الشطر الثاني من "رد الفعل" يجب أن يكون عقلانياً، وأن يكون مضاداً "للفعل". . بمعنى أن يعمل في عكس اتجاهه، أما إذا جاء "رد الفعل" ليحقق "للفاعل" أهدافه، فإنه ولاشك سيكون "رد فعل" سيء، يحتاج للمراجعة.
عندما يسعى "فعل" المتعصبين إلى طرد الأقباط من الساحة المصرية، سواء في مجال السياسة، أوالمجال الرياضي والاجتماعي والنقابي. . فإن لنا أن نتوقع "رد فعل" نموذجي من الأقباط، بأن يقاوموا هذا الطرد، بالإصرار على المشاركة الوطنية باختلاف مجالاتها، وليس الهروب للتقوقع داخل الكنيسة، واعتبارها وطناً بديلاً. . وعندما يهدف المتعصبون تقسيم أبناء الوطن الواحد إلى قسمين وفق الدين، فإن الأقباط لابد وأن يقاوموا هذا التوجه، برفض هذا التصنيف الديني، بعدم اتخاذ رجال الدين قادة سياسيين واجتماعيين لهم، والإصرار على مشاركة أخوانهم في الوطن، في الانتماء إلى القيادات السياسية والنقابية المستنيرة، والتي تؤمن بوحدة الوطن ووحدة أبنائه. . كذا عدم النظر لكل ما يتعرضون له في غمار حياتهم اليومية من مشكلات وعقبات، من منظور طائفي ديني، بغض النظر عن الملابسات الحقيقية المصاحبة لتلك المشكلات، وهو الأمر الذي يتضمن هروباً من حقائق الواقع، وتهرباً من التعامل المناسب معها.
عندما يسعى المتعصبون لاختطاف الوطن والهيمنة علينا مستترين بالدين، فيرفضون ما يسمونه قوانين وضعية، ليتحكموا في حياتنا باسم تصوراتهم التي يدعون أنها شريعة إلهية، فإن علينا أن نضاد توجهاتهم، بأن نفصل بين إيمان الإنسان وعلاقته بإلهه، وبين تعاملاتنا بين بعضنا البعض، والتي تحكمها قوانين المنفعة والمصلحة، تلك المتغيرة بتغير المكان الزمان والأحوال، لا أن نحاكيهم باعتناق نفس المنهج والمرجعيات