عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-01-2005
Riad1234
GUST
 
المشاركات: n/a
محمد صلى الله عليه وسلم قدم المسيح عيسى للبشرية بحقيقته وأزاح عنه أفترات اليهود(2

ولقد رفع الله قدر المرأة ـ كنوع ـ برفع قدر مريم بنت عمران: فكيف يجرؤ بعد ذلك: امرؤ من المسلمين او المسيحيين او من أي ملة اخرى: كيف يجرؤ ـ بالقول او الفعل ـ على الحط من قدر المرأة، والانتقاص من مقامها الشامخ الرفيع؟!
ثالثا: البرهان على تقديم القرآن للحواريين في صورة تناهت في الحسن والكمال والأناقة الروحية.. فقد انتظم تقديم سيدنا المسيح: تقديم حوارييه الصالحين الكرام:
1 ـ «فلما أحس منهم الكفر (أي مبغضوه) قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون. ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين».
2 ـ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله». وفي هذه الآية دعوة للمسلمين ليقتدوا بحواريي المسيح ـ رضي الله عنهم: في نصرة الانبياء ومنهج الحق.
3 ـ وما يلحق بهذا: ثناء الله ـ في القرآن ـ على أتباع المسيح الذين اتبعوه بإحسان: «ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة».
رابعا: ومما يلحق بما تقدم، ويندغم فيه: دفاع القرآن على ***** صالحين، ثبتوا على ايمانهم فتعرضوا للأذى الشديد فثبتوا ايضا.
1 ـ من هؤلاء: فتية الكهف ـ الذين سميت سورة قرآنية باسم كهفهم ـ. وقد كان هؤلاء شبابا نصرانيا صالحا، معقول المنهج ولذا مجّدهم القرآن، وخلد ذكرهم: «أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا. إذ أَوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا. ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا. نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى».
2 ـ ومنهم: اصحاب الأخدود، وهم جماعة من ال***** ايضا. ولقد خلد القرآن ذكرهم، وجرّم وقبّح مضطهديهم ومعذبيهم. «قتل أصحاب الاخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم إلا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد. ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق».
ونوجز القول فنقول: ان البراهين تواترت وتعاضدت على ان الاسلام قدّم المسيح ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقدم إنجيله. وقدم منهجه ودعوته. وقدم امه الطاهرة ، وقدم حوارييه في أكمل وأحلى مشهد. كما دافع الاسلام عن مؤمني ال***** المضطهدين دفاعا اتسم بالمحبة لهم، وبكراهية مضطهديهم الطغاة.. وانه ليسرنا ان نهدي هذا الكلام ـ الموثوق بالبراهين ـ الى مسيحيي العالم، وهم يحتفلون بالميلاد العظيم المعجز للنبي العظيم: عيسى ابن مريم عليه السلام.
ولئن كان لا بد من تمام او ختام، فها هو: كيف يُلام الإسلام على تقديمه للمسيح في هذه الصورة؟.. كيف يُلام النور بسبب انه نور.. كيف يكون نهج تقديم المسيح في جلال ووقار: ذريعة للانتقاص من محمد ودينه؟
نحن نؤمن بالمسيح نبيا رسولا، ونحبه ونعظمه ونتبع النور الذي جاء به. فإن لم يؤمن اولئك بنبينا (والايمان اختيار حر): فلا اقل من ان يحترموه.. وهذا الاحترام ليس محمدة خلقية فحسب، بل هو ـ كذلك ـ موقف عقلاني. فمن شأن العقلاء: ان يقدروا ويحترموا من يعظم من يحبون ومن يؤمنون به.
ومن قبل ومن بعد: يبدو التعصب والتهارش بين المسلمين والمسيحيين: عبث صغار في ضوء العلاقة الراشدة الصادقة الرفيعة بين الرجلين الكبيرين جدا: محمد والمسيح.
الرد مع إقتباس