عرض مشاركة مفردة
  #52  
قديم 20-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

أقباط المهجر

بقلم د. عمرو حمزاوي

22/8/2008

هذه دعوة لـ«المصري اليوم» ولغيرها من الصحف المستقلة، لمعالجة ملف أقباط المهجر بصورة موضوعية، بعيداً عن التعميمات والمبالغات وخطاب التخوين الطائفي. وقناعتي أن صلب المعالجة الموضوعية المبتغاة إنما يتمثل في طرح النقاط الثلاث التالية:

1) علينا أن نقدم لقراء الصحافة المصرية معلومات موثقة عن أقباط المهجر.. في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أو الدول الأوروبية وأستراليا وكذلك تحليل تفصيلي لهوية منظماتهم المختلفة وبرامجها الاجتماعية ومواقفها السياسية. هنا لابد من النظر إلي أقباط المهجر في سياقين متقابلين: من جهة مواطنتهم المصرية وما اكتسبوه من خبراتهم المجتمعية والإنسانية في مصر، ومن جهة أخري مواطنتهم الغربية الراهنة ووضعياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المهجر.

أقباط المهجر لا يمثلون كتلة صماء واحدة، ولا ترفع غالبيتهم لواء مطالب قبطية فقط، بل لهم تجاه مصر مطالب وطنية تتعلق بمواطنة الحقوق المتساوية والحريات والديمقراطية.. هي محل إجماع بين القوي الوطنية المصرية، كما أن لهم في المهجر مواقف اجتماعية وسياسية تتفاوت بتفاوت حظوظهم من الغني والتعليم والاندماج.

2) علينا أن نناقش بهدوء، ودون مبالغات طائفية، مطالب أقباط المهجر، وجلها - كما ذكرت أعلاه - يتعلق بالحقوق المدنية والحريات الدينية والتمثيل السياسي للأقباط في مصر، ومحاربة التمييز الموجه ضدهم. نعم هناك نزوع متطرف لبعض الشخصيات الهامشية داخل عدد من دوائر أقباط المهجر، ومحاولات من البعض الآخر لتوظيف علاقات مع صناع قرار ومشرعين أمريكيين بالأساس، للضغط علي الحكومة المصرية لتغيير بعض الممارسات، إلا أن هؤلاء وأولئك لا يمثلون القاعدة، بل الاستثناء الصريح.

غالبية أقباط المهجر هم مواطنون ووطنيون مصريون، لهم مطالب مشروعة يتردد صداها في الداخل المصري قبل الخارج، ولا تملك الجماعة الوطنية المصرية أن تتجاهلها أو أن تقترب منها بمنطق النفي المخل بحقائق الواقع أو بمنطق التجريم لمجرد أنها تثار في عواصم أجنبية.

فالتمييز ضد الأقباط والنواقص التي ترد علي حرياتهم وحقوقهم الدينية والمدنية هي ظواهر قائمة، تعبر عن واقع مجتمعي وسياسي، علينا أن نتوقف عن إنكاره، وأن نبحث عن مداخل لتغييره، إن أردنا الحفاظ علي الوحدة الوطنية فيما وراء الخطاب الرسمي الاحتفالي والقبلات المتبادلة بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين.

3) ثمة مبالغات كبيرة في تقييم نفوذ أقباط المهجر في الغرب وقدرتهم علي التواصل مع صناع القرار والمشرعين. وتتواتر ذات المبالغات في معرض تقدير أهمية العلاقات بين الأقباط وبعض مراكز صناعة السياسة والدوائر الإعلامية في العواصم الغربية.

فعلي كل هذه المستويات تظل فاعلية أقباط المهجر شديدة المحدودية، بل تكاد منظماتهم تغيب عن الصورة الكلية حين المقارنة بجماعات المصالح القوية في الغرب، كالمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وألمانيا وتجمعات الأرمن في الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها. ينبغي علي المراقبين في مصر، صحفيين وأكاديميين، التوقف عن المبالغة حين الحديث عن منظمات أقباط المهجر، والكف عن تصويرها كوحوش كاسرة تتأهب للانقضاض علي المصالح المصرية في الخارج.. فهذه الصورة تجافي الحقيقة في كل مضامينها.

المهم أيضاً هو أن ندير في صحافتنا المستقلة نقاشاً صريحاً حول مدي شرعية وفاعلية التعاون مع الخارج، لدفع قيم المواطنة وحقوق الإنسان قدماً في مصر، والمحاذير العديدة الواردة علي ذلك. وللحديث بقية.
الرد مع إقتباس