عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 15-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: تمييز عنصرى فى مصر

مظاهرات العرب وأقباط المهجر!!

31/12/2008

بقلم - هاني دانيال

حينما كانت منظمات أقباط المهجر تتظاهر أمام السفارات المصرية في الدول الأوربية وأمريكا كانت الحكومة المصرية ووسائل الإعلام وقوى الظلام المعروفة تهاجم هذه المنظمات بزعم أنها تعمل وفق أجندة غربية وتعمل على تشويه سمعة مصر في الخارج، بينما حينما تظاهر العرب أمام السفارات المصرية لم يتحدث أحد عن هذه المظاهرات حتى مع محاولة اقتحامها في لبنان أو اقتحام القنصلية المصرية في عدن على يد مجموعة من "الغوغائيين "-حسب وصف اليمن- ورفع العلم الفلسطيني بدلاً منال العلم المصري!!!

هنا تبرز الازدواجية، ويتضح لمن تكون العمالة؟ لمصر أم لدولة أخرى، وهنا يبرز الأسلوب المتحضر في التعبير عن الغضب، فأقباط المهجر يتظاهرون بشكل سلمي ويقدمون طلباتهم للسفير المصري أو القنصل أو المسئول المختص دون أي اعتداءات على السفارة أو قياداتها بينما إبان أزمة غزة اعتدى المتظاهرون العرب على السفارات المصرية ومسئوليها، ورغم حالة الغضب التي يعلنون عنها -وهي ظالمة بشكل كبير- إلا أن الأسلوب المتبع هو أسلوب همجي يقابله خزي وعار من القوى المصرية التي سبقت وأدانت أقباط المهجر، لماذا لم يعد يُسمَع لهم صوت؟، أم أنهم يوافقون على مثل هذه المظاهرات التي تنتقد مصر ورئيسها؟!!!

الغريب في الأمر أن الإعلام الحكومي يتعامل بـ "حنية" في كشف الحقيقة الغائبة في أزمة غزة، والصحف الخاصة والمعارضة تصفي حساباتها مع النظام الحاكم، والحزب الوطني بعيد تماماً عن الأحداث، ولا يستطيع توضيح الحقيقي للرأي العام، والقنوات المصرية الخاصة تسير وفق الأجندة التي تتبناها قناة الجزيرة في "تقليب" العرب على مصر، بينما القنوات الإخبارية المصرية الحكومية تدفع ثمن عدم حيادها وعدم قدرتها على المنافسة حيث أنها اضطرت إلى استخدام لغة الحقيقية في كشف أزمة غزة، وإبراز الوحشية في مقتل قائد شرطة مصري على يد حركة حماس، إلا أن المواطنين لا يشاهدون هذه القنوات لأنها تعمدت تغييب الحقائق عنهم في أحدث عديدة واهتموا أكثر بالقنوات الخاصة وبالتالي لم يعودوا يقتنعوا بما ترويه لهم هذه القنوات الحكومية حتى ولو كانت صحيحة هذه المرة!

كذلك من علامات الازدواجية في مجتمعنا هو قبول مقتل شرطي مصري على يد حركة حماس والتماس العذر لهم في أنه مات برصاصة أُطلقت خطأ رغم أن الحقيقية عكس ذلك!!! وتكررت حوادث مصرع مصريين على أيدي حماس بينما لا يقبلون على الإطلاق إصابة أي جندي مصري من قِبل أي قوات أخرى حتى ولو كانت إسرائيلية رغم أنها ربما تكون قد أُطلقت خطأ وهي بالطبع ازدواجية وامتهان لكرامة المواطن المصري!!

لا اعرف متى تنتهي حالة الازدواجية هذه؟؟ ومتى يكون الانتماء الأول لمصر وليس لأي دولة أو عقيدة أو ديانة؟؟ ومتى يفيق المجتمع من حالة الازدواجية الشديدة التي سيدفع ثمنها المجتمع غالياً ما لم يتخذ النظام الحاكم ووسائل الإعلام خطوات من شأنها كشف الحقائق للرأي العام والتأكيد على أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي دفعت ثمناً باهظاً بسبب القضية الفلسطينية، وأن العرب أخر مَن يفكر في حل أزمة فلسطين!!
الرد مع إقتباس