عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: «ساويرس» يدعو الليبراليين لمساندة الحكومة ضد «الإخوان» ويؤكد أن الحكومة مازال

الأحزاب الليبرالية ومواجهة قوى التطرف


29/01/2009

بقلم إسحق إبراهيم



دعا رجل الأعمال نجيب ساويرس، القوى السياسية الليبرالية إلى مساندة الحكومة ضد "الإخوان المسلمين"، مؤكداً أن الحكومة لن تتمكن وحدها من الإنتصار على الإخوان.
وقال في لقاء بنادي روتارى كايرو رويال "ما الذي يمنع الدولة من تشكيل حكومة إئتلافية من أحزاب ليبرالية، مثل الوفد أو حزب الجبهة الديمقراطية؟ لأن ضرب الإخوان بالعصى وملاحقتهم في الشوارع لن يكون حلاً".
هذه الدعوة تعد أمل لكل المصريين الغيورين على هذا البلد, لكن ليت نيل المطالب بالتمنى.

فالدعوة تخاطب طرفين الأول القوى السياسية الليبرالية، والثاني الحكومة ذلك للتعاون والتنسيق معاًَ, الطرف الأول القوى الليبرالية وعلى رأسها الأحزاب ذات التوجه الليبرالي، ومن أبرزها الوفد والغد والجبهة الديموقراطية، تواجه صعوبات بالغة بعضها يرجع إلى النظام الحاكم وعدم وجود ديموقراطية حقيقية، والبعض الآخر يعود للأحزاب نفسها، وفشلها في الوصول إلى المواطن البسيط, وهو ما إنعكس على دورها.
فالنظام الحزبي في مصر تاريخياًَ ضعيف، ولا يوجد أي حزب له تأييد شعبي إلا حزب الوفد القديم قبل ثورة يوليو 1952 حيث حدث إنقطاع للحياة الحزبية - بعد هذا التاريخ- عندما بطشت الثورة بالأحزاب وأخذت بالتنظيم الواحد.
فالأحزاب الليبرالية شأنها شأن باقي الأحزاب الأخرى محبوسة داخل مقارها، ولا تستطيع أن تخرج إلى الشارع إضافة إلى أن غياب الديموقراطية كرس ضعف هذه الأحزاب وتدجينها وضعف عضويتها خاصة في ظل الخلط الواحدة بين الدولة والحزب الوطني الحاكم ومن ثم أصبح ينظر إلى عضو الحزب المعارض بشيء من الشك والريبة وعدم الوطنية في بعض الأحيان بينما أصبح كارنية الحزب الوطني باباً خفياًَ لتسهيل الحصول على الخدمات الحكومية.

هذا التضييق على الأحزاب الليبرالية لا يعني أنها برئية من الحالة المزرية التي وصلت إليها، فهذه الأحزاب ولدت من رحم الخلافات داخل أحزاب أخرى، فحزب الغد جمع مطاريد الأحزاب بغض النظر عن مدى إيمانها بالليبرالية، وكانت من الملفت أن تجد رجب هلال حميده ذو التوجه الإسلامي إلى جوار أيمن نور الذي فصل من حزب الوفد وبالمثل قدم الدكتور أسامة الغزالي حرب إستقالته من الوطني وإرتبط بالدكتور يحيى الجمل ذو التوجه اليساري وعلى السلمى ذو التوجه الإسلامي .
وبالتبعية أصبحت الأحزاب الليبرالية في مصر أحزاب أشخاص، الوطني حزب الرئيسين السادات ثم مبارك والوفد حزب سعد زغلول ثم مصطفى النحاس ثم فؤاد سراج الدين بينما حزب الغد إرتبط بشخصية أيمن نور.

تحدى أخر لم تستطع الأحزاب الليبرالية التعامل معه يرتبط بالإشتباك بين الدين والسياسية حيث أدى هذا الإشتباك إلى التطرف والتعصب والعنف وتعطيل الديموقراطية، فالأحزاب جميعها بإستثناء حزب التجمع تحيط الضبابية بمواقفها ورؤاها، فالحديث عن الفصل التام والشامل بين الدين والسياسية أصبح حديث خافت داخل هذه الأحزاب من جهة كما أنها فشلت في نفس الوقت في التأكيد أن الليبرالية ليست في حالة عداء مع الدين وممارسة الشعائر الدينية من جهة أخرى، هذا الإشتباك يحتاج إلى حركة تصحيح داخل الأحزاب الليبرالية، فإذا دخل الدين السياسية سيتغير شكل المجتمع وسنحتاج إلى عقود لحل هذه المعضلة.

تعاني الأحزاب الليبرالية أيضاًَ من ضعف الممارسة الديموقراطية داخلها ولم تنجح في إدارة الخلافات داخلها، فالأحزاب الليبرالية الثلاثة الرئيسية عانت ومازالت من إنقسامات شديدة، فالحزب الأعرق في التجربة المصرية – الوفد- شهد أعمال عنف مسلحة للسيطرة على مقر الحزب الرئيسي بين فريق نعمان جمعة وفريق محمود أباظة وتوجد قضايا عالقة بين الفريقين حتى الآن, وكل منهما يدعى أحقيته بالحزب.

وبالمثل حزب الغد الذي كان واعداًَ عند تأسيسه في عام 2004، وتفائل المراقبون بميلاد حزب ليبرالي قادر على التأثير في الساحة السياسية المصرية لكن سرعان ما دب الصراع على الزعامة داخل الحزب، فأصبح هناك حزبين ومقرين وزعمين، وحاول أحدهما –موسى مصطفى موسى- أُحراق مقر الطرف الثاني قبل أسابيع، وبالتالي إنتهى الحزب من حيث المعنى، قبل أن يُحرق المبنى.

في نفس السياق يثار تساؤلاً حول علاقة الأحزاب الليبرالية وبعضها البعض حيث أن هذه الأحزاب لم تعرف التنسيق والعمل الجماعي او تقديم رؤية مشتركة للإصلاح الديموقراطي ومحاولة الضغط من أجل تطبيقها بل دخلت هذه الأحزاب منفردة في تحالفات مع أحزاب وقوى سياسية مختلفة عنها جذرياًَ، فحزب الوفد تحالف مع الإخوان المسلمين في الإنتخابات كما يتحالف مع الوطني في بعض القضايا الأخرى، وكان من العجائب أن يطلب نعمان جمعه في 2005 وهو رئيس حزب الوفد من حزبي التجمع والناصري بإستبعاد حزب الغد من أية تحالفات.

من جانب أخرى خاطبت دعوة ساويرس النظام الحاكم بالدخول في حكومة إئتلافية لمواجهة قوى التطرف، وتناست هذه الدعوة أن الحزب الحاكم هو الذي يبقى على قوى التطرف موجودة على الساحة، فالحزب الوطني لا يريد أحزاب مدنية تنافسه او تهدد عرشه المزعوم، يريد الحزب الحاكم أن يبقى الإزدواجية القائمة، أما الحزب الوطني وأما الإخوان المسلمين؟!

وعلى المواطنين أن يختاروا بين فساد الحزب الوطني وتطرف الإخوان المسلمين, ونجح النظام في تسويق هذه الإزدوجية للأسف عند الغرب ولدى المسيحيين، فغابت المساندة للأحزاب الليبرالية ولم تحظ بالدعم الكاف من القوى المدنية التي يفترض أنها تدافع عنها، ولذلك وجدنا قطاعات كبيرة من المسيحيين على سبيل المثال تعطي أصواتها للحزب الحاكم رغم الظلم الشديد والتمييز المقيت الذي يمارسه ضد المواطنيين المسيحيين.
ولا أعتقد ان الحزب الوطني سيغير هذه الطريقة في الوقت القريب حيث أن قادته أصبحوا يزايدون على قوى التطرف في تشددهم وتمسكهم الشكلي بمظاهر الدين.

يبقى الأمل في خلق تيار وطني واسع داعم للحريات ومتبني للقيم الليبرالية وبعيداًَ عن أمراض الأحزاب الليبرالية الموجودة والتي فشلت في التواصل مع الجماهير، هذا التيار إذا شكل سيجبر الحكومة على إنتهاج سياسة مختلفة وسيخلق واقع جديد.

---------------------------------------
نقلا عن موقع "الأقباط متحدون"
الرد مع إقتباس