براءة الإرهاب* »اللا إسلامي*«!
آخر عمود ........ من جريدة الأخبار اليومية المصرية
بقلم الكاتب الكبير الأستاذ / إبراهـيم سـعده

إبراهـيم سـعده
isaada311@gmail.com
عاش المسلمون والعرب في النرويج ساعات عصيبة في أعقاب الانفجارات الدموية التي هزت قلب العاصمة ـ* »أوسلو*« ـ وراح ضحيتها *49 قتيلا وعشرات الجرحي،* وبين *4 إلي *6 أشخاص يتواصل البحث عنهم ـ فور الإعلان عن الجريمة الإرهابية توقع كثيرون أن إحدي الجماعات المتطرفة الإسلامية تقف وراء هذه المذبحة،* مما سيؤثر سلباً* علي المسلمين والعرب المقيمين في النرويج وغيرها من الدول الأوروبية،* كما تعودوا مع كل الهجمات الإرهابية السابقة التي نسبت كلها للجماعات المتشددة وعلي رأسها تنظيم* »القاعدة*«.
قلق مسلمي أوروبا سرعان ما توقف عندما أعلنت السلطات القبض علي نرويجي أبيض البشرة،* أشقر الشعر،* وأزرق العينين ـ يدعي*: »اندريس بيرنج ريفيك*« ـ ولا يكره أحداً* في الدنيا أكثر من كراهيته للمسلمين والملحدين بصفة خاصة،* والأجانب من دول العالم الثالث بصفة عامة*!
براءة المسلمين من هذه الهجمة الدموية البشعة،* جاءت لتذكر المتوجسين من وجود هؤلاء في بلادهم إلي أن الإرهاب لا جنسية ولا دين يمكن تصنيفه بهما*. إذا كانت الهجمات الإرهابية ضد أوروبا والولايات المتحدة ـ خلال السنوات العديدة الماضية ـ نسب معظمها لجماعات إرهابية تدعي الهوية الإسلامية،* فلا ينفي ذلك وجود جماعات وتنظيمات تخطط للقيام بهجمات إرهابية وتحمل هوية دينية* غير الإسلام مثل المسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من الديانات أو الثقافات*.
في البداية*.. تم تصنيف الإرهابي النرويجي ـ* »أندريس بيرنج ريفيك*« ـ بأنه*: »متشدد مسيحي،* ينتمي لتيار يميني*. يعارض هجرة الأجانب إلي بلاده*. ولديه تحفظات خاصة علي المهاجرين المسلمين*«. الجديد في المعلومات عن* »ريفيك*« أن ما قام به يوم السبت الماضي لم يكن وقوعه تحت تأثير المخدرات أو لهفوة دماغية عفوية،* وإنما تنفيذ لفكرة آمن بها وخطط لتنفيذها والحصول علي مستلزماتها وتحديد أهدافها منذ خريف عام *9002. العجيب أن* »ريفيك*« لم يحاول ـ طوال تلك الفترة ـ التزام الحيطة في أقواله أو تصرفاته لإبعاد الشبهات عنه،* وإنما علي العكس من ذلك قام ببث ونشر نحو *0051 صفحة علي* »الإنترنت*« مصحوبا بشريط* »فيديو*« ـ تحتاج مشاهدته إلي بضع دقائق ـ بهدف تقديم نفسه لزوار موقعه،* من جهة،* وجذب انتباههم ونيل تأييدهم لأفكاره ومخططاته،* من جهة أخري*!
أبرز ما جاء في مئات الصفحات المنشورة واللقطات المعروضة علي* »النت*« الشعار الذي رفعه وكرره* »أندريس بيرنج ريفيك*« القائل*: »إن اللجوء إلي الهجمات الإرهابية هو إحدي وسائل وأساليب إيقاظ الجماهير النائمة*«! ولم يكتف* »ريفيك*« بشعاره،* وإنما زاد وعاد في توضيح أهدافه،* وطرح تبريراتها،* وعرض أدلتها وإثباتاتها،* بالرجوع إلي أحداث ووقائع ودلالات تاريخية أمعن في إيجاد صلات تمكنه من ربطها بما يفكر فيه،* ويخطط لتنفيذه*.
الإرهابي النرويجي* »ريفيك*« لا يهمه ـ كما جاء* في صفحاته*- 0051 صفحة*-* ان يسيء البعض الظن في شخصه*. ليس هذا فقط*.. بل يتباهي بأن البعض سينظر إليه ـ فيما بعد ـ* »كأفظع المتطرفين الوحشيين منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة*«!
*.. وحكايات الإرهابي النرويجي لا تنتهي*.