عرض مشاركة مفردة
  #60  
قديم 20-01-2005
Bohira Bohira غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 209
Bohira is on a distinguished road
استدعاء الـ«إف.بي.آي» لكشف غموض جريمة ذبح الأسرة القبطية المصرية بأميركا


واشنطن منير الماوري
نيويورك: صلاح عواد


أخذت جريمة ذبح الأسرة القبطية المصرية بالولايات المتحدة، أبعادا جديدة. فقد استدعت السلطات الأميركية مكتب المباحث الفيدرالي (إف. بي. آي) للمساعدة في كشف غموضها. وفي حين إلتزم المحققون الحذر البالغ إزاء الأسباب المحتملة للجريمة، استبقت جمعية الأقباط الأميركيين نتائج التحقيقات واتهمت علنا من وصفتهم بـ«متطرفين مسلمين» بالوقوف وراءها، وشنت هجوما عنيفا على ما اعتبرته «جرائم كراهية الأقباط» في مصر. وأعربت الجمعية، ومقرها واشنطن في بيان رسمي، عن غضبها وصدمتها بسبب جريمة القتل الوحشية التي استهدفت العائلة القبطية مكونة من أربعة أفراد في ولاية نيوجرسي.
وكان الحادث قد وقع يوم الجمعة الماضي وقتل فيه طعنا بالسكاكين رب الأسرة حسام أرمانيوس، 47 عاما، وزوجته آمال، 37 عاما، وابنتاه سيلفيا، 16 عاما، ومونيكا، 8 أعوام، الذين يعيشون في الولايات المتحدة منذ عام 1997.
من ناحيته، قال ميشيل منير، رئيس الجمعية إن «ذبح المتطرفين المسلمين البشع لأسرة قبطية بريئة ليس أمرا مفزعا فقط، بل هو أمر مزعج في انعكاساته بالنسبة للجالية القبطية الأميركية».
وأضاف منير، في تصريحات صحافية، «بسب الزيادة المؤسفة في جرائم الكراهية ضد الأقباط في مصر، يفر الأقباط إلى الولايات المتحدة سعيا للحرية الدينية والخلاص من الاضطهاد. وهذا الإجحاف المهلك الذي يلاحق المهاجرين الأقباط خارج مصر أمر يثير الإزعاج العميق ويجب أن يعتبر تحذيرا للمسؤولين الأميركيين في حملتهم ضد الإرهاب».
وأضاف منير أن «أفراد أسرة ارمنيوس شهداء العصر الحديث في حرب الأصوليين الإسلاميين على المسيحية والحرية التي تدعو إليها. وشبكة «القاعدة» ليست موجودة في الشرق الأوسط فقط، بل في نيوجيرسي ونطالب الـ«إف. بي. آي» بالقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة».
يذكر أن جمعية الأقباط الأميركيين تأسست في واشنطن عام 1996 من أجل الدعوة للديمقراطية والحرية الدينية وحقوق الإنسان في مصر. وتمثل، كما تقول، أكثر من 700 ألف مسيحي مصري في الولايات المتحدة.
في غضون ذلك تواصل السلطات الأميركية التحقيق في دوافع الجريمة وملابساتها، واضعة بعين الاعتبار كل الاحتمالات بما في ذلك ما تردد من أن أحد المسلمين نفذ الجريمة بسبب مقولات في غرف الدردشة عبر الإنترنت. وتم إشراك مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي (إف. بي. آي) في التحقيق في مؤشر جدي على احتمال تورط إرهابيين في الجريمة.
ورغم أن الصحف الأميركية وبعض محطات التلفزة حملت مسلمين متطرفين مسؤولية مقتل العائلة القبطية، إلا أن السلطات لم تستبعد أيضا أن يكون ما حدث مجرد جريمة سطو عادية حيث اختفت حافظة نقود الأب القتيل وبعض المجوهرات.
وساد التوتر أثناء تشييع جنازة أفراد العائلة الضحية يوم الاثنين بمشاركة حوالي 2000 مشيع، بينهم عشرات من المصريين المسلمين الذين أعربوا عن استنكارهم للجريمة وخلعوا أحذيتهم عند مدخل الكنيسة توقيرا لها كما يفعلون تماما عند دخولهم المساجد. وقال أحمد شديد رئيس المركز الإسلامي في جيرسي سيتي «إن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة».
ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن مصادر لم تسمها القول إن الأب القتيل حسام أرمانيوس كان يشارك في نقاشات حول الأديان في غرف دردشة عربية.
وأضافت الصحيفة أن القتيل كان معروفا بتعبيره عن معتقداته القبطية وجدله مع المسلمين عبر موقع paltalk. Com كما أنه كان معروفا بدفاعه القوي عن حقوق الأقباط، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مصدر مقرب من العائلة المنكوبة. لكن المصدر رفض الحديث عن العبارات التي استخدمها القتيل والتي قد تكون سببا مباشرا للجريمة.
وأكد عامل مصري في أحد المتاجر، على معرفة بالعائلة الضحية، أن أحد المسلمين المشاركين في غرف الدردشة هدد أرمانيوس قائلا عليك أن تتوقف عن هذا الهراء وإلا فإنا قادرون على متابعتك وذبحك كالدجاجة.
وقال عامل المتجر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه كان مشاركا في الدردشة في تلك الأثناء وقرأ التهديد، مضيفا أن أرمانيوس رفض التوقف عن التعبير عن آرائه.
وفي تقرير أولي صدر عن مكتب المدعي العام لضاحية هدسون بنيوجرسي ، وجد أن الدلائل تشير إلى أن السرقة كانت دافع الجريمة ، حيث وجد المحققون أن حافظة وجيوب المجني عليه كانت فارغة وكذلك زوجته. ويرى التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه ليس هناك أية مؤشرات تدل على أن الجريمة قد ارتكبت بدوافع الكراهية أو بدوافع دينية. ويذكر أن المجني عليه قد وصل إلى نيوجرسي سيتي عام 1997 وحصل على بطاقة الإقامة الخضراء ومن ثم على الجنسية الأميركية بذريعة الاضطهاد الديني وكان يعمل نادلا في أحد فنادق نيوجرسي.
وعند تشييع جنازات المجني عليهم يوم الاثنين المنصرم في مدينة جرسي سيتي ، حيث تقيم أكبر جالية مصرية ، كادت أن تندلع فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط عندما شاهد المشيعون إمام مسجد منطقة بيرج ببروكلن الشيخ طارق يوسف صالح ويرتدي العباءة والكوفية البيضاء. وتهجم عليه بعض المشيعين ، مما دفع شرطة المدينة إلى حمايته وسحبه من وسط جمهور المشيعين الغاضب. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» ، لم ينف ولم يؤكد الأنبا ديفيد أسقف الكنيسة القبطية في نيوجرسي سيتي الاتهام الموجه لمسلمين متعصبين. ودعا إلى تجنب الاتهامات المتبادلة ، وقال «نترك للشرطة أن تنجز عملها كاملا، والتحقيق هو من عمل الأجهزة الأمنية ، وألا ندع الناس تقرر دوافع الجريمة ونحن في انتظار استكمال التحقيق». ويرى المصري الحاج محمد يونس رئيس الاتحاد الإسلامي الأميركي في ولاية نيوجرسي «إنه اكبر خطأ توجيه الاتهام إلى الجالية الإسلامية ، وحتى لو حصل أن قام معتوه من المسلمين بارتكاب هذه الجريمة فيجب أن يحاكم».
الرد مع إقتباس