من (بحب السيما) إلى (واحد صفر) يا مسيحي لا تحزن!!
19/02/2009
بقلم – د. أمجد ثابت
مازال مسلسل إهدار الكرامة المسيحية على أسفلت السينما المصرية مستمراًَ فبالأمس قامت الدنيا ولم تقعد أثر عرض فيلم (بحب السيما) بما يحمله من إساءة واضحة للعقيدة المسيحية والذي تناول الفيلم فيه عرض حياة زوجة مسيحية بروتستانتية متزوجة من رجل أرثوذكسي متزمت ولها من الأولاد طفل وطفلة وتجد في الخيانة الزوجية هروباًَ من تزمت زوجها، وربط المؤلف إنحلال الزوجة وخيانتها إرتباطاًَ وثيقاًَ مع تعاليم الكنيسة وذلك في إشارة إلى مشهد تشكو فيه الزوجة إمتناع زوجها عن معاشرتها بسبب الصوم كما تضمن الفيلم عبارات مبتذلة جاءت على فم ممثليه تشوه التعاليم المسيحية وبعض المواقف التي تسيء بشكل مباشر إلى الكيان المسيحي وتحقير الكنيسة كمكان للعبادة مثل مشهد شاب وفتاة يتبادلان القبلات في الكنيسة وأخر لطفل يتبول من برج الكنيسة على الجالسين فيه.
ومن الواضح ان المسيحيين إعتادوا على مثل هذه الأزمات من الأفلام فبعد الخروج من أزمة "بحب السيما" حتى ظهرت أزمة فيلم (واحد صفر) للمخرجة كاملة أبو ذكرى وقام ببطولته خالد أبو النجا واحمد الفيشاوي وإلهام شاهين وتدور أحداثه حول سيدة مسيحية مطلقة وقعت في حب أحد الشباب ولما كان في زواجها ما يخالف تعاليم الإنجيل وتعاليم الكنيسة نفاجأ في أخر الأمر أن تخرج للجميع حامل من صديقها.
ولنا في هذا الفيلم بعض النقاط:-
1- من الطريف أنه جاء تبرير صياغة الفيلم على النحو السابق أنه خطوة لمناقشة مشاكل الأقباط وهمومهم فبعد أن كان الوسط المسيحي مهملاًَ في الدراما ولا يتعدى دوره مساعداًَ للبطل أو بعض الأدوار الثانوية التي تعطي المسيحي قيمة قليلة أو بلا قيمة بالمرة صار الآن محور عملاًَ فنياًًََ بأكمله ولست أدري ماذا أضاف هذا الفيلم او غيره في حل مشاكل الأقباط؟ بل زاد الطين بلة وأحس المسيحيون بأنهم صاروا مادة لسخرية الوسط الفني فمن عمل يعرض زواج المسيحية بالمسلم وأخر يتعرض لإيمانه ومكان عبادته بالتحقير والأخير يخترق أحد أسرار كنيسته دون تقدير وليت شعري اين السينما المصرية لما يحدث من إنتهاك لحقوق الأقباط وهدم الكنائس وتعذيب الرهبان وغيرها من المشاكل التي لا حصر لها ألم يبق من مشاكل الأقباط غير هذه لمناقشتها في السينما المصرية؟
2- تقول الفنانة إلهام شاهين أنها تسعى مثلها مثل الفنانة فاتن حمامة في فيلمها (أريد حلاًَ) إلى تغيير قانون الأحوال الشخصية وأن تعطي المسيحية الحق في الطلاق وما أبعد الفرق بين القضيتين وبين الممثلتين وأقول للسيدة إلهام شاهين أن الطلاق في المسيحية ليس هو قضية رأي عام او مسألة إجتماعية يمكن التشاور فيها إنما هي قضية إلهية لن يقدر احد أن يغيرها حتى لو عرض ألف فيلم وفيلم لن يسبب إلا بعض الشوشرة فقط عند غير المؤمنين وضعاف النفوس.
4- في فيلمي "بحب السيما" و"واحد صفر" نرى صورة سيئة تحاول أن تبثها السينما في المجتمع فهل صارت الخيانة الزوجية والإنحلال الأخلاقي هو الملاذ الوحيد للسيدة المسيحية للهروب من مشاكلها؟ فالأولى تهرب من زوج متزمت وتعاليم دينية متطرفة لترتمي في أحضان آخر والآخرى تخرج للعالم حامل بطريقة غير شرعية بعد أن فشلت في حياتها الزوجية.. هل هذا ما تراه السينما في الأسرة المسيحية عموماًَ وفي المرأة خاصة؟
5- الفيلم يتحدث عن موضوع يختص بالتعاليم الكنسية ألم يكن من الأجدى الرجوع للكنيسة لمعرفة رأيها حتى لا يتعارض مع العقيدة للمسيحية؟
هل لنا مثلاًَ أن نرى فيلماًَ مسيحياًَ يناقش قضية شاب متنصر يحاول الحصول على حقوقه الإجتماعية دون أن يحدث بلبلة في الوسط الإسلامي؟
6- نعترف أن هناك الكثير من المشاكل بين الأزواج في الأسر المسيحية ولكن هل وجدتم في الطلاق حلاًَ لهذه المشاكل؟ إن حل مشاكل الأزواج بالطلاق مثلها مثل المستجير من الرمضاء بالنار فالطلاق كارثة إجتماعية ينهار معها كيان أسري بأكمله فضلاًَ عن تشريد الأطفال وضياع مستقبلهم؟ هل سألت نفسك سيدتي عن سر عدم وجود طفل شوارع واحد مسيحي؟
فقط لأن الكيان الأسري المسيحي متماسك ولا يوشك جدرانه أن يتهالك
يكفي أن نقول أن مصر بها حالة طلاق كل 6 دقائق، هل ساعد هذا في حل مشاكل السيدات؟ وتريدي أن تفتحي باب الطلاق في المسيحية حتى ينهار الحصن الأخير الباقي.
7- وأخيراًَ نقول نعم سوف يتم عرض الفيلم مهما أثيرت من الضجة حوله ولكننا كمسيحيين ليس لنا أن نثور ونغضب بل الحق أن نتعامل بشئ من الموضوعية والفيلم في الأول والأخر ليس إلا عملاًَ فنياًَ يجوز النقد فيه وكلنا ثقة أن الزواج في المسيحية هو عمل إلهي يتحدث عن نفسه ويدافع عن نفسه وإن كانت هناك مشاكل او طلاق في الأسر المسيحية فقد يكون هذا الفيلم هو البادرة الأولي لإصلاح أخطائنا فلنرجع للكنيسة وللتربية الروحية السليمة والمعرفة الحقيقية للمسيح وبناء العلاقة الشخصية مع الله.
---------------------------------
نقلا عن موقع "الأقباط متحدون"