[نسيم سمعان]

لا بد من عمل اجتماع طارئ لمناقشه وضع خطه شامله للرد على مثل هذه الشبهات التى بدأت تنتشر على بعض الفضائيات وبعض مواقع الشبكه العنكبوتيه ( الإنترنت ) هذا غير ما يقال فى غرف المحادثه على هذه الشبكه.
- متى يعقد هذا الإجتماع ومن هم المدعوون للحضور ؟
- الثلاثاء القادم ، والمدعوون هم وكلاء الوزاره ، شيخ الأزهر ، عميد جامعه الأزهر ، رؤساء اقسام كليه الشريعه واصول الدين ومفتى الجمهوريه ومساعده.
- وهل ندعو الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عساكر لهذا الإجتماع ؟
- طبعآ ، اليس هو من ردد على الهواء مباشرة اننا لن نستطيع ان نرد عليهم ، مما ادى الى تسجيل كلماته واذاعتها مرات عديده على مواقعهم ، عليك الآن ان تكتب الدعوه للإجتماع ، ولا تنسى السكرتاريه لكتابه محضرالجلسه.
- وماذا عن جدول الأعمال ؟
- اكتب:
اولا : الزود عن ديننا ورسولنا بكل الطرق ، ومقاومه عمليات التنصيرالتى استشرت فى جميع الدول.
ثانيآ : مهاجمه اتباع الديانات المخالفه ، واعتبارهم كفارآ يحل قتلهم وسلبهم وسبي نساؤهم.
ثالثآ : محاولة وضع اجابات مقنعه لكل الأسئله المطروحه فى الفضائيات وعلى شبكات الإنترنت.
- يا سيادة الوزير ، انت تذهب فى عيد الميلاد وتقبل قداسه البابا للتهنئه بالعيد ، فكيف يتفق هذا مع اعتبارهم كفارآ يحل قتلهم وسلبهم وسبي نساؤهم ؟
- يا اخى اوصانا رسولنا الكريم ان نتبع اسلوب التقيه ، وهي ان نظهر غير ما نبطن لتحقيق اهدافنا ، ان رسولنا توصل لقانون : الغايه تبرر الوسيله ، قبل ميكافللى بسنين عديده
قاعه الإجتماعت الكبرى بالوزاره ، بدأ الإجتماع فى العاشره والنصف صباحآ وبدأ السيد الوزير كلمته قائلآ : تلقيت منذ ايام هذا الخطاب الذى وزعنا عليكم صورة منه ، وانتم جميعآ تعلمون ماذا يمكن ان يحدث لو علم العامه بكل هذه الأمور ، ثم لا بد من الرد ، نرجو ان نخرج من هذا الإجتماع بنتائج هامه مفيده لجميع النقاط المذكوره امامكم فى جدول الأعمال ، فضلا نرجو ان نستمع الى اقتراحاتكم.
مفتى الجمهوريه : لقد وصلتنى هذه الرساله وارسلت لها ردآ.
- وكيف كان هذا الرد يا سيادة المفتى ؟
- فى الواقع كان ردآ مختصرآ ، دعوت السائل الا يهتم بهذه الشبهات التى تبعده عن عبادته للمولى صبحانه وتعالى.
- وهل تعتقد ان مثل هذا الرد يكفى ويقنع ؟
- ماذا كنت سأقول له وجميع ما كتب فى رسالته صحيح وموثق ومن امهات الكتب الإسلاميه المعتمده.
- ما رأيك انت يا دكورعساكر ؟
د. عساكر : قلت لكم كثيرآ ، ومازلت اقولها ، يجب علينا عدم الإعتماد على كتب السيره والأحاديث ، ويكفينا القرآن.
- يعنى ان نلغى سنه رسولنا الكريم صلعم ؟
- جمعت الأحاديث بعد 200 الى 300 سنه من الهجره ، فما ادرانا بصحتها ، وفى الحقيقه ليس فيها ما يشرف ، بل يقال ان البخارى هذا وهو رجل فارسي من بخاره ، كان يكره الرسول والإسلام ، وقد تعمد الإساءه له ولصحابته.
- تقصد ان نتحول جميعنا الى قرآنيين مثلك ومثل الدكتور احمد صبحى منصور ؟
- وماذا فى ذلك ، اليس القرآن هو كتاب الله ؟ الا يجنبنا ذلك الكثير والكثير من الشبهات التى اصبحت على كل لسان؟
- سنقع فى مشكله ، من اين لنا ان نعرف عن الصلاة والزكاة والحج ، وهي غير مذكوره فى القرآن ؟
- بالتواتر ، اي بالأخذ عن السابقين.
- واذا اعتمدنا القرآن كمصدر وحيد للتشريع ، فماذا نعمل تجاه قضيه الناسخ والمنسوخ ؟
- انا مع الدكتور صبحى منصور فى رأيه بخصوص الناسخ والمنسوخ ، ولكن رأينا قد لا يعجبكم.
- قل لنا رأيكم ودعنا نحن نقرر ان كان يعجبنا او لا
- تقولون ان الآيات المدنيه هي الناسخه للآيات المكيه ، اما نحن فإننا نعتقد ان الآيات المكيه هي الناسخه ، لأن الآيات المكيه تتوافق مع تعاليم باقى الأديان التى تدعو للمحبه والسلام وقبول الآخر، اما الآيات المدنيه فلها ظروف خاصه ، لذا فهي تدعو للقتل والقتال وإرهاب الأعداء من الكفار والمشركين.
هنا اخذ المفتى يصيح بصوت عال : ما هذا يا دكتور ؟ ابعد 1400 عام نغير مبادئ ديننا الحنيف ، ونخرج عن سنه السلف الصالح وتفسيرات الرسول وصحابته رضي الله عنهم وأرضاهم.
د. عساكر : هدئ من روعك يا شيخنا ، اما قبلتم تغيير اسماء الله الحسنى بعد ترديدها والتغنى بها وكتابتها بماء الذهب وتعليقها على الجدران طوال هذه الفتره"
المفتى : هذا موضوع لا يخص التعاليم والمبادئ الأساسيه لدين الله الحق.
د. عساكر : نحن الآن فى القرن الواحد والعشرون ، وهو عصر انتشار المعلومات ، والعالم كله عيونه علينا ، وقد بدأوا فى الغرب يدرسون القرآن ويقولون انه يحض على الإرهاب ، كما ان افعال المتطرفين منا تؤكد ذلك وتدعمه ، وانا اقولها الآن وسيذكرها التاريخ ، اننا اصبحنا ضد العالم ، والعالم لن يسكت ، بل سيصبح كله ضدنا وهذا ليس فى صالحنا.
شيخ الأزهر : اعتقد انه فعلآ يجب علينا ان نسير فى ركب الحضاره والا داسنا بأقدامه.
احد الشيوخ : يجب ان نلاحظ انه تضاربت وتناقضت اقوالنا وافعالنا ، حتى نكاد ان نقضى على انفسنا قبل ان يقضى علينا احد.
الوزير : دعونا من قضيه الناسخ والمنسوخ ، لابد من تشكيل لجنه خاصة لدراستها بإستفاضه وكتابه تقرير عنها ، الآن اريد منكم اجابه مقنعه لكل من يسأل كيف ان رسولنا الكريم تزوج من عائشه وهي فى السادسه من عمرها ، ثم بنى بها وهي فى التاسعه.
عميد الجامعه : معروف ان الفتيات فى شبه الجزيره ، ونظرآ للحراره الشديده فى تلك الأيام ، تصل الى مرحله البلوغ مبكرآ ، فعائشه كانت بالغآ من سن السادسه.
احد الشيوخ : قلنا لهم ذلك ، فقالوا ان الحديث الصحيح يقول انها اخذت الى بيت الرسول من على الأرجوحه حيث كانت تلعب مع صويحباتها.
الوزير : وماذا فى ذلك ؟ الا تتمرجح البالغات ؟ ان الحركه فيها بركه ، ثم ان الأطباء ينصحون الحامل بالمشى فى شهورهن الأخيره حتى تسهل ولادتهن.
- لم نسمع عن طبيب نصح البالغات ان يتمرجحن حتى يتزوجن.
- ربما كان هذا من الإعجاز العلمى الذى نتحدث به فى الصحف القوميه؟
- ثم يسألون اسئله كثيره نعجز عن الرد عليها - مثل ماذا ؟
- خذ هذه عينه من الأسئله : لماذا لم تتزوج كل الفتيات فى هذه الفتره فى نفس السن وقد كن فى نفس الظروف ؟ واذا كان قد حدث فأين ذكر ؟ وهل كان زواجآ ناجحآ ، وهل انجبت احداهن ؟ وهل هناك ابحاث عن هذا الموضوع وما هي نتائج هذه الأبحاث ومن قام بها ؟ وهل فتيات الإسكيمو يبلغن فى الثلاثين او الأربعين من العمر ؟ ولماذا تقوم القوانين المدنيه بتحديد اقل سن للفتاه للزواج بستة عشر سنه ، وهل المشرعين الأرضيين ارحم على البشر من الخالق على خليقته ، وهل القرآن صالح لكل زمان ومكان ، ام هو صالح لزمن الرسول فقط ؟ وغيره الكثير.
- يكفى هذا.
- فقلنا لهم : ان الرسول الكريم كان يرغب فى نسب صديقه ومصدقه ابوبكر ، فقالوا : اذآ لماذا لم يتزوج اسماء بنت ابى بكر وقد كانت فى الثامنه عشره من عمرها فى ذلك الوقت ، هم يتهمون رسولنا بالشذوذ الجنسى حاشا لله ، والمشكله الكبرى فى آيه الطلاق 4 التى تبيح نكاح اللائى لم يحضن ثم تحدد لهن شهور العده.
- اعتقد ان وقت الغذاء قد حا ن الآن وعليه فإنى سأدعو لإجتماع آخر لنضع فيه قرارات المؤتمر بعد ان نتفق عليها جميعآ.