عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 22-12-2004
New_ManII New_ManII غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: somewhere in time
المشاركات: 1,225
New_ManII is on a distinguished road
هذه واحدة من قصص عديدة نمسك عن نشرها، ليدرك الجميع أن هؤلاء الذين يريدون دفع الوطن إلي الهاوية بمزاعم عدة، ليسوا سوي أدوات وخناجر يراد غمدها في ظهر الوطن تحت ادعاءات وأكاذيب تدرك أن الأغلبية الساحقة من أشقاء الوطن يعرفون دوافعها.
لقد شهدت الكاتدرائية المرقسية خلال الأيام الماضية وعلي مدي عدة أيام مظاهرات صاخبة يقودها مجموعات من الشباب الذين جيء بها خصيصا من البحيرة ومحافظات أخري، والهدف هو اشعال نار الفتنة في الوطن.
لقد استغلوا جنازة الأستاذ سعيد سنبل أسوأ استغلال، وراحو يحاصرون المشاركين ويرفعون لافتات تحض علي ما يسمونه بالاستشهاد.. لماذا؟ لأن سيدة قبطية وزوجة لراعي كنيسة أبو المطامير ذهبت وبنفسها إلي مباحث أمن الدولة في البحيرة لتقول لهم: إنها حفظت نصف القرآن الكريم، وأنها تعلن إسلامها وتطلب الحماية.
بدأت مباحث أمن الدولة تجري الاتصالات بالكنيسة وتبلغهم أن السيدة في مكان أمين، وأنها تخضع لجلسات تحقيق، وأن المطلوب حضور أحد القساوسة.. لم يستجيبوا، وانطلقت المظاهرات في الكاتدرائية تطلق الهتافات وتعتدي علي رجال الأمن الذين رفضوا خروجهم إلي الشارع، وكان أشد الهتافات قسوة علي النفس 'يا أمريكا.. فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك'.
وعندما كان الزميل مصطفي سليمان الصحفي ب'الأسبوع' يتابع الحدث من داخل الكاتدرائية اعتدوا عليه بالضرب، وقالوا: هذا صحفي مسلم، ثم أدخلوه وحبسوه في غرفة لمدة ثلاث ساعات، أهانوه فيها بأقذع الشتائم التي طالت شخصه ودينه، ثم سحبوا منه كارنيه النقابة الذي كان يحمله، ثم تمكن من الهرب وأبلغ قسم الوايلي الذي طلب تقريرا طبيا أثبت الاعتداء الغاشم علي الزميل مصطفي سليمان.
إننا نقول: إن هذه الأحداث المفتعلة لا يمكن أن تكون إلا عبثا خارجيا يلتقي مع الأهداف الصهيونية والأمريكية التي تريد تمزيق هذا الوطن، واقرأوا تلك البيانات التي تصدرها حفنة تعيش في الخارج، تستنجد ببوش وشارون. إننا نتساءل بحق الوطن الواحد الذي يجمعنا من هو المضطهد الحقيقي علي أرض مصر؟ من الذي يعاقب؟ ومن الذي يفرج عنه في حال حدوث أي مشكل أمام أقسام الشرطة؟ من الذي يملي شروطه؟ ومن الذي يستكين؟
إننا نتساءل: أين هي المشاكل التي يزايد البعض بها؟ مشكلة الكنائس جري حلها علي نطاق واسع. أضرب مثالا واحدا في أسيوط وحدها توجد 360 كنيسة، ولا يمكن أن يكون هناك عاقل ضد الحق في إقامة الكنائس ، ولكن وفقا للقواعد المتفق عليها، فبناء المساجد الآن أصبح أكثر تعقيدا علي سبيل المثال.
ليس معقولا يا أشقاء الوطن والتراب أن يترك مصير الأقباط كله في يد حفنة قليلة تحرك الشارع لحسابات أنتم تعرفونها، وعندما تقع الواقعة سندفع جميعا الثمن بلا جدال.
لقد أصبح أصحاب الصوت العالي من أشقائنا الأقباط يرهبون أصحاب الأصوات الوطنية الشريفة، والذين يرفضون مثل هذه الأساليب والاعتداءات التي تكررت، والتي وصلت الآن إلي حد الاعتداء علي صحفي لا يملك سوي قلمه، وداخل الكنيسة، وأمام عدد من القساوسة.
