مشاركة: حقيقة الكارثة..... مذبحة الهولوكست
إقتباس:
ارى ان الكنيسه قد بالغت فى رده فعلها السريعه مع هذا الاسقف - وهذه وجهه نظرى وليست وجهه نظر المنتدى . فأن بأمكان كل شخص ان يعبر عن رأيه الشخصى
|
ما قام به الفاتيكان لحد الآن مجرد كلام ونوايا طيبة ومصافحات وابتسامات أمام الزوار اليهود وتنديد وشجب وتشديد على رفض إنكار المحرقة ، ولكن ما هو الإجراء العملي الذي اتخذوه لحل القضية ؟
إن كان البابا يقول أنه لم يكن يعرف بتصريحات ويليامسون عند رفع الحظر عنه وهذا أمر غريب جداً على رجل بمكانة البابا كزعيم روحي أعلى لواحدة من أكثر الديانات انتشاراً حول العالم ورئيس دولة لها سفارات في مختلف أرجاء المعمورة ، أن لا يسمع بموضوع في مثل هذه الحساسية لرجل دين عليه حرمان كنسي ويريد أن يرفع عنه هذا الحرمان ، فهل يعقل ألا يبحث في سيرته ويسأل عنه عن أخلاقه وسلوكه وخدمته الكنيسة ونشاطاته خاصة أن ينتمي لجمعية منشقة ومعارضة وخارجة عن الفاتيكان يرأسها شخص رفض الاعتراف به البابا يوحنا بولس الثاني وقام بحرمانه ، فهل يعقل أنه هكذا وبين ليلة وضحاها يقول لويليامسون أهلاً بك في الكنيسة ؟
حسناً ولنقل أنه لم يكن يعرف بتصريحات ويليامسون بشأن إنكار المحرقة ، والآن بعد أن علم وأصبح العالم كله يعلم، وسلطت الأضواء على القضية ما هو الحل ؟
بكل صراحة ذلك البغيض ويليامسون قال وبوضوح أنه لن يعتذر ولن يتراجع ، فهل سيبقى في الكنيسة ؟
إن كان الفاتيكان جاداً في كل ما يقوله من موقف تجاه الشعب اليهودي وذكرى مأساة الهولوكست فعليه توجيه إنذار واضح ومحدد ومرفق بمهلة زمنية لويليامسون إما أن يتراجع عن تصريحاته أو يتم طرده من الكنيسة مجدداً هذا هو الحل الوحيد لإثبات صدق نوايا البابا والفاتيكان ، أما إذا بقي ويليامسون في الكنيسة رغم تصريحاته فعلامة حمراء كبيرة ستوضع حول موقف الفاتيكان ...
ولمن لم يتابع القضية فويليامسون بتعمق فإنه في أحد اللقاءات غير لقاءه مع التلفزيون السويدي قال ويليامسون عبارة ويا للعجب أنها مطابقة لعبارة قالها رجل مجنون هو أحمدي نجاد إذا قال : إن اليهود اخترعوا الهولوكست ليجبروا العالم على التضامن معهم ودعم إسرائيل ....
هكذا قال وبوضوح ويريد أن يذهب لغزة ليرى ما حدث بأطفال غزة وينسى الأطفال اليهود الذين راحوا ضحايا الوحش النازي ، وعندما تقول له حسناً أنت تنكر وجود غرف الغاز فلتذهب إذاً إلى أوشفيتس ولترى بعينيك هذه الغرف فيقول لك أنه لا يريد الذهاب بل يريد أن يقرأ كتاب ، أليس أمامه شهادات أعظم المؤرخين وأرشيفات بمئات آلاف الصور الحقيقية التي تحفظ ذكرى المحرقة وما كان يجري بها ، أليس أمامه ناجين لحد اليوم لديهم قصص أماكن ... تواريخ .. أسماء .. أرقام.... انطبعت في عمق إنسانيتهم الجريحة ، أليس هناك شهادات واعترافات من مجرمي الحرب النازيين ، ومصادر من أحفادهم النازيين الجدد الفخورين بما صنعه أسلافهم ، كل ذلك لا يراه ذلك العنصري البغيض ، الحقيقة أمامه ولا يريد أن يراها ، أم لعل ذلك كله ما هو إلا مؤامرة من اليهود والبروتستانت الملاعين المهرطقين في إطار خطة الماسونية العالمية والصهيونية المتوحشة وحلمهما المجنون بالسيطرة على العالم لذلك فويليامسون مثله مثل أقاربه الفكريين لا يصدقون حقيقة الهولوكست ....
وبالمناسبة لعل أحداً يقول له أن اليهود لم يكونوا وحدهم من ماتوا في غرف الغاز إن كان يعتقد أن اليهود هم من اخترعوا قضية غرف الغاز ، فهناك أقليات وعرقيات مختلفة ذاقت معنى الموت النازي وهؤلاء يتحدثون عن معاناة أسلافهم ، إلا أن اليهود نالوا حصة الأسد من الموت والأسى على يد النازي وأخذوا من منازلهم وبيوتهم وغرف نومهم ومخابئهم ، ولم يسقطوا عن طريق الخطأ في قصف لندن ولا اجتياح بولندا ولا احتلال باريس ، بل كان كل ذلك ضمن خطة الحل النهائي للمسألة اليهودية التي لخصها هتلر بأن خلاص وراحة ألمانيا وأوروبا (مملكة الرايخ العتيدة ) لن يتم إلا بالخلاص من اليهود ....
لكن ما هو العمل مع رجل مثل ويليامسون لديه عينين ولا يريد أن يرى ، لديه أذنين ولا يريد أن يسمع ، لديه قلب لكن لم يعد يتسع لأي مشاعر بعد أن أتخمته العنصرية و الفاشية والتعصب والكراهية والانحطاط والوحشية بحيث لم يعد لمعنى إحساس مكان في قاموس أفكاره ...
ما الذي يختلف فيه عن كاثوليك العصور الوسطى ومحاكم التفتيش وإحراق اليهود في الشوراع أو كثلكتهم بحد السيف ومصادرة أملاكهم وطردهم وتشريدهم ، واغتصاب النساء في أقبية الكنائس ضمن سياسة (الاستجواب) الذي استخدم لإجبار اليهود على الاعتراف بأنهم يهود ، ومراقبة الرجال أثناء تبولهم لرؤية إن كان أعضائهم مختونة أم لا ، لاعتقالهم وحرقهم ....
أمثال ويليامسون لا يستحقون أن يملكوا رأي حتى يحترم ولا يستحقون أن يكونوا بشر حتى يكونوا رجال دين ، وشتان الفرق بين هذا الوغد الوضيع وبين ذاك الرجل العظيم يوحنا بولس الثاني الذي أمضى شبابه في بولندا يساعد اليهود على الاختباء من النازيين ويقدم لهم الطعام والشراب ، ودعم المقاومة البولندية ، وحارب بعنف عمليات الكثلثكة القسرية واستغلال حاجة اليهود للحماية والهرب لفرض الكاثوليكية عليهم ، يوحنا بولس الثاني احترم اليهود وأحبهم واحترم دينهم وعقيدتهم وثقافتهم وتألم لمأساتهم وبكى لما تعرضوا له ، وطلب المغفرة من الرب على ارتكبه أسلافه وأبناء دينه في العصور الماضية ضد اليهود ، ذلك هو الإنسان وذلك هو القديس وواجب على البابا الحالي بيندكت السادس عشر أن يسير على طريقه طريق المحبة ، وينسى أنه ذات يوم كان في صفوف شبيبة هتلر ، وليتذكر أنه في صفوف خدام المسيح ملك المحبة والسلام ويجب عليه كأب أقدس كما يسميه أتباعه أن يكون قدوة لأبنائه في المحبة والمصالحة والتسامح ، وهذا ما يقوله دائماً ويعظ فيه ، فلا يجب أن يترك أي ثغرة أو شائبة تسيء لصورته الناصعة وقلبه المفعم بالإيمان أمام الناس وأمام الرب ، وكل خطأ يجب أن يصحح، وعظيم من يعود عن الخطأ وليس من لا يرتكبه .......
|