عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 12-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
وقد سار باقي الخلفاء الراشدين على نفس خط عمر بن الخطاب فها هو عمر بن عبد العزيز يكتب إلى جميع عماله في الآفاق : أما بعد فإن عمر بن عبد العزيز يقرأ عليكم من كتاب الله " يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس " فقد جعلهم حزبا للشيطان وجعلهم " الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً "، واعلموا أنه لم يهلك من هلك من قبلكم إلا بمنعه للحق وبسط يده للظلم وقد بلغني عن قوم من المسلمين فيما مضى أنهم إذا قدموا بلداً أتاهم أهل الشرك من اليهود وال***** فاستعانوا بهم في أعمالهم وكتاباتهم لعلمهم بالكتابة والجباية والتدبير ، ولا خيرة ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله وقد كان لهم في ذلك مدة وقد قضاها الله فلا اعلم أن أحداً من العمال أبقى نصرانياً متصرفاً على غير دين الإسلام إلا نكلت به .

وكتب إلى حيان عامله في مصر باعتماد ذلك ، فكتب إليه : أما بعد يا أمير المؤمنين فإنه إن دام هذا الأمر في مصر أسلمت الذمة وبطل ما يؤخذ منهم . فأرسل إليه رسولاً وقال له : اضرب حيان على رأسه ثلاثين سوطاً أدباً على قوله ، وقل له : من دخل دين الإسلام فضع عنه الجزية فوددت لو أسلموا كلهم فإن الله بعث محمد داعياً لا جابياً .

وأمر أن تهدم بيع ال***** المستجدة ، فيقال أنهم توصلوا إلى ملوك الروم وسألوه في مكاتبة عمر بن عبد العزيز فكتب إليه : أما بعد يا عمر فإن هؤلاء الشعب سألوا في مكاتبتك لتجري أمورهم على ما وجدتها عليه وتبقي كنائسهم وتمكنهم في عمارة ما خرب منها ، فإنهم زعموا أن من تقدمك فعل في أمر كنائسهم ما منعتهم منه فإن كانوا مصيبين في اجتهادهم فاسلك سنتهم ،وإن يكونوا مخالفين لها فافعل ما أردت فكتب إليه عمر : أما بعد فإن مثلي ومثل من تقدمني كما قال الله في قصة داوود وسليمان " إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين . ففهمناها سليمان "

وكتب إلى بعض عماله أما بعد فإنه بلغني أن في عملك كاتباً نصرانياً يتصرف في مصالح الإسلام فإذا أتاك كتابي هذا فادع حسان بن زيد يعني ذلك الكاتب إلى الإسلام فإن أسلم فهو منا ونحن منه وإن أبى فلا تستعن به ولا تتخذ أحداً على غير دين الإسلام في شيء من مصالح المسلمين .

وجاء المتوكل فصرف أهل الذمة الذين كانوا قد استقوا في زمن المهدي وغير زيهم في مراكبهم وملابسهم [viii] وذلك أن المباشرين منهم للأعمال كثروا في زمانه وزادوا على الحد ،وغلبوا على المسلمين لخدمة أمه وأهله وأقاربه ،وذلك في سنة 235 فكانت الأعمال الكبار كلها أو عامتها إليهم في جميع النواحي وكانوا قد أوقعوا في نفس المتوكل شيئاً من مباشري المسلمين وأنهم بين مفرط وخائن وعملوا عملاً بأسماء المسلمين وأسماء بعض الذميين لينفوا التهمة وبكى المتوكل إلى أن غشي عليه وطلب الرجل فلم يوجد فخرج أمره بلبس ال***** واليهود الثياب العسلية وألا يمكنوا من لبس ثاب تشبه ثياب المسلمين ولتكن ركبهم خشبا ،وأن تهد بيعهم المستجدة وأن تطبق عليهم الجزية ،ولا يفسح لهم في دخول حمامات المسلمين وأن يفرد لهم حمامات خدمها أهل ذمة ولا يستخدموا مسلماً في حوائجهم لنفسهم وأفرد لهم من يحتسب عليهم وكتب كتاباً نسخته : " أما بعد فإن الله اصطفى الإسلام ديناً فشرفه وكرمه وأناره ونصره وأظهره وفضله وأكمله ، فهو الدين الذي لا يقبل غيره ، بعث به النبي الخاتم ، وسيد المرسلين وأهان الشرك وأهله ووضعهم وصغرهم وقمعهم وخذلهم وتبرأ منهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة ونهى عن ائتمانهم والثقة بهم .

