عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 24-09-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
فضيل.. لماذا ارتد عن الإسلام؟

فضيل.. لماذا ارتد عن الإسلام؟


باريس - هادي يحمد - إسلام أون لاين.نت/ 4-5-2003

التقيته مصادفة في أحد مداخل مترو الأنفاق في باريس، كان واقفًا خلف طاولة خشبية يوزع الأناجيل.. لفت انتباهي بملامحه العربية الواضحة.. اقتربت منه وسألته بلطف: هل أنت عربي؟ فأجابني: نعم، أنا جزائري أعيش في فرنسا منذ 3 سنوات.

وبعد تعارفنا علمت أن اسمه فضيل -22 عامًا- من ولاية بجاية القبائلية، واعتنق المسيحية منذ 5 سنوات بعد أن ترك الإسلام على يد مبشّرين أوروبيين كانوا يجوبون قرى الريف الجزائري يقدمون الإغراءات المتنوعة للمسلمين المحبطين، في وقت اشتدت فيه المعارك بين الإسلاميين والجيش الجزائري في بلد مزقت أوصاله النزاعات المسلحة وسوء الأحوال الاقتصادية.

وعندما علمت بقصته هذه التي يختبئ وراءها الكثير من التفاصيل آثرت أن ألتقيه.. وتواعدنا على أن نجلس ونتحدث ويحكي لي لماذا ترك الإسلام وصار مسيحيا.. وقبل أن أغادر المكان أهداني كتيبا بُنيّ الغلاف استخرجه من بين الكتب التي كان يبيعها يحمل اسم: "لماذا صرت مسيحيًا؟" لكاتب هندي اسمه سلطان محمد بولس.

تقابلنا بعد أسبوع تقريبًا في الساحة التابعة لكنيسة نوتردام الشهيرة في باريس، وبدأ في سرد حكايته قائلاً: "لقد ولدت في أسرة تقليدية مسلمة في قرية إيز****ن التابعة لبلدية تيفرا بولاية بجاية شرق الجزائر، وكان أبي ورعًا تقيًا؛ لذلك حرص على تعليمي الصلاة والصوم منذ صغري، كما حرص على تحفيظي القرآن".

وأضاف: "طفولتي كانت عادية في قريتنا، إلى أن قرر والدي -نظرا لضيق العيش- الانتقال إلى مدينة الشلف حيث كان يعمل عمي، لكن عقب وصولنا للمدينة بقليل بدأت الأحداث الدامية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي حيث اشتعل القتال بين الجيش الجزائري وعناصر جبهة الإنقاذ بعد إلغاء الانتخابات التي فاز فيها الإسلاميون".

وتابع: "كانت أيامًا مرعبة لطفل مثلي.. كنا ننام على الانفجارات وصوت طلقات الرصاص، ونستيقظ صباحًا على بقع الدم تلطخ شارعنا. في تلك السنة ذُبحت جارتنا التي تقطن على يسارنا؛ لأن زوجها دَرَكي (شرطي)، أما جارنا الذي يقطن على يميننا فقد هجر بيته.. وقالوا إنه صعد إلى الجبل لينضم إلى الجماعات المسلحة".

وفي ذات يوم كنت عائدًا من المدرسة عام 1993 ومررت بأحد شوارع مدينة الشلف.. كان المشهد مرعبًا.. لأول مرة أرى فيها دماء بمثل هذه الكثافة، أما الجثث فقد نُقلت قبل وصولي إلى الشارع بلحظات. أذكر أن عمري يومها كان 15 عاما. ولما سألت أحد الواقفين أمام بقع الدم عمن فعل هذا؟ أجابني: إنهم فعلوا ذالك باسم الإسلام.

ويتذكر قائلا: عدت يومها إلى بيتنا خائفا ومرعوبا. ولما طلبت من والدتي شيئا آكله قالت: لم يعد عندنا شيء يؤكل. فأبي كان "حايطي" (وهو مصطلح جزائري يقصد به الذين يلازمون الجلوس تحت الحائط بدون عمل).

وقال فضيل: "في تلك الفترة بدأت الأسئلة تتواتر في ذهني: أهذا هو الإسلام فعلا؟ لقد قرأت في القرآن أن الله يأمرنا أن نتبع الطريق المستقيم.. فهل ذبح عائلة عن بكرة أبيها هو الطريق المستقيم؟! لماذا لم يتحرك المسلمون من أجل إنقاذ الجزائر؟ لماذا نجوع ويشبع عرب النفط؟ أين المساعدات التي من المفترض أن يقدمها أثرياء المسلمين لنا؟!".

وأمام رعب ليالي الشلف وضنك العيش قرر والدي أن نعود إلى قريتنا بولاية بجاية؛ فهناك وقع عمليات الإرهاب يكاد يكون منعدما على الأقل، وفي تلك الفترة انقطعت عن الصلاة، وفعلت كل الموبقات، وأدمنت تدخين "الزطلة" وهو مخدر شعبي شهير في الجزائر. كنت أصعد مع بعض الأصدقاء إلى جبل إيز****ن القريب من قريتنا نحتسي الخمر وندخن الزطلة. كانت سنوات الضياع التام بالنسبة لي، دون بارقة أمل واحدة في محيط جزائري كله خوف وجوع ويأس من المستقبل.

واستطرد الشاب فضيل: "وفي يوم جاءني مراد أحد أعز أصدقائي واقترح علي أن نسهر الليلة مع الآباء البيض. لم أكن أدري وقتها ما الآباء البيض؟ فأخبرني أنهم قساوسة يتجولون بين قرى ومدن القبائل يحدثون الناس عن المسيح ويطعمونهم بلا مقابل".



--------------------
هايفرقعوا

آخر تعديل بواسطة Pharo Of Egypt ، 24-09-2004 الساعة 09:23 AM
الرد مع إقتباس