عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-03-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
متعتي الخاصة هي في البحث عن حل للمشكلات غير المحلولة

· ما هي الخطوط التي ينبني عليها فكرك؟

هناك خط قصد إلى دراسة جذور الأساطير، ومنابعها، والظروف التاريخية التي صيغت فيها أو من أجلها، ومقاصدها وكيف وصلت إلى الديانات الكبرى الشرق أوسطية وضمنها الإسلام لتصبح مقدسات، وذلك كما في كتاب (الأسطورة والتراث)، وكتاب ( قصة الخلق). ثم خط يعمد مباشرة إلى نقد الحاضر العربي على مختلف مستوياته للكشف عن الأخطاء في الفهم أو في النظرية أو في التطبيق أو في القوانين أو في السياسات، وأصول هذه الأخطاء في خطنا النظري دينياً. وكيفية التخلص من تلك الأخطاء دون إساءة للدين ولا خسارة للدنيا، وذلك كما في كتاب ( الفاشيون والوطن) وكتاب ( ابن لادن … شكرا‍‍) ثم خط يهتم بهذا جميعه لكنه مساحة متعتي الخاصة، بالبحث عن حل لمشكلات غير محلولة في التاريخ، أو الكشف عن غموض مستغلق، بمنهج أشرك فيه القارئ معي في البحث وراء خيوط الغامض وحل المشكل، وأحملّه معي بعض المشقة لتكوين كوادر جديدة عبر هذه المتعة العلمية التي هي تدريب على البحث العلمي واعتياد على منهجه، ويمثل هذا الخط كتاب( النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة) هذا كله إضافة إلى خط الاهتمام بقضية فلسطين واليهود كما في كتاب (الإسرائيليات).

المشكلة في تركيب الدين أنه يحمل كثير من التناقضات الداخلية.

* تثار الآن نقاشات وجدل حول تجديد الخطاب الديني، فما رأيك في هذه القضية وهل المطلوب تجديد الخطاب الديني أم تحديثه أم ماذا؟ وكيف؟

إن ذعر الاقتراب من الدين الإسلامي نقداً أو تفكيكاً وتحليلاً أو لمجرد تقديم قراءة وتفسير جديد، جعل الجميع يحذرون الاقتراب من جوهر المشكلة رغم أن المشكلة الآن هي في تركيب الدين نفسه وتكوينه الذي يتفرد به عن معظم الأديان الأخرى، والتي وسمته بخصائص جعلته يحمل كثيراً من التناقضات الداخلية في المفاهيم والأحكام سمحت بمحاولات تدخل لرأب الصدوع وإزالة التناقضات لكنها سمحت من جانب آخر للمشتغلين بأمور الدين باستخدام أبعد خطاب ممكن عن أخلاقيات الأديان، فاتسم خطابهم بالخداع والانتهازية و التبرير والتجميل. وبحسابات المصالح، وحلف العمائم مع السلطات لم ينشغل هذا الخطاب بالناس بل بإثبات صدق وجهة نظر واحدة، دون وجهات نظر أخرى محتملة يفرضها شكل الإسلام وظروف نشأته وتطوره وتكوينه عبر ثلاث وعشرين سنة هي عمر تفاعل الوحي وجدله مع واقع الأحداث حينذاك، وكان ممكناً أن تؤسس متغيرات الوحي وتبدل أحكامه لتعددية فكرية ناضجة في ظل الإسلام، لكن الحلف المبكر الذي قرر استخدام الدين لمصالحة لم يترك على الساحة سوى وجهة نظر واحدة هي الصادقة وعداها هو الباطل، وأن أصحاب هذا الرأي الواحد هم "الفرقة الناجية" وما عداها من فرق إسلامية هالك.

ومع تثبيت المفاهيم والنصوص وتحرك الواقع وظهور التناقضات بين جديد الواقع وقديم الدين لم ينشغل الخطاب الديني بالناس ولا إصلاح الأخطاء أينما كان أصحابها، قدر ما شغله مفهوم العار البدوي الذي لا تؤلمه الهزائم والتخلف قدر ما يؤلمه انكشاف هذا العار وذيوعه، ولأن رؤية واحدة كانت هي السائدة عبر التاريخ، فقد ساد تصور أن هذه الرؤية هي الدين نفسه، لذلك فإن أي انتقاص منها أو عار يلحقها هو بالضرورة لاحق بالدين ذاته وهو الأمر غير المسموح به.


لو أردت قراءة المصحف قراءة مرتبة لقرأته من آخره لأوله.

*ما المقصود بالتناقضات الداخلية؟

حتى أوضح المقصود بالتناقضات الداخلية سأضرب هنا مثلاً واحداً وإن كان أكثرها حساسية لدى المؤمن وأبعده أثراً في حياة المسلمين، أقصد تلك التناقضات الناشئة عن طريقة جمع المصحف العثماني التي لم ترع في تصنيفها وتبويبها قواعد التصنيف والتبويب المعروفة ، كأن تجمع آيات التعبد معاً والتشريعات معاً وعلى الترتيب الزمني والقصص الوعظي معاً وقوانين الأخلاق معاً، بل أنها لم تراع الترتيب الزمني للآيات وارتباطها بأحداث الواقع وجدلها معه وتأثرها به وتأثيرها فيه وتغيرها وتبدلها حسب متغيرات هذا الواقع وهى سمه فارقه تميز الإسلام عن بقية الأديان. الحكمة الوحيدة في الترتيب العثماني _ إذا كانت حكمة _ هي السير في ترتيب النصوص من السور الأطول إلي السور الأقصر دون أي رابط موضوعي ولا زمني . هذا بينما السور الأقصر كانت هي الأولى زمناً بحيث لو أردت قراءة القرآن قراءة شبه مرتبه فعليك البدء بآخر المصحف رجوعاً إلى أوله.

*لماذا لا يقوم عالم مسلم فدائي بترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها ومعها هامش بأسباب نزولها؟

ربما لأن هذا العالم الفدائي غير موجود ، ولا شك أنه إن وجد فإن التنظيمات التي تسمي نفسها إسلامية ستصدر فتوى باغتياله، كما حدث معي.


القرآن بحاجة إلي إعادة ترتيبه وإعادة النظر به

· ما المشكلة في هذا الترتيب العكسي؟

نتيجة هذا الرتيب في الجمع، تجاورت الآيات الناسخة مع الآيات المنسوخة، وسبق حكم حكماً آخر تال له حسب الترتيب الزمنى، واختلطت آي السلم بآي الحرب، وآيات حرية الاعتقاد بآيات فرض الإسلام دينا وحيداً صحيحاً ومن يعتقد بغيره فلن يقبل منه. ولا عبره هنا بقول من يصرون على أن هذا الترتيب توقيفي أي كان وقفاً على النبي وجبريل، وأنهما من رتباه على هيئته الحالية، لأنه لو كان الأمر كذلك ما ظلت مصاحف الصحابة الكبار على اختلافها بعد موت نبيهم وحتى زمن عثمان بن عفان، ولأنه حتى لو كان الأمر كذلك فإنه يظل بحاجة إلى إعادة نظر.

· هناك دراسات حديثة جداً تؤكد أن عبد الملك ابن مروان وليس عثمان ابن عفان هو الذي وضع اللمسات الأخيرة للمصحف وحذف 11 آية على الأقل؟ ما تعليقك على ذلك؟

لم أطلع بعد على هذه الدراسة.
الرد مع إقتباس