وقد انتهى إلى أمير المؤمنين أن أناساً لا رأي لهم ولا رؤية يستعينون بال***** في أفعالهم ويتخذونهم بطانة من دون المسلمين فأعظم أمير المؤمنين ذلك وأنكره وأكبره وتبرأ إلى الله منه .

وفي زمان المقتدر بالله فقد عزل الكتاب من ال***** وعمالهم وأمر ألا يستعان بأحد منهم حتى قتل أبي ياسر النصراني عامل مؤنس الحاجب وكتب إلى نوابه بما نسخته عوائد الله عند أمير المؤمنين توفي على غاية رضاه ونهاية أمانيه ، وليس أحد يظهر عصيانه إلا جعله الله عظة للأنام والله عزيز ذو انتقام فمن نكث وطغى وبغى وخالف أمير المؤمنين وسعى في إفساد دولة أمير المؤمنين عاجله أمير المؤمنين بسطوته .

وفي وقت الآمر بالله كان جماعة من كتاب مصر قبطها في مجلسه فقال الراهب رئيس القبط للأمير : نحن أصح ملاك هذه الديار حرباً وخراجاً ملكها منا المسلمون وتغلبوا عليها واغتصبوها واستملكوها من أيدينا .

ثم انتبه الآمر بالله من رقدته وأفاق من سكرته وأدركته الحمية الإسلامية والغيرة المحمدية فغضب لله غضب ناصر الدين وبار بالمسلمين فألبس أهل الذمة من ال***** الغيار " الزي " وأنزلهم بالمنزلة التي أمر اله تعالى أن ينزلوا بها من الذل والصغار وأمر ألا يؤلوا شيئاً من أعمال الإسلام وأن ينشئوا في ذلك كتاباً يقف عليه العام والخاص ،فكتب عنه ما نسخته : الحمد لله المعبود في أرضه وسمائه والمجيب دعاء من يدعوه ، وأبى أن يقبل ديناً سواه من الأولين والآخرين فقال تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وصل الله على محمد صاحب الدين الحنيف الذي اعترف به الجاحدون ،وذل به المشركون .

المعروف أن ال***** موسومون بغضب الله ولعنه الله والشرك به والجحد لوحدانيته ، وفي الصلاة يسأل المسلمون الله أن يجعلهم من الذين أنعم الله عليهم وليس كمن غضب الله عليه من اليهود ولا من الضالين من ال***** ، وقال فيهم الله " ضربت عليهم الذلة والمسكنة ولذلك يكب أن نجعل ال***** أذلاء صاغرون ، وقد حكم الله عليهم حكماً مستوراً في الذراري على مر السنين فقال : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب " [ix] وهم أمة الخيانة لله ورسوله وكتابه والمؤمنين كما في قوله " ولا تزال تطلع على خائنة منهم " ويقول عنهم القرآن أيضاً " سما عون للكذب أكالون للسحت "

وحرم الله الموالاة لل***** واليهود فقال : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود وال***** أولياء " وال***** واليهود هم أعداء لله وللمؤمنين كما في قوله : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " ومن ضروب الطاعات إهانة ال***** في الدنيا ومن حقوق الله الواجبة أخذ جزية رؤوسهم التي يجب عليهم عند دفعها أن يكونوا صاغرون أذلاء إعزازاً للإسلام ،وإمعاناً في مذلتهم ،كان عليهم أن يميزوا عن المسلمين في ملابسهم وفي الأسماء وصبغ أبوابهم وعمائمهم باللون الأغبر الرصاصي وليؤخذ كل منهم بأن يكون زناره ( ضفيرة شعر ) فوق ثيابه ، ومنع لابسه من أن يستره برداء ولا يمكنون من ركوب شيء من الخيل والبغال ولا سلوك مدافن المسلمين ولا مقابرهم في نهار أو ليل ولا يفسح لأحد منهم في المراكب المحلاة ولتكن توابيت موتاهم مشدودة بحبال الليف ، مكشوفة غير مغشاة .

وحقيقة الأمر أن ال***** ممنوعون من الاستيلاء على ما بيد المسلمين لأن مقصود الدعوة هو أن تكون كلمة الله هي العليا وليست لهم حق شفعة على مسلم ، وعن حماد بن زيد عن مجاهد قال : ليس لنصراني شفعة " [x] وروى إسحاق بن منصور قال : ليس لنصراني شفعة " قيل لماذا ؟ قال : لأن النبي قال : لا يجتمع دينان في جزيرة العرب "، كما أنهم ليس لهم حق في الطريق المشترك الذي يسير فيه المسلمون .

كذلك لا تصح شهادة ال***** على زواج المسلم من النصرانية .