following
توجهنا لمبني المحافظة حيث كان المحافظ مشغولا باستقبال وفد أمريكي عالي بصحبة وزير التعليم.. لبحث امكانيات تطوير التعليم حاولنا مقابلة المحافظ لدقائق فقال إنه لا وقت لديه وإنه غير مستعد للحديث فيما جئنا للحديث فيه سألناه: هل تعلم ما جئنا لنتحدث معك فيه، فقال :هو فيه غيره موضوع الطبيبتين، فقاطعناه: ما تعليقكم علي إعادة تسليمهما للكنيسة رغم إشهار إسلامهما؟ فقال: إن حدث ذلك فهو يأتي في إطار النسيج الواحد والوحدة الوطنية والترابط بين المسلمين والأقباط وليس لدي أي معلومات أخري أضيفها إليك قالها.. وتركنا منصرفا.. تصحبه سيدة أمريكية كانت تستقل سيارة أمريكية تحمل أرقاما دبلوماسية.. بعض المصادر قالت إن الاتصالات لم تنقطع بين السفارة الأمريكية.. ومطران الفيوم حتي تم تسليم الطبيبتين وأن وفدا أمريكيا من السفارة ضم مسئول ملف الأقباط حضر للفيوم صباح الاثنين.. وكان يتابع الأمور بدقة شديدة.
المهندس أبو الخير عبد العليم سكرتير عام محافظة الفيوم قال لنا إن معلوماته تؤكد أن الطبيبتين أشهرتا إسلامهما بمحض اختيارهما.. وأنه لا علم لديه عن إعادتهما لأهلهما.. وقال الجميع إنه غير مفوض بأي تصريحات صحفية وأنه لا توجد معلومات لديهم.
اتجهنا للمطرانية التي شهدت المظاهرات دخلناها لمقابلة أحد المسئولين فيها فقالوا لنا إن رجال الدين غير موجودين باستثناء الأنبا إبرام وكيل المطرانية الموجود بدير الغرب لاحظنا أثناء وجودنا داخل كنيسة مارجرجس بالفيوم وجود مجموعات قليلة من الشباب داخل الكنيسة وأن حالة من الفرح تسيطر عليهم.. كل من قابلناه أكد لنا أن الدولة هي المسئولة عن غياب الفتاتين وأنهما عادتا للكنيسة نتيجة الضغوط وأن الصحافة المصرية متعصبة ضد الأقباط وكذلك القنوات الفضائية.
شاب يدعي هاني قال لنا إن المطران الأنبا ابرام في انتظارنا في الدير وأعطانا رقم تليفونه المحمول فغادرنا كنيسة مارجرجس بالفيوم.. اتصلنا بالمطران وقال لنا إنه متعب قليلا ومستعد للقائنا ليلا، سألناه تليفونيا عن معلوماته عن الطبيبتين فقال لنا إنهما طرف أهلهما الآن وإنهما كانتا تريدان الدخول في الإسلام نتيجة بعض المشاكل لكنهما وعقب جلسة معهما اقتنعتا مرة أخري بالمسيحية وتراجعتا عن موقفهما السابق.. وهما الآن تحت سيطرتنا. قلنا له :إذن هما لم تختطفا ،فقال :نعم والصورة وصلت بشكل خاطئ.. سألناه: هل قصر الأمن معكم في أي اجراء؟ نفي ذلك وقال: الأمن كان متعاونا تماما وتم تسليم الفتاتين.
توجهنا لمسكن الطبيبة تريزا عياد إبراهيم في منشأة البكري بالفيوم عمارة الأستاذ وهيب زكي الدور السادس شقة ..13 لم نجد أحدا فالتقينا بعدد من الجيران الذين أكدوا لنا أن العمارة بالكامل يسكنها أقباط وأن أسرة الطبيبة كانت لا تختلط بأحد من الشارع.
