عرض مشاركة مفردة
  #91  
قديم 09-05-2011
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
أقبـاط إمبابـة يتهمـون الجيـش بالتواطؤ

الفتنـة الطـائفـيـة تضـرب مصـر مجـدداً
أقبـاط إمبابـة يتهمـون الجيـش بالتواطؤ



مصريون يتجمعون أمام كنيسة اشتعلت فيها النيران في امبابة فجر أمس (أ ب)

اميرة هويدي - القاهرة :
ظلت رائحة الحريق تزكم الأنوف داخل كنيسة العذراء في حي إمبابة الشعبي حتى ظهر أمس. الكنيسة التي تم بناؤها عام 1956 وغلفت الأخشاب المنقوشة جدرانها وسقفها العالي، تحولت خلال ثلاث ساعات، بعد منتصف ليل أمس الاول إلى مساحات من السواد القبيح الذي زاد المكان ظلاماً حتى في الصباح، بعدما أتى لهيب النيران على كل شبر فيها، تاركاً رائحة الموت تسيطر على المكان الذي امتلأ بالمصلين المصدومين لحضور قداس الأحد، في صمت قاطعه من حين إلى آخر بكاء النساء.
لا أحد يعرف على وجه الدقة ما الذي حدث بالضبط مساء أمس الأول في قلب إمبابة، في المساحة الفاصلة ما بين كنيسة مار مينا في شارع الأقصر، وكنيسة العذراء، التي تبعد حوالى 15 كيلومتراً في شارع الوحدة.
لكن الثابت أن مجموعة من الرجال - البعض يقول إنها ضمت «سلفيين» أو «ملتحين» أو «سنيين» (التعبير الشائع لوصف الملتحين المتشددين)، بالإضافة إلى عدد اكبر من البلطجية - تحركوا بعد صلاة العصر أمس الأول أمام كنيسة مار مينا، بعد إطلاق شائعة عن سيدة مسيحية من أسيوط في صعيد مصر، تدعى «عبير»، تزوجت من مسلم، ثم اختفت، وجاؤوا بحثاً عنها، في هذه المنطقة من إمبابة التي تتمتع بكثافة سكانية قبطية تعود جذورها أصلا إلى الصعيد.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ«السفير»، فإن هذه المجموعة «المسلحة بالمسدسات وزجاجات المولوتوف» بدأت الهجوم على كنيسة مار مينا، حيث حصل اشتباك وتبادل للرصاص من قبل أقباط، دفاعاً عن الكنيسة التي أحرقت في الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وقال المحامي محمود قنديل، وهو أحد سكان المنطقة، إن هذه المجموعة أعلنت أمام الجميع، (وكانت قوات الجيش وصلت إلى هناك بالفعل وسمعت هذه الكلام)، أنها ستمضى في مسيرة إلى كنيسة العذراء لتدمرها هي الأخرى، وهذا ما حدث. «رأيت بنفسي هذه المجموعة أمام كنيسة العذراء وقد انقسمت نصفين. نصف دمر باب الكنيسة الحديدي وصعد إلى أعلى المبنى من الداخل، وبدأ في حرقها»، أضاف قنديل، الذي كان يعمل لسنوات طويلة في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أما النصف الثاني فكان يؤمن لهم المكان من الخارج. وبحسب الرجل، استمرت النيران لمدة ثلاث ساعات متصلة لأن إطفاءها كان شديد الصعوبة، وقد سبب المشهد كله حالة من الذعر والرعب في المنطقة المكتظة بالسكان أصلاً، إذ أغلقت المتاجر وابتعد سكان البيوت المجاورة عن الشرفات خوفاً من تفجّر الموقف.
وبحسب الشهود، فقد تم نهب وسرقة كل شيء في الكنيسة بما في ذلك مكتبتها. وكان واضحاً من خلو غرف الكنيسة من الداخل، خلوها تماماً من أي أجهزة كهربائية أو أثاث. «ما حدث أمس ليس سوى فجر صارخ»، قال قنديل.
ومنعت قوات الشرطة العسكرية الصحافيين من الدخول إلى الشارع المؤدي لكنيسة مار مينا. وقال أحد الضباط لـ«السفير» إنهم يطبقون «حظراً للتجول» هناك. وحتى الساعة الثامنة من مساء أمس، لم تكن النيابة قد ذهبت لمعاينة الكنيستين، بحسب المحامي محمود قنديل.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة إن 12 شخصاً قتلوا فيما أصيب نحو 232 آخرين. وبحسب بيان للمجلس العسكري، فقد تم اعتقال 190 شخصاً يعتقد أنهم تسببوا أو شاركوا في الأحداث.
وحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية من خطورة ما يتعرض له الأمن والاستقرار في مصر، مؤكداً أنه «لن يسمح لأي شخص أو تيار أو فئة بالمساس بأمن ومستقبل مصر».
وأكدت الحكومة المصرية، برئاسة عصام شرف، أنها ستطبق إجراءات صارمة لمواجهة العنف الطائفي، مشيرة إلى أنها قررت تنفيذ القوانين ذات الصلة «بما يضمن الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن».
