[elmafdy]

أتفق معك تماما أخى الحبيب مكه , و الحقيقه أننى فى مداخلتى قد عدت مرة أخرى لأذكر أننى أثق أن المجلس العسكرى ليس بالبراءه التى يظهر بها , و أنا شخصيا لا أثق فيه بأى درجه .

و لكنى كنت أود فقط أن أذكر الصوره التى يرى بها أغلب المصريين الجيش و المجلس العسكرى , فهم يرون انه جهه عظيمه شريفه وقفت فى جانب الحق و انحازت للشعب ضد النظام , و قامت بحماية الشعب و لم تطلق رصاصه واحده عليه اثناء الثوره , و تلك التصرفات قد رفعت شعبية الجيش و علت بأسهمه الى عنان السماء منذ الثوره و حتى الأن , الأمر الذى جعل السواد الاعظم من المصريين يثقون فى الجيش ثقه مطلقه عمياء و يرون انهم ملائكه منزهين عن أى خطأ او شر أو أيذاء سواء بسوء نيه او حتى بحسن نيه .
و لنفس السبب مازال أغلب المصريين يتفننون فى أختلاق الاعذار للمجلس العسكرى تجاه أى سلبيه او حتى كارثه حدثت او تحدث منذ الثوره و حتى الأن .

و لكنى - كما ذكرت من قبل - أتفق معك فى أن المجلس العسكرى ليس بتلك البراءه و ليس بهذه الصوره المثاليه من النبل و الشهامه و الانحياز للحق , و مازلت أرى فى كثير من تصرفاته العديد من علامات الاستفهام التى لا يمكن تفسيرها بما يتفق مع الصوره المثاليه التى وضعنا المجلس العسكرى فيها .

فتخلى المجلس العسكرى و الجيش عن قائده الأعلى - رغم أن هذا الأمر يتنافى تماما مع المبادئ العسكريه و يعد خيانة عظمى تستوجب القتل - هو أول و أكبر علامات الاستفهام . . .

و رغم ان أسباب تخلى الجيش عن مبارك و نظامه يمكن أن نفسره بصور عديده و نضع له مبررات مختلفه منها على سبيل المثال :

1. السبب المعلن و الخاص بأنحياز الجيش لشعب مصر العظيم و عقيدته الا يوجه سلاحه تجاه اى ابن من ابناء الوطن
   
2. السبب الذى يتداوله الكثير من المصريين و الخاص بتخوف طنطاوى و قياداته من التعرض لمقصلة الثوره شأنهم شأن مبارك و وزرائه و نظامه , ربما لأن طنطاوى كان بعيد النظر و توقع ان تكون الغلبه للشعب فى النهايه و ان الرهان على الشعب هو الرهان الرابح , بينما رهان النظام هو رهان خاسر .
   
3. سبب أخر يتعلق بطموح طنطاوى او أى من اعضاء المجلس العسكرى فى كرسى السلطه فى مصر , و كانت الثوره هى السبيل المثالى لتحقيق ذلك .
   
4. الاحتمال الاخير ان يكون للجيش اجنده خاصه ينفذها لحساب أحد الاطراف - الاخوان غالبا - سواء بسبب الانتماء لهم أو لوجود صفقة ما او مصالح مشتركه بين الطرفين .

و رغم ان كل ما سبق هى احتمالات وارده , الا أننى أتفق معك أخى الحبيب مكه أن السبب الحقيقى هو فى الاحتمال الاخير , حيث . . .

• قصة الانحياز للشعب و الجيش للشعب و الشعب للجيش هو كلام أنشائى يصلح للخطب و الهتافات , لكننا لسنا من السذاجه لنصدق ان هذا هو السبب الحقيقى .
  
• اما قصة انحياز الجيش للشعب بحكم انه الرهان الرابح فى مقابل رهان النظام الذى كان واضحا انه سيخسر فهو أيضا أمر غير منطقى , حيث أن الجيش كان هو رمانة الميزان التى كانت قادره على انهاء الصراع لصالح الطرف الذى ستسانده و تنحاز إليه , و كان الجيش قادرا تماما على اخماد الثوره و مساندة مبارك و نظامه لو أرادوا ذلك .
  
