مشاركة: عم عدلي و المسأله القبطية
وبعيداً عما يمكن أن تقودنا إليه هذه التساؤلات المستعصية من جدل وسجالات لن تنتهي، دعونا نرتب المحطات الهامة التي مرت بها "المسألة القبطية"، لنرى أنه وعقب التحول في العقيدة السياسية للدولة المصرية من مرحلة الليبرالية، التي تبلورت عقب ثورة 1919 وأفرزت مناخاً جعل قيمة "المواطنة" واقعاً عاشه اباؤنا، وصولا للوضع الراهن الذي يقتل فيه الأقباط عشوائياً كما حدث في نجع حمادي وغيرها، فقد قيضت السماء للقضية القبطية شخصيتين سيتوقف أمامهما أي مؤرخ منصف لنضال أهلنا الأقباط للحصول على حقوقهم المشروعة، وهما شوقي كراس، وعدلي أبادير يوسف، وبرحيل الرجلين لا يصح أن نفقد الأمل، فمن يتصدى لقضايا الشعوب لا يتمتع برفاهية التشاؤم، وأيضاً لأن مصر "ولاّدة" و"إللي خلف ما ماتش"، ولعم عدلي أبناء جسديين وأضعافهم من أبنائه الروحيين والفكريين، لا يمكنني تسميتهم ليس فقط لأنهم بالمئات وربما الآلاف، لكن حتى لا انسى اسماً ربما لا اعرف أنه من أبناء عم عدلي الذي أفتقدته أباً وطنياً مخلصاً، علمني ذات يوم درساً لن أنساه ما حييت، حين سألته لماذا تصدع نفسك بهذه القضية وأنت مريض وكبير في السن، وتتعرض لعشرات من محاولات الاغتيال المعنوي، ليس فقط من قبل النظام وصبيته، بل أيضاً من داخل البيت القبطي ذاته، فوقف الرجل متكئاً على عصاه وأمسك كتفي برفق قائلاً: "بلغة رجال الأعمال أنا موافق على إبرام صفقة أدفع فيها سمعتي وراحتي وسلامي النفسي في أواخر عمري، مقابل أن أكون مرفوع الرأس حين يسألني ربنا عما فعلته لمساعدة إمرأة قبطية فقيرة.. تعيش في أحد النجوع أو القرى النائية في أقصى جنوب مصر، تدفع ثلاثة فواتير للاضطهاد، فهي مضطهدة لأنها إمرأة، ومضطهدة أيضاً لأنها فقيرة، وأخيراً لأنها قبطية، بينما أستمتع أنا وغيري برغد العيش والأمان والمال وغيرها من متع الحياة"، ثم استدرك متسائلاً: "ماذا يمكن أن نقوله لربنا في يوم سيأتي إن عاجلاً أو آجلا؟".. ومرة أخرى سالت من عينه دمعة لم يجتهد هذه المرة في اخفائها.
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه . و
لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
|