عتابان من مسلم لأقباطنا .. شركاء الوطن
على الرغم من أن مداخلتي كانت للعتاب، إلا أن معظم الردود أثبتت أن التسامح هو القيمة الكبرى التي تخلع على سائر الأشياء الأخرى كل ما لها من قيمة.
كنت ولا زلت حزينا وآسفا ومتوجعا مما تقع عليه عيناي ويسيء لديني وقرآني ونبي الاسلام، صلوات الله وسلامه عليه، لكنني في معركة تكاد تكمل عقدها الثالث من أجل أبناء بلدي . أحبابي .. شركاء الوطن.
الأخ الكريم الذي يطلب مني أن أدير معركة المواطنة مع المسلمين لأقناعهم، ربما لا يدري أنني تناقشت مئات المرات، وكتبت، ونشرت، وسلكت بفضل الله سلوكا التزم به أبنائي فنافسوني في محبتهم لأقباطنا.
الأخ الكريم الذي يعرض بعض الأفكار والمناقشات ويطرح تساؤلات أقدم له اعتذاري لأنني هجرت هذه المرحلة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وكنت قد درست مقارنة الأديان، وقرأت كثيرا, وحفظت شطرا كبيرا من الكتاب المقدس ( فضلا عن القرآن الكريم )، وكنت وصلت إلى ثلث الكتاب الذي وضعته في مقارنة الدينين الكبيرين، وقابلت في باكورة شبابي رجال دين اسلامي ومسيحي، وتناقشت مع المرحوم الأب تادرس في كنيسة مار جرجس ومع المرحوم الشيخ محمد الغزالي ...
وتعرفت عن كثب على الاسلام والمسيحية، لكن الله منحني هدية رائعة لازلت متمسكا بها ولن يثنيني عنها أي مانع أو تقلل من قيمتها مشاعر غير ودية أو قراءات تثير الغضب والحزن وربما تحاول استخراج مكامن الكراهية فلا تجدها.
لست على استعداد اطلاقا للنقاش في الدين، والجدال في الأفضلية، والدفاع والهجوم والكر والفر واستخدام مفردات من قواميس الكراهية والبغضاء.
رسالتي هي المواطنة الكاملة التي يتساوى فيها المسلمون والأقباط في كل شيء، المشاعر والسلوكيات والقوانين وتطبيقاتها وأن نسعى جميعا لخوض المعركة من أجل حذف والغاء ما يميز بين المواطنين حتى لو كانت كلمات تلغى الآخر أو تحقره أو تزدريه.
إنني أخوض الآن معركة العصيان المدني ، وكم تمنيت أن يقف معي أحبابي أقباط مصر والمهجر ومن أهم المطالب العدالة والمساواة الكاملة حتى لو رشح قبطي نفسه رئيسا للدولة.
يقولون لي: لا فائدة فأقباط مصر سلبيون، مترددون، خائفون، ولن يشتركوا في تحرير الوطن من الاستبداد والظلم والفساد، وأقول لهم: إن في قلبي مساحة حب تسمح بتكرار المحاولات ما بقي لي من عمر.
وعندما قرأت الردود، ورغم أن بعضها ( القليل) يسخر أو يتهكم أو يطلب مني توجيه المعركة مع المتزمتين المسلمين، إلا أنني رأيت طيبة أبناء بلدي من المصريين الأقباط وهم يحاولون التوازن بين ما يشعرون به من مرارة واحباط ويأس وربما ( كراهية )، وبين الترحيب الدافيء والودي والأخوي لي الذي يدل على أن الكتابات المشينة والاتهامات الباطلة في حق وطنية أقباط المهجر كانت لأغراض غير نبيلة.
إننا قادرون على أن نقدم للسماء صورة من عدالة الأرض، والأمر يحتاج لجهد كبير، وتكاتف وتعاون وقبل أي شيء اعادة لحمة الثقة بيننا التي قطعتها أفكار التطرف والتزمت والاستعلاء والفوقية.
سأنشر قريبا لديكم بيانات العصيان المدني ورؤيتي لمصرنا الجديدة.
مرة أخرى شكرا للجميع، وأخص بالشكر الاخوة في الادارة الذين رفضوا عن نبل وشهامة وثقة بمحبة صاحب هذه السطور نشر أي شتائم موجهة لشخصي والتي كانت ستؤلمني كثيرا.
وسلام الله عليكم.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http:www.tearalshmal1984.com
Taeralshmal@gawab.com
fax: 0047+ 22492563
|