هل سيصطدم اوباما بالإدارة الأمريكية ويخسر حلفائة في إسرائيل ؟
متظاهرون إسرائيليون رفعوا صورة أوباما بالكوفية الفلسطينية
الإعلام الإسرائيلي: نتنياهو في حالة توتر قبل خطاب أوباما
حيفا- نايف زيداني
تسود إسرائيل حالة من الترقب والتوتر قبيل الخطاب الذي سيطلقه الرئيس الأمريكي باراك اوباما من القاهرة ظهر اليوم، ويبدو هذا التوتر واضحا من خلال امتناع معظم الوزراء الإسرائيليين عن التعقيب على زيارة اوباما للقاهرة والرياض.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن معظم الوزراء الإسرائيليين بما فيهم رئيس الحكومة، امتنعوا عن الإدلاء بأية تصريحات قبل خطاب أوباما، وذلك خشية تصعيد التوتر الذي تشهده العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في هذه الأيام، على خلفية الضغط الأمريكي على إسرائيل للقبول بطرح دولتين لشعبين وتجميد البناء في المستوطنات، وهو الأمر الذي لم يبد نتنياهو قبوله بعد.
أقوال الصحافة والكتاب
وذكرت صحيفة هآرتس، في موقعها على الانترنت الخميس 4-6-2009، نقلا عن مصدر مطلع، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي نتتياهو قلق من وضع العلاقات بين بلاده والولايات المتحد وأنه في حالة ضغط وتوتر قبيل خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما، وسيتابع نتنياهو الخطاب من ديوانه ثم سيبحث مع مستشاريه كيفية الرد عليه.
وجاء في موقع "يديعوت احرونوت" بأن المسؤولين في إسرائيل ينتظرون الخطاب بحالة من التأهب وسط خشية معينة، ويأملون بأن المصالحة الأمريكية مع العالم العربي والإسلامي لن تكون على حساب العلاقات مع إسرائيل.
وتفاوتت آراء الكتاب الإسرائيليين حول زيارة اوباما للرياض والقاهرة. ويرى بعضهم بأن هذا دلالة على نهاية عهد المحبة بين الإسرائيليين والولايات المتحدة.
ووصف الكاتب زيئيف كام، في موقع صحيفة "معاريف"، زيارة اوباما لدولتين عربيتين، بالإضافة إلى ضغوطاته على إسرائيل، بأن هذه هي بداية الرومانسية والصداقة الجديدة مع العالم العربي والاسلامي، والتي تأتي على حساب إسرائيل، ففي الوقت الذي تتجه فيه العلاقة الرومانسية بين إسرائيل والولايات المتحدة نحو النهاية، ينتظر اوباما محبوباته الجديدات بذراعين مفتوحين، الدول العربية.
ونوه الكاتب إلى أن اوباما استقبل نتنياهو ببرود، على نقيض استقباله لأبو مازن "محبوب" البيت الأبيض الجديد، كما وصفه، والذي كان يشعر بتحرر وحرية ويوزع الابتسامات أثناء تواجده هناك على عكس حال نتنياهو في زيارته لواشنطن. وخلص الكاتب للقول بأنها مسألة وقت حتى يسقط الضغط الأمريكي نتنياهو.
أما جدعون ليفي فقال في مقال له نشر في "هآرتس": إن نتنياهو لا يستطيع أن يقول لا لأوباما، إذا ما كانت الولايات المتحدة عاقدة العزم. نتنياهو يعرف هذا جيدا وآن الأوان ليشرح ذلك لشركائه (في الحكومة). الخطر الحقيقي الوحيد هو أن تفقد إسرائيل الدعم الأمريكي. نعم فليس هناك إسرائيل بدون أمريكا. الحديث ليس فقط عن الـ 30 مليار دولار المقدمة كدعم للجيش، وليس فقط عن ثلث الصادرات الإسرائيلية، ولكن أيضا الدعم الدولي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل".
ويرى الكاتب عكيفا الدار، بأن محادثات اوباما مع قادة السعودية، الأردن والفلسطينيين، جعلته يرى بأن المبادرة العربية للسلام هي اللعبة الوحيدة في المنطقة.
وقال: عملية "الرصاص المصبوب" جعلت اوباما يرى بأن الجلوس جانبا ليس خيارا واقعيا. لكي يكون وسيطا عادلا في العالم العربي والإسلامي، اتخذ خطوات لبناء الثقة مع الدول العربية. أولى الخطوات كانت الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع أبو مازن قبل أن يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه ايهود اولمرت، بعد ذلك منح قناة "العربية" أول مقابلة تلفزيونية ليظهر سياسته للعالم العربي. وكذلك دعوته لملك الأردن عبد الله الثاني ليكون أول قائد من منطقة الشرق الأوسط يزور أمريكا، وكذلك قراره بزيارة الرياض والقاهرة وتجاوز إسرائيل في طريقه إلى أوروبا.
رفض التعليق
ورفض مارك ريجيف، المتحدث باسم ديوان رئيس الوزراء نتنياهو التعقيب، وقال لـ"العربية.نت" انه ليس من المنطقي الحديث عن زيارة اوباما قبل أن يلقي خطابه.
يذكر أن متظاهرين إسرائيليين قاموا مساء أمس الأربعاء، برفع صور وملصقات تظهر الرئيس الأمريكي باراك اوباما وهو يضع الكوفية الفلسطينية، وذلك تعبيرا عن غضبهم تجاه إخلاء البؤر الاستيطانية ومطالبة اوباما لإسرائيل تجميد توسيع المستوطنات.