قال لنا أحد المصادر الذي طلب منا عدم كشف النقاب عنه:الحقيقة تؤكد أن الطبيبتين كانتا علي اطلاع واسع بالقرآن الكريم وكانتا تحفظان أجزاء كثيرة منه وكذلك علي كتابات بعض الكتاب المسلمين وأن أسرتيهما بدأتا تحسان بذلك مما دفع الطبيبتين لترك منزليهما والتوجه للسيد اللواء عادل علاء الدين مدير أمن الفيوم لإشهار إسلامهما وطلبتا أخذ تعهد علي أسرتيهما بعدم التعرض لهما إلا أن مدير الأمن أحالهما للمحامي العام لاتخاذ اجراءات الإشهار وبدوره أعاد الموضوع لمدير الأمن لعدم وجود محضر شرطة وأن الأمن اتصل بمطران الفيوم لعمل جلسة النصح والإرشاد بحضور الأمن إلا أن المطران رفض هذا العرض وطلب استلام الطبيبتين وإدخالهما للدير لبعض الوقت بعيدا عن الأمن لتقرير موقفهما وأن المطرانية هددت بأنه في حالة عدم الاستجابة لمطلبها سيتم تصعيد الموقف وهو ما رفضه الأمن بشكل قطعي.. وعقب ذلك حدثت اتصالات مكثفة بين قيادة الكنيسة ومطرانية سمالوط تم خلالها الاتفاق علي تصعيد الموقف علي عدة محاور أولها:
دعوة الشباب القبطي من الفيوم وخارجها للتواجد في كنيسة مارجرجس بالفيوم والاتصال بأقباط المهجر ممثلة في السفارة وبعض نواب الكونجرس لإظهار الموضوع وكأنه اختطاف لفتاتين قبطيتين من قبل الدولة والأمن.
وفي حالة عدم الاستجابة يدخل بعض القساوسة والمطارنة اعتكافا داخل الأديرة بدءا من دير الغرب بالفيوم مع التلويح بدخول أسرتي الطبيبتين في إضراب مفتوح عن الطعام وإدخال البابا شنودة بشكل مباشر في المواجهة مع الدولة.
وأخيرا ترويج الشائعات عن قتل الطبيبتين من قبل الأمن والشرطة مما يزيد الشارع احتقانا.
وبالفعل تجمع المئات من الأقباط داخل كنيسة مارجرجس بالفيوم حيث تظاهروا لساعات ورددوا (حسني مبارك يا طيار قلب القبطي مولع نار) (لا عراق ولا فلسطين بص شوفوا المسيحيين) (النهاردة احنا في الدار لكن بكره نولع نار) (مسيحية مسيحية لا عربية ولا إسلامية) (فين تريزا فين ماريان بكره ياخدوا مين كمان).
وأشارت المعلومات إلي حدوث اتصالات مكثفة شارك فيها الأمن ومحافظ الفيوم حيث تم تسليم الفتاتين للكنيسة مع الاتفاق علي ترويج شائعتين بغرض امتصاص رد الفعل لدي المسلمين أولهما الترويج لفكرة مفادها أن الفتاتين لم تسلما من الأساس وأن ما حدث كان نتيجة علاقة عاطفية تربطهما بطبيبين مسلمين موجودين بنفس المستشفي.
ثانيا: الترويج لفكرة أخري مضادة تماما مفادها أن الطبيبتين أسلمتا بالفعل وأنهما بالفعل تزوجتا الطبيبين كحل نهائي للموقف وأن المحامي العام فعلا وقع علي قرار إشهار إسلامهما.
ولكن تصريحات الأنبا إبرام القاطعة جاءت لتنفي الشائعتين أساسا حيث أكد للشباب المتظاهر الذي أصر علي عدم مغادرة الكنيسة أن الفتاتين الآن باتتا تحت السيطرة الكاملة للدير وأن موضوع إيداعهما فندقا يملكه محام مسيحي معروف جاء كحل توفيقي لإزالة الاحتقان وأن الشباب المتظاهر داخل الكنيسة انصرف عقب ذلك فعلا.
|