إن أمثال هؤلاء لا يختلفون عن هؤلاء المتطرفين علي الجانب الإسلامي، والذين يسيئون لصورة الإسلام ويسعون إلي إثارة الفتنة لحسابات نعرفها ونعرف أيضا من يقف وراءها.

إن هذا الاحتقان السائد لدي بعض الشباب المتطرفين ليس سببه بصراحة حدوث مشاكل عارضة أو حتي مزمنة، فكل شيء يجري حله علي نار هادئة، ولكن المشكلة في هؤلاء الذين يثيرون الشائعات ويقدمون معلومات مغلوطة، فهؤلاء الذين يفتحون مراكزهم المشبوهة وصحفهم المأجورة هم رأس الفتنة.
انظر إلي المؤتمر الذي عقده سعد الدين إبراهيم في مركزه المشبوه الأسبوع الماضي تحت عنوان 'مشاكل المسيحيين في مصر' وراح يتحدث فيه ممدوح نخلة صاحب مركز النخلة فماذا قال؟.. قال: إن الحل هو في تقسيم مصر إلي أجزاء مسيحية وأخري مسلمة، حسبما نشرت صحيفة الرأي العام الكويتية.
إن ممدوح نخلة وموريس صادق ومايكل منير وغيرهم هم وجوه تعادي الوطن وتطلق حقدها المسموم لحساب الخارج وليس دفاعا عن الأقباط المصريين....
إن هذا الوطن ليس وطن فئة بعينها، بل هو وطننا جميعا، كلنا شركاء فيه، ماضيه وحاضره ومستقبله، ولذلك نتمني أن يكون الجميع عند مستوي الحدث.
بقيت كلمة أخيرة أقولها لقداسة البابا شنودة الذي نكن له كل التقدير والاحترام، لقد جرت الأحداث في الكاتدرائية وكنا نتمني تدخلك، لقد ضرب الزميل الصحفي مصطفي سليمان داخل الكاتدرائية، وكنا نتمني تدخلك، لقد تم الاعتداء علي الأمن من داخل الكاتدرائية وكنا نتمني تدخلك.. لكن ذلك لم يحدث.
إن قداستكم تمثل رمزا وطنيا وقوميا نعتز به، ولذلك لا يجب ترك الفرصة لبعض المغالين علي الجانب الآخر ليقولوا: إن للبابا حديثا في السر يختلف عن حديث العلن. فنحن نشدو بكلمتك الرائعة 'مصر وطن يعيش فينا قبل أن نعيش فيه'.
بقيت كلمة أخيرة للحكومة ورجالاتها.. الفتن تولد من رحم الفساد الذي استشري، والمشاكل تتولد في زمن الانهيار الذي طال كل شيء.. الأمل يتراجع ومساحات الفقر في تزايد.. لم يعد لنا مشروع وطني، ولم يعد لنا هدف نضالي، أصبحنا مجرد شعب مغيب عن المشاركة، وعن الفعل، شعب معطل بقرار رسمي.. لذلك احتلت الشائعة مكانا مرموقا، وراحت الكراهية تنتشر بين الناس، واستغل المغرضون حالة الاحتقان والغضب الداخلي، فسعوا إلي البحث عن عدو بديل وهمي، فضاعت الرؤية، وغاب الهدف، ولكن نحمد الله أن شعب مصر العظيم أقوي من كل المؤامرات وأكبر من كل الصغائر، وهو قادر دوما علي دحر كل من يسعون إلي تمزيقه.
لا يمكن للمسلم أن ينسي دم شقيقه القبطي في ميدان المعركة دفاعا عن التراب الوطني، ولا يمكن للقبطي أن ينسي لقمة الخبز التي اقتسمها مع شقيقه المسلم تحت سماء وطن ضرب المثل في التسامح الديني ودحر كل المؤامرات الاستعمارية حتي أن كرومر قال في يوم: 'لا أعرف المسلم من المسيحي إلا عندما يذهب المسلم إلي المسجد أو عندما يذهب المسيحي إلي الكنيسة'.
تري هل نحن في شهادة أكثر من ذلك.. افيقوا يرحمكم الله
الرد مع إقتباس