الموضوع: من المحتال
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-03-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
يشبه هذا الذي حكيناه حادثة أخرى مشابهة تحدث فيها القس «جيرى فالويل» عن نبي الإسلام أنه جمع عددا كبيرا من النساء وكان بينهن طفلة في التاسعة من عمرها «السيدة عائشة» بينما كان هو قد بلغ الثانية والخمسين من عمره، ويغيب عن هؤلاء الذين يهاجمون هذا الشكