أو نحوها.

الـمتربصون لم يدهشوا لـهذا الزواج:

ولذلك لم تدهش «مكة» حين أُعلِنَ نبأ الـمصاهرة بين أعز صاحبين وأوفى صديقين، بل استقبلته كما تستقبل أمرًا طبيعيًّا مألوفًا ومتوقعًا. ولم يجد فيها أي رجل من أعداء الرسول أنفسهم موضعًا لـمقال، بل لم يدر بخلد واحد من خصومه الألداء، أن يتخذ من زواج محمد صلى الله عليه وسلم بعائشة مطعنًا أو منفذًا للتجريح والاتـهام، وهم الذين لم يتركوا سبيلا للطعن عليه إلا سلكوه ولو كان بـهتانًا وزورًا..

وماذا عساهم أن يقولوا..؟
هل ينكرون أن تخطب صبية كعائشة، لم تتجاوز السابعة من عمرها؟
لكنها قد خطبت قبل أن يخطبها «محمد بن عبد الله» إلى «جبير بن مطعم بن عدي» بحيث لم يستطع «أبو بكر» أن يعطي كلمته لخولة بنت حكيم، حين جاءت تخطبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى فتحلل من وعده للمطعم بن عدي.
فهل ينكرون أن يكون زواج بين صبية في سنها، وبين رجل اكتهل وبلغ الثالثة والخمسين؟
وأي عجب في مثل هذا، وما كانت أول صبية تزف في تلك البيئة إلى رجل في سن أبيها، ولن تكون كذلك أخِرُهن؟ لقد تزوج «عبد المطلب» الشيخ من «هالة الزهرية» بنت عم «آمنة» في اليوم الذي تزوج فيه عبد الله أصغر أبنائه، من تِرب هالة «آمنة بنت وهب».
وسيتزوج «عمر بن الخطاب» من بنت علي بن أبي طالب، وهو في سن فوق سن أبيها!
ويعرض «عمر» على «أبي بكر» أن يتزوج ابنته الشابة «حفصة» وبينهما من فارق السن مثل الذي بين الرسول وعائشة...
لكن نفرًا من الـمستشرقين يأتون بعد قرون ذات عدد من ذلك الزواج، فيهدرون فروق العصر والبيئة، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنه «الجمع الغريب بين الزوج الكهل والطفلة الغريرة العذراء»، ويقيسون بعين الـهوى زواجًا عُقِدَ في مكة قبل الهجرة، بـما يحدث اليوم في الغرب، حيث لا تتزوج الفتاة عادة قبل سن الخامسة والعشرين، وهي سن تعتبر حتى وقتنا هذا جد متأخرة في الجزيرة العربية، بل في الريف والبوادي من الـمشرق والـمغرب. وهو ما أدركه مستشرق منصف زار الجزيرة وعاد يقول: «كانت عائشة على صغر سنها نامية ذلك النمو السريع الذي تنموه نساء العرب، والذي يسبب لـهن الـهرم في أواخر السنين التي تعقب العشرين...
ولكن هذا الزواج شغل بعض المؤرخين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونظروا إليه من وجهة نظر الـمجتمع العصري الذي يعيشون فيه، فلم يقدروا أن زواجًا مثل ذاك، كان ولا يزال عادة آسيوية، ولم يفكروا في أن هذه العادة لا زالت قائمة في شرق أوربا، وكانت طبيعية في أسبانيا والبرتغال إلى سنين قليلة، وأنـها ليست غير عادية اليوم في بعض الـمناطق بالولايات المتحدة»(1).
كما أن للإنسان عمرين؛ عمر زمني وعمر عقلي، وقد يبتعدان عن بعضهما، قد تجد إنسانًا عمره الزمني عشر سنوات، أما عمره العقلي فخمسة عشر عامًا، وقد تجد إنسانًا عمره الزمني عشرون عامًا وعمره العقلي خمسة عشر عامًا، فالعقل لا ينمو مع نـمو الجسم بل له نـموه الخاص، فالسيدة عائشة رضي الله عنها على صغر سنها نـمت نـموًّا سريعًا وعلى صغر سنها كانت متوقِّدة الذهن نيرة الفكر، شديدة الملاحظة، فهي وإن كانت صغيرة السن لكنها كبيرة العقل، بدليل أن لـها دورًا كبيرًا في الدعوة الإسلامية.


http://www.dar-alifta.org/ViewDI.aspx?ID=248&LangID=1
الرد مع إقتباس