لا يمكن رصد الحركة إلا من خارجها
كتب أحمد ، أيرلندا
الخميس, 15 يناير 2009
لا يمكن رصد الحركة الا من خارجها ( حكمة قديمة ).... بدايةً أنا لست رجل دين ولا فقيه ولا أعتمد على هذا الخط وكان رأيي ولازلت هو التعامل بأسلوب مواطنين مصريين ولايهم من هو مسلم أو مسيحي في ظل دولة قانون الكل أمامه سواء ... والواقع يقول أن جميع المصريين في حاجة الى دولة مؤسسات ودولة قانون لا يفرق بين ابناء الوطن الواحد ، والواقع أيضاً أن المسيحيين أكثر حاجة لدولة بهذه المواصفات ... أي انهم بلغة الأحداث وبلغة الواقع في حاجة الى دولة يحمكمها القانون وفصل الدين عن الدولة وتحقيق المواطنة بشكل فعلي ... حسناً ... فما الذي ينبغي على أقباط مصر فعله لكي يصلوا الى مبتغاهم ...؟
هذا هو السؤال ... دعونا نقول بأن المسيحيين في مصر أمامهم أو لديهم قضية أو قضايا ... فهم يشكون من الأضطهاد ومن التطرف ومن التعنت أمام حقوقهم في أشياء كثيرة ... على رأسها موضوع بناء الكنائس ومواضيع عدة تشكل هموم مسيحية والمفترض أن المسيحيين أمامهم طريق أو لنقل كفاح لكي يغيروا من الواقع الذي يرون أنه لا ينصفهم ...
فهل حدد المسيحيون آليات وشكل هذا الطريق الكفاحي ؟ ... أم انهم أعتمدوا على الصياح فقط والنواح والشكوى ... أم تركوا الموضوع لأقباط المهجر والكونجرس والسيناتورات ومنظمات حقوق الأنسان والبرلمان الأوروبي وما شابه ... وهل الأستراتيجية القديمة أتت أكلها وجنوا ولو بعض الثمار ؟ ... أم انها طرق فشلت ولم تنفع ؟ ... وهل فكر أقباط مصر في اتباع نهج اخر ؟ ...
وهل راهن الأقباط يوماً على الأصوات المعتدلة من المسلمين وحاولوا استقطابهم بأقناعهم بعدالة قضيتهم ليكسبوا أصوات جديدة تساهم في أقناع المجتمع وتغيير ثقافته وتوصيل مثلاً فكرة بناء كنيسة هي للصلاة لان لكم دينكم ولى دين وعمر بن الخطاب رفض أن يصلي داخل الكنيسة عندما سأله القساوسة أن يصلي فرفض لكي لا يأتي متطرف أو متشدد ويدعو الى هدم الكنيسة وتحويلها الى مسجد لان عمر صلى بها ... أقصد أن هناك طرق عديدة يمكن بها نشر ثقافة جديدة بعيدة عن التطرف ...
هذه مسؤلية العقلاء والمثقفين المسيحيين الذين يحسنون الخطاب ، وليس من ينتهج الصدام والسخرية والخوض في تباري عجيب وألفاظ وشتائم والأزدراء المتبادل لأن مثل هذه الأصوات تزكي كل تطرف وتعمق الكراهية والأنشقاق ... وفقط الأصوات المعتدلة والمحبة بضم الميم هي من تخدم القضية القبطية ولا شئ اخر