أكذوبة الإعجاز العلمى للقرآن
أكذوبة الإعجاز العلمى للقرآن
د. خالد منتصر
تجار الإعجاز العلمى مجرد حواه !
كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمى للقرآن المعركة التى خاضتها د.بنت الشاطئ ضد د.مصطفى محمود فى أوائل السبعينات وبالتحديد فى أهرام الجمعه شهرى مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففى نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفى عصر هستيريا الدروشة يحتل د.زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعى البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذى هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهى ترد على مقالات مصطفى محمود فى مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن فى مصر المحروسة ثابتة محنطة فى مكانها لاتتحرك.
كانت بنت الشاطئ فى مقالاتها فى منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بماسيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمى الذى كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التى ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمى الذى كان مازال فى مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.
تكتب بنت الشاطئ فى المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول " لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم فى تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر، وفتنة التمويه، وسكرة التخدير"، وتحذر من أن "الكلام عن التفسير العصرى للقرآن يبدو فى ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التى تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضى إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم "، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً " هى زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية" !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول " الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصرى-علمى - على غير مابينه نبى الإسلام، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التى تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبى أمى بعث فى قوم أميين، فى عصر كان يركب الناقة والجمل لاالمرسيدس والرولز رويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لابالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لامن مصفاة الترشيح ومياه فيشى ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولاجديراً بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصرى. "
هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمى وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتى سيصدم من إتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا إتجاه بوصلتهم الإيمانية، وهنا يصبح القرآن دمية فى أيدى المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمى بحواة الموالد الشعبية فتقول " الذى لاأفهمه، وماينبغى لى أن أفهمه، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعه وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا ...الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصرى وكرامة عقلى فآخذ فى المجال العلمى بضاعة ألف صنف معروضة فى الأسواق !، وإلا ان أتخلى عن كبرياء علمى وعزة أصالتى فأعيش فى عصر العلم بمنطق قريتى حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلانى بالطبل والزمر عن كل شئ لكل شئ، أو بتاع كله فى فكاهتنا الشعبية الساخرة بالإدعاء.
آخر تعديل بواسطة Bohira ، 26-02-2005 الساعة 08:10 PM
|