الجزء الثانى من المقال
عندما وصلتنى هذه الرسالة كنت قد ذهبت للمعرض بالفعل عدة مرات و لم أشهد أيا من ما جاء بالرسالة، بل شهدت عكسه تماما. ذهبت من ضمن ما ذهبت الى مكتبة مسيحية تبيع الانجيل بجنيه و لم أشهد غير ذلك، و أيضا شهدت توزيع كتبا اسلامية 11 كتاب بجنيه - كلها كتب صفراء من كتب الجهل المقدس ليس منها القرآن.
لم يطاردنى أحد لكى يفرض على كتبا مسيحية - برغم أننى دخلت مع صديقة ابنتى المسيحية الى المكتبة و كذلك دخلت معى ابنتى و صديقتهما الثالثة المحجبة و قلبنا فى الكتب.
لم يكفنى كل ذلك و قررت أن أتوجه للمعرض كصحفى هذه المرة و أحقق الموضوع كمادة صحفية؛ و لم يكن لدى خيار آخر، فقد شارفت على الافلاس مما اشتريت من كتب فى زياراتى السالفة للمعرض و لم يعد هناك مجال لزيارة المعرض كزائر – أو كما جاء فى الرسالة "أتبختر في معرض الكتاب".
أول ما دخلت من اتجاه شارع ممدوح سالم لفت نظرى – و قد بدأت أدقق كصحفى هذه المرة – لافتات تعرض بيع المصحف بجنيه واحد و أخرى تعرض مصحف التجويد المطبوع بأربعة ألوان بعشرة جنيهات فقط و هو سعر أقل بكثيرمن تكلفة طباعته ناهيك عن التكاليف الأخرى من النقل و غيره. تلك اللافتات تكاد تكون العامل الثابت فى الأكشاك المقامة فى تلك الناحية – مدخل المعرض، بالاضافة لوجود المندوبين الذين "يدعونك" للدخول و مشاهدة المعروض مستخدمين آخر التقنيات الحديثة فى علم التسويق من شدك من ذراعك أو دفعك فى اتجاه الكشك أو الجرى وراءك خلال منطقة النفوذ الخاصة بهذا المندوب و التى لا أعلم كيف يحددها، ربما كما تفعل النمور فقد كانت لهم شراستهم و خفة حركتهم.
خرجت من هذه الأكشاك بعدة كتب – دفعت ثمنها بالاعتداء على مخصصات أخرى من ميزانية البيت راجيا أن أتصرف قبل نهاية الشهر و ألا تقرأ زوجتى هذا المقال، و لكنى ما كنت مستطيعا أن لا أفعل فمن يستطيع مقاومة أن يكون ثمن مجلد واحد لابن حجر العسقلانى خمسة جنيهات أو أن يكون ثمن الأجزاء الكاملة لاحياء علوم الدين للامام الغزالى أقل من مائة جنيه بكثير – و لن أقول لكم بكم و الا أصابتنى عين الحسد.
.