عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 31-01-2010
الخواجه الخواجه غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 2,200
الخواجه is on a distinguished road
مشاركة: عم عدلي و المسأله القبطية


أما ما لم أسجله من حوارات "عم عدلي"، فهي من الأهمية لدرجة لا يمكن الخوض فيها على الأقل الآن، كان أحياناً يمد يده ليغلق جهاز التسجيل، ويقول ما لا يمكنني حتى مجرد الإشارة إليه، والسبب ببساطة الذي ربما لا يعرفه الكثيرون أن الرجل كان لسنوات طويلة مستشاراً لبنوك سويسرية كبيرة، وما أدراك ما البنوك السويسرية، فهي ليست فقط خزائن طغاة الشرق والغرب من أموال الشعوب المنهوبة، لكنها أيضاً وربما هذا هو الأهم، خزائن لوثائق لو خرج بعضها للعلانية لتغير وجه التاريخ في هذا البلد أو تلك.
"تعرف يا واد يا بلبل ايه مشكلة الحكومة المصرية معايا ؟، أنها متقدرش تخوفني ولا تعرف تشتريني"، قالها "عم عدلي" وهو يهبط على درجات السلم من مكتبه متكئاً على الجدار بيد، وبيده الأخرى عصاه التي يهش بها على غنمه، وله فيها مآرب أخرى.. كان يضحك من قلبه ويتحدث بصوت مرتفع كأنه يفاوض تجاراً مصريين في مكتبه وسط القاهرة، وليس في زيورخ التي تصنف باعتبارها أفخر وأجمل مدن الدنيا، وعاصمة المال والأعمال والمؤامرات.
ربما لا يعرف كثيرون أيضاً أن "عم عدلي" كان على اتصال مستمر بكبار المسؤولين في مصر، وبالطبع فإن هذا في حد ذاته ليس عيباً ولا تهمة، خاصة أنه كان يتحدث معهم بمنتهى الندّية، وكما نقول في مصر "راس براس"، إذ لم يكن مثقلاً بمشاعر الدونية التي يحملها البعض، ممن يتصرفون انطلاقاً من "نفسية الذمي" المغلوب على أمره، بل عاش ومات مقاتلاً شجاعاً، وسمعته ورأيته يتحدث مع شخصية سياسية رفيعة بنفس الطريقة التي كان يتحدث بها في غيابه.. ولولا أن "المجالس أمانات"، لأفصحت عن اسم هذه الشخصية الرفيعة، وكيف كان يحدثه "عم عدلي" بخشونة ولم تفلح محاولات الحاضرين القلائل ـ وكنت واحداً منهم ـ في ترطيب الأجواء، حتى اضطر ذلك المسؤول الرفيع للفرار بجلده، وهو لا يجد ما يرد به على منطق "عم عدلي" الصارم والواضح والقوي، الذي عاش ومات ضد تمييع الأمور بمجاملات تفسد القضية من أساسها، بل كانت من أهم الدروس التي تعلمتها من هذا الرجل شجاعة تسمية الأشباء بمسمياتها الحقيقية، وعدم الالتفاف على المشكلات، أو البحث عن مبررات بدلاً من السعي إلى حلول، رحمة واسعة عليك يا "عم عدلي".
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه .
و


لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
الرد مع إقتباس