• و حتى فكرة سعى الجيش لتبوأ كرسى الحكم فى مصر هى فكرة احتمالية صحتها ضعيفه لثقه طنطاوى و رجاله ان الشعب سيرفض ذلك و سيلجأ لوسيلته الناجعه من مظاهرات و اعتصامات , حيث ان التغيير الذى يريده الشعب لا ينطبق على طنطاوى او أى من رجاله أولا لأنهم منسوبين للنظام القديم بشكل او بأخر , ثانيا بحكم السن حيث انهم جميعا من العواجيز الذى لا يفضلهم الشعب حاليا , و اخيرا بحكم طبيعتهم العسكريه و التى يبحث الشعب تغييرها فى الرئيس القادم .
  
• لذلك لا يتبقى سوى الاحتمال الاخير و الخاص بأن الجيش قد تخلى عن قائده الاعلى و باع مبارك و نظامه مساندة لجهه أخرى يفضلها الجيش . . .

و أنا اتفق معك - اخى الحبيب مكه - أن تلك الجهه هى الأخوان , و أن الجيش قد اختار الاخوان لأنتماء الكثير من قياداته لتنظيم الأخوان سواء علنا او سراً .

اتفاقى معك يا أخى الحبيب يأتى لأسباب عديده . . . .

1. أولها أننى أعتدت أن أثق فى رأيك و رؤيتك للأمور و التى دائما ما تثبت صحتها .
   
2. اختياراعضاء لجنة تعديل الدستور , و التى كان رئيسها البشرى معروف بميوله الاخوانيه , و عضوين من اعضائها - لا أذكر اسمائهم الان - لهم ايضا ميول اخوانيه , ثم توج اختياراته بصبحى صالح الاخوانى المعروف بتطرفه الشديد فى انتماءه للأخوان و افكارهم العنصريه المتطرفه الاصوليه , كأن الجيش يود أن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ميوله الاخوانيه و دعمه الواضح لهم .
   
3. التعديلات الدستوريه نفسها , و التى كانت مفصله تفصيلا على الاخوان لتحقق لهم اكبر نجاح ممكن فى الانتخابات البرلمانيه القادمه و من ثم انتخابات الرئاسه و غيرها .
   
4. وأد كل افكار و دعوات تعديل الدستور و التى كان من الممكن ان تمس الاخوان و نفوذهم السياسى , و ذلك عن طريق الاعلان الدستورى العجيب الذى لم استطع أن افهم للأن كيف و لماذا قرر الجيش ان يستفتى الشعب على ستة من بنوده بينما انفرد لنفسه بكل البنود الباقيه بدون استفتاء او مشاوره من أحد .
   
5. مساندة الاخوان - و غيرهم من الجهات الاسلاميه المتطرفه - و اعطائهم شرعيه غير عاديه جعلتهم نجوم المجتمع و وسائل الاعلام , و ضيوف دائمين فى كل حوار وطنى و اعضاء اساسييين أى لجنه لدراسة او بحث او اتخاذ اى قرارات .
   
6. لم يكن الاخوان ليرفعوا سقف طموحاتهم يوما بعد يوم , بدءا من ثلاثين فى المائه من المجالس النيابيه , ثم خمسين فى المائه , ثم اكثر من خمسين , و بدءا من التعهد بعدم الترشح للرئاسه وصولا لأكثر من مرشح اخوانى , و بدءا من عدم وجود احزاب او الاكتفاء بحزب واحد وصولا الى ثلاثة احزاب قابلين للزياده يوما بعد يوم .
   أقول ان الاخوان لم يكونوا ليرفعوا سقف طموحاتهم يوما بعد يوم لو لم يكن هناك ضوءاً اخضر , بل و تأييدا و مساندة من المجلس العسكرى .
   
7. الافراج الغير منطقى عن كل المحبوسين الاسلاميين بدءا من كل من ينتمى للأخوان و مرورا بأعضاء الجماعات الاسلاميه المختلفه و انتهاء حتى بالاسلاميين المطلوبين فى جرائم جنائيه يعاقب عليها القانون مثل شقيق الظواهرى .
   
8. حتى تطرف و ارهاب السلفيين , و سماح الجيش لهم بذلك هو فى الاغلب جزء من مخطط للدعايه للاخوان كبديل معتدل فى مقابل جهات اخرى ارهابيه متطرفه .

يتضح من كل ما سبق أن الجيش و الاخوان ايد واحده , و ان الجيش يعمل بكل براعه لتسليم البلد للأخوان . . .

و للحديث بقيه

المفدى