وتباينت المعلومات حول القتلى، ما إذا كانوا من المسلمين والمسيحيين، أو من المسيحيين فقط. لكن في كنيسة العذراء، الجميع يعلم أن حارسها، صلاح (38 عاماً) أصيب بالرصاص في كتفه، ثم ألقي به في الحريق المشتعل. القسيس متياس الياس وصف مشهد جثته: «لم يحرق»، قال لـ«السفير»، «بل تَفحَم تماماً».
المشهد في هذا الجانب من إمبابة، حيث الشوارع ضيقة وغير مستوية، وتتسابق فيها مركبات «التوك توك» لنقل الناس بعيداً عن صفوف الشرطة العسكرية ومدرعات الجيش التي تمركزت هناك، كان فوضوياً ويتماشى مع مشاعر السخط والغضب التي سيطرت على الأقباط بالدرجة الأولى. احدهم، شحاتة شنودة، أجهش في البكاء وهو يشكو من تكرار حوادث الاعتداء على الأقباط، خاصة في الفترة الأخيرة، وشكك في نية الجيش. «لم يقوموا بحمايتنا وكان يمكنهم ذلك، لكن امتنعوا» قال لـ«السفير». ومثله، كذب اشرف - وهو تاجر أخشاب قبطي، قال إنه جاء إلى المكان منذ السادسة صباحاً، بيان المجلس العسكري الذي أفاد باعتقال مشتبه فيهم. وهذا هو الشعور السائد لدى عشرات الشهود الذين تحدثوا إلى «السفير».
وتأتى أحداث إمبابة بعد مرور شهرين على حادث مماثل في قرية اطفيح في شرق القاهرة، حيث تم حرق وتدمير كنيسة هناك، بعد مشادة بين أسرتين مسيحية ومسلمة نشبت بسبب قصة عاطفية بين فتاة ورجل من العائلتين. وتبع ذلك انتشار شائعات عن حرق كنائس أخرى، خرج على أثرها آلاف الأقباط في تظاهرات أمام مقر التلفزيون، المعروف بمبنى ماسبيرو في وسط القاهرة، وفي منطقة «الرزايب» في شرقي العاصمة، حيث تم قطع الطريق، وإحراق إطارات للسيارات، وقد ظهر خلالها مسلحون - لم يعلن عن تحقيقات بخصوص هويتهم - اشتبكوا مع المتظاهرين، ما تسبب في مقتل 13 مسيحياً ومسلماً، وإصابة 140 آخرين.
وبعد أيام من استمرار التظاهرات في ماسبيرو، بدأ أول ظهور منظم لعشرات البلطجية في وسط القاهرة، حيث أشاعوا الفزع هناك بعد اعتدائهم على تظاهرة نسائية لمناسبة يوم المرأة العالمي. وكانت هذه المرة الأولى التي يصدر فيها رئيس الوزراء عصام شرف، بياناً شديد اللهجة أشار فيه إلى «الثورة المضادة». وعلى اثر هذا البيان - التحذير، فضت الشرطة العسكرية تظاهرات ماسبيرو، وعاد الهدوء على هذه الجبهة خلال أسبوع.
لكن تظاهرات مفاجئة لمئات من السلفيين خلال الأسبوعين الماضيين في مسجد النور في حي العباسية، ثم أمام الكاتدرائية المرقصية التي تبعد بضعة أمتار عن المسجد، وذلك لمطالبة الكنيسة بالإفراج عن سيدة مسيحية تدعى كاميليا شحاتة، كانت قد تركت منزلها اثر خلاف مع زوجها القسيس العام الماضي، ما تسبب في انتشار شائعات من داخل الكنيسة عن قيام مسلمين باختطافها. إلا أن الأمن وجدها وسلمها للكنيسة التي تراجعت عن رواية اختطافها، لكن قوبل ذلك بشائعة أخرى بأن كاميليا أسلمت وأن الكنيسة تخفيها عقاباً لها. وبسبب استمرار اختفاء السيدة شحاتة بعد ذلك، ولمدة شهور، ظل الموضوع من دون حسم، إلى أن أعاده السلفيون مؤخراً بتظاهراتهم التي قام النائب العام على أثرها باستدعاء كاميليا امام النيابة لوضع حد لهذا الجدل. إلا أن كاميليا، ظهرت في لقاء على قناة فضائية قبطية صباح أمس الأول، نفت خلاله أن تكون قد أسلمت، وأصرت على أنها مسيحية. ولم تمض ساعات على ذلك، إلا وظهرت قصة جديدة، لشخصية «عبير» الخيالية التي فجرت أحداث إمبابة.
قصة كاميليا الحاضرة في إمبابة أشعلت غضب الأقباط هناك. «لا توجد عبير» صاح سعيد عبده (56 عاما)، وهو تاجر سجاد قبطي، وقد اتهم «الجيش» بالتسامح الشديد تجاه «السلفيين». وتساءل عن عدم قيام الأجهزة الأمنية بإجراء تحقيقات بشأن أحداث أطفيح والزرايب، وغيرها من الأحداث التي سقط فيها قتلى بسبب الفتنة الطائفية بعد الثورة. وهي تساؤلات تضاف لأسئلة أخرى، في ذات الاتجاه، يطرحها الجميع ولا يجد لها إجابات، لأن الغموض بات سيد الموقف.
ولم تعد عبارات مثل «الثورة المضادة» تفسر الكثير مما يحدث، سوى أن هناك «من يريد» وأد «ثورة 25 يناير». ولكن بالنسبة لآلاف الأقباط الذين عادوا بعد ظهر أمس إلى ماسبيرو، فإنه لا لبس في مشاعر الغضب، أو هتافاتهم ضد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة: «مش حنمشي... هوّ يمشي».
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس