[elmafdy]

رغم حدة أسلوب أخى ميخائيل و كلماته الحاده , الا أننى أتفق معه فى المعنى , و الحقيقه أن الثوره المصريه الاسلاميه المسماه بثورة 25 يناير على سبيل التمويه و التجميل هى ثوره أسلاميه صرف لن ينتج منها سوى ركوب الاسلاميين تلة الحكم فى مصر , و لفتره طويله لا يعلم مداها الا الله , بل و ربما تبقى للأبد . . .

اعرف أن هناك من سيأتى ليذكرنى بكلمات الكتاب المقدس و أن مصر للمسيح و أن المسيح قادر ان يحمى أولاده و غير ذلك من كلمات الوعظ و التعزيه , و لكنى أرد و أقول لهم أن مقولة مصر للمسيح و الهيكل الذى سيقام فى وسط مصر كانت تنبؤات عما حدث لمصر أيام الدوله الرومانيه وقت دخول المسيحيه مصر , حين أصبحت مصر بالكامل مسيحييه , و أصبح المصريون جميعا مسيحيين , أما الأن فليس هناك أى وعد و لا رساله تخبر أن مصر ستعود بالكامل مسيحييه .

من جهة أخرى فأن قصة التدخل المعجزى لله ليبيد أعداء المسيح و ينجى المسيحيين فهى أيضا قصه حالمه لا أظن أنها يمكن أن تحدث , فالعالم معروف أنه مملكة أبليس, و بالتالى فمن الوارد جدا ان يسيطر رئيس هذا العالم على مملكته و يوسع ممالكه و تخومه , و الحقيقه أن هذا ما يحدث و نراه يوميا تقريبا فى كل مكان , و الا فأين كان الله و المسيح تجاه كل ما حدث من الاسلام و الاسلاميين على مدى 14 قرنا , لماذا لم يقضى الله على الاسلام فى مهده , و لماذا سمح له بأن يكبر و ينتشر و يتوغل , لماذا سمح له ان يغتصب دول و ممالك و يهلك شعوب و يقضى على حضارات مختلفه , بل لماذا سمح له أن يغتصب مصر المسيحييه و يذل شعبها المسيحى طوال 14 قرنا , و لماذا يسمح لهم ان يزيدوا قوة عاما بعد عام و يوما بعد يوم , و لماذا يسمح بظهور الأخوان و من بعدهم السلفيين و الجماعات الاسلاميه المتعصبه المتطرفه بمختلف اطيافها , و لماذا سمح الله بأنهيار دول مدنيه متسامحه ليحل محلها دول اسلاميه متعصبه متطرفه مثل أفغانستان و أيران و العراق و جنوب لبنان و غيرهم . . .

لماذا تتخيلون أننا سنكون بمأمن و لن يتكرر معنا - نحن أقباط مصر - ما حدث لمسيحييى العراق الذين أما يبادون أو يهربون , او مسيحيى لبنان الذين أصبحوا أقليه لأول مره منذ دخول المسيحييه لبنان , أو مسيحييى أيران و باكستان و الذين يحيون فى الجحور خائفين مذعورين مضطهدين مهانين , ما هى أفضليتنا نحن أقباط مصر لنضمن أننا لن نلقى نفس المصير .

هذه ليست دعوه للهروب , و ليست دعوه للتشاؤم و اليأس , و لكنها دعوه لنفتح أعيننا و نرى الحقيقه كاملة حتى نصبح جاهزين و مستعدين لقادم الأيام .

الحقيقه أنه ان كان هناك شئ يجب عمله , فهو أمر واحد , الأستعداد لساعات الضيقه و سلطان الظلمه , و الاستعداد يتطلب أولا توبه , توبه حقيقيه من القلب , توبه و تمسك بألهنا حتى لا نواجه أيامنا القادمه بمفردنا بدون معونة و سند و تعضيد ألهنا , وقتها لن نستطيع أن نصمد بدون ألهنا .

ربنا موجود , بس احنا اللى ناسيينه

المفدى