مصر وجنوب السودان معا نحو التنمية والإعمار
جريدة وطنى الأسبوعية
1/3/2009
تغطية: سالي عاطف
في إطار دعم مصر الكامل والمستمر لجنوب السودان حكومة وشعبا نحو التنمية والإعمار بعد أن عاني الجنوب من التهميش وحروب استمرت أكثر من 21عاما,وصل إلي القاهرة مؤخرا وفد رفيع المستوي من حكومة جنوب السودان برئاسة الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير التعاون الإقليمي والفريق قير شوانق ألونق وزير الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات البريدية والدكتورة أقنس لاسوبا رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس التشريعي لجنوب السودان.
قام الوفد بجولة التقي خلالها بالوزير عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط وعدد من المسئولين المصريين.
في هذا لسياق التقي وطني وزير التعاون الإقليمي لحكومة جنوب السودان الذي عبر عن سعادته لما تقوم به الحكومة المصرية من جهود لتنمية جنوب السودان وأعرب عن عميق شكره وتقديره للحكومة والشعب المصري وقائده الرئيس مبارك علي الزيارة التاريخية التي قام بها إلي العاصمة الجنوبية جوبا للدفع في اتجاه تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين مصر وجنوب السودان والمتعلقة بتنمية الجنوب.
وأكد الدكتور برنابا بنجامين أن زيارة الرئيس مبارك إلي جوبا تركت أثرا كبيرا في نفوس مواطني الجنوب حيث إن الرئيس تم الترحيب به كقائد أفريقي, وأعلن أن نائب الرئيس السوداني سلفاكير ميارديت سيقوم بزيارة إلي القاهرة في القريب العاجل.
أضاف أن الحكومة المصرية -الشقيقة حققت في الجنوب ما لم تحققه الحكومة المركزية في الخرطوم, حيث إن المركز الطبي المصري في جوبا يستقبل أكثر من 12ألف مريض يوميا, موضحا أن الطريق بات مفتوحا للتعاون المصري مع جنوب السودان علي غير السابق, حيث إن المساعدات التي كانت تأتي للجنوب كانت تمر عبر الخرطوم ولم تجد طريقها للجنوب.
وأوضح وزير التعاون الإقليمي الجنوبي أنه علي حكومة الوحدة الوطنية السودانية أن تعمل علي جعل خيار الوحدة جاذبا مثلما تعمل حكومة مصر, حيث إن السنوات الست في الفترة الانتقالية هي لتهدئة الشعور بالنفصال لدي المواطن الجنوبي.
وأشاد بتطور العلاقات مع روسيا وقال إن حكومة الجنوب أولت اهتماما كبيرا لزيارة المبعوث الروسي للسودان ميخائيل ماروفيلوف إلي جوبا, حيث إن هذه الزيارة تعتبر الأولي لمسئول روسي كبير إلي جنوب السودان.
أما عن أزمة المحكمة الجنائية الدولية, فدعا بنجامين حكومة الخرطوم بضرورة عدم الدخول في أية مواجهة مع المجتمع الدولي حيث إن الحملة الإعلامية ضد المجتمع الدولي غير مفيدة, والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية -الذي تنادي به القرية الشعبية لتحرير السودان- لا يعني تسليم الرئيس عمر البشير ودعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلي مواجهة الأزمة بحكمة كما فعلت الحركة الشعبية عند الرحيل المفاجئ لزعيمها الدكتور جون قرنق. مشددا في الوقت ذاته علي ضرورة الإسراع في خطوات فعلية لضمان الحل السلمي لقضية دارفور كما تفعل حكومة جنوب السودان لتوحيد الفصائل الدارفورية المسلحة حتي تدخل مفاوضات ناجحة مع حكومة الوحدة الوطنية, حيث نجحت الحكومة في توحيد الفصائل إلي 3فصائل بعد أن كانوا يشكلون 26فصيلة.
أما في مجالات التنمية والإعمار التي تسعي لها حكومة جنوب السودان, فقال الوزير إن الحكومة استطاعت خلال السنوات الأربع الماضية عقب اتفاقية السلام واستقرار الأوضاع أن تحقق إنجازات كبيرة, منها ربط الخرطوم بجوبا بريا, حيث يمكن الآن لأي شخص أن يتنقل بسيارة من الخرطوم لجوبا وكذلك من جوبا إلي لمبالا عاصمة أوغندة وممنسا ونيروبي عاصمة كينيا, كما حققت الحكومة طفرة كبيرة في التعليم وزيادة في عدد المدارس والجامعات -وهذا بفضل تعاون مصر- حيث إن عدد التلاميذ ارتفع من 150ألف تلميذ إلي 2مليون تلميذ.
وأخيرا دعا وزير الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات البريدية بحكومة الجنوب المهندس جير شوانق اللاجئين من أبناء جنوب السودان إلي العودة, مؤكدا علي أهمية عودة اللاجئين للمساهمة في عملية التنمية خاصة أن الجنوب في حاجة لكوادر طبية وهندسية وعلمية تساعده علي الإعمار والتقدم.