قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ،ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون " [iii] "
يقول القرطبي في الجامع وابن كثير في تفسيره والزمخشري في الكشاف أن معنى أو تفسير هذه الآية أن الله لما حرم على الكفار أن يدخلوا المسجد ،وجد المسلمون في أنفسهم بما قُطع عنهم من التجارة التي كان أهل الكتاب يوافون بها فقد أحل الجزية وكانت لم تؤخذ من قبل فجعلها عوضاً عما منعهم من موافاة أهل الكتاب بتجارتهم وأمر سبحانه وتعالى بمقاتلة أهل الكتاب ،ويقول ابن كثير أن محمد بعد ما فرغ من قريش وأمكنه الله من المدينة فرغ لأهل الكتاب من اليهود وال***** ولا بد أن يكون من يدفع الجزية من ال***** ذليل وحقير مهان ،ولهذا لا يجوز إعزاز أهل الكتاب بل هم أذلاء صغرة أشقياء .
والجزية هي الخراج المفروض على الكفار من أهل الكتاب إذلالاً وإصغاراً واختلف في اشتقاقها فقال القاضي في الأحكام السلطانية اسمها مشتق من الجزاء إما جزاءاً على كفرهم أو جزاءاً لأمان المسلمين لهم ،وقال صاحب المغني هي عقوبة أو أجرة .
وقوله عن يدِ أي يعطوها أذلاء صاغرين مقهورين [iv] وهذا هو الصحيح في الآية .
وقوله "وهم صاغرون" أي يدفعها وهو صاغر ذليل ،واختلف الناس في تفسير الصغار الذي يكونون عليه حال دفع الجزية فقال عكرمة يدفعها وهو قائم ويكون الآخذ جالساً ،وقالت طائفة أن يأتي بها بنفسه ماشياً لا راكباً ويطال وقوفه عند إتيانه بها ويجر إلى الموضع الذي تؤخذ منه بالعنف ثم تجر يده ويمتهن ،ويقول الإمام أحمد بن حنبل أن الصغار هو أن يجروا في أيديهم ويختمون في أعناقهم ،وقال القاضي عياض أن صاغرون أن يتم الاستخفاف بهم وإذلالهم وضربهم ،وزاد القاضي أبو يعلى أن الجزية إن لم تدفع بالصغار فالذي لا يدفع لا ذمة له ولا عصمة لدمه وماله
|