عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 05-02-2009
Room1
GUST
 
المشاركات: n/a
مشاركة: تفاقم أزمة فيلم واحد صفر المسيء للمسيحية .وأحمد الفيشاوي يتوعد الكنيسة بقنبلة

فيلم "1/صفر"!


محمود سلطان : بتاريخ 4 - 2 - 2009

فيلم "1/صفر"، والذي يناقش واحدة من أعقد الأزمات الاجتماعية للأقباط في مصر، لم يكتبه مصري مسلم، وإنما كتبته القبطية "مريم نعوم".. والأخيرة كما صرحت في أكثر من وسيلة إعلامية، وضعت القصة بـ"مسئولية ناضجة" لوعيها بحساسية الموضوع، متوقعة رد فعل الكنيسة عليها.

التصريحات التي أدلى بها الممثلون المشاركون في العمل، مثل إلهام شاهين وأحمد الشهاوي، عكست قدرا من الوعي والفهم لأبعاد القضية التي يناقشها الفيلم، ومن الواضح أن "مريم نعوم"، نقلت أجواء "المحنة" من الوسط القبطي، على النحو الذي أحال الممثل من مجرد "مؤدي" للدور إلى "متعاطف" مع الضحايا.

طلاق الأقباط.. ظل ملفا "ملغوما" لا يجرؤ قبطي ـ أوقبطية ـ على فتحه، سيما في عهد القيادة الأرثوذكسية الحالية، التي اعتلت الكرسي البابوي في آوائل السبعينيات، وقادت أشهر "انقلاب تشريعي" في تاريخ الكنيسة، وعلى تراثها بشأن "الطلاق" بعد ان أقدمت على إلغاء لائحة 38 والتي كانت أكثر رحمة وتفهما فيما يتعلق بالأحوال الشخصية للأقباط.

في عام 2006 صدر كتاب "طلاق الأقباط" للكاتبة القبطية "كريمة كمال"، والذي أدان ـ ضمنيا ـ "تشدد" الكنيسة و"تعسفها" في هذه المسألة، ما أفرز حالة من الاضطراب الديني، أنعش ظاهرة الحراك العقدي، والتحول إلى ملل وطوائف أخرى، هربا من "جحيم" التشدد الأرثوذكسي في مرحلة ما بعد عام 1971، وكشفت عن وجود أكثر من 300 ألف أسرة قبطية "محطمة"، منذ إلغاء لائحة 38.. فيما قدرت نشرة صادرة عن أقباط المهجر، العدد بأكثر من مليون أسرة ضحية الانقلاب على اللائحة، منذ ثلاث عقود مضت.

محامون أقباط شرعوا منذ أيام، في ملاحقة الفيلم الجديد، قضائيا وإعلاميا، باعتباره مسيئا لـ"المسيحية"!، رغم أن الفيلم يعالج "مسألة مدنية" وليست دينية، وانذروا شيخ الأزهر على يد محضر، لوقف الفيلم، رغم أن كاتبة موضوعه مسيحة قبطية أرثوذكسية، ولا ولاية للأزهر ولا لشيخة عليها، وكان الأولى بالمحامين أن ينذروا البابا، لما له من سلطة روحية ودينية وسياسية لا تقاوم داخل الحالة القبطية في مصر.

المحامون الأقباط قالوا إن الفيلم يتعرض لإحدى الأسرار السبعة للكنيسة وهو الزواج، وبالتالي ـ بحسب تفسيرهم ـ يعتبر تعديا على العقيدة المسيحية ذاتها، وهي واحدة من التفسيرات شدية الغرابة.

مشكلة النشطاء الأقباط اليوم، في ظل تحول رأس الكنيسة، إلى "قوة سياسية" والكنيسة ذاتها إلى "قوة مالية" فضلا على سلطتها الدينية وقدرتها المتنامية على التأديب وقمع الخصوم وسحقهم، قد تحولت إلى "القبلة" التي يتزلف إليها الجميع، "خوفا وطمعا"، ما جعل الجميع يدافع عن وجهة نظرها وتفسيراتها الخاصة، سواء كانت على حق أو على باطل.. بغض النظر عن آلام المئات من الأسر القبطية التي تخلت عنهم الدولة، وتركت مصيرهم في يد البابا شنودة وحده، وهي مأساة حقيقية، ولا أرى فيها حلا إلا انتظار قضاء والله وقدره، والذي يبدو أنه قد بات قريبا.
الرد مع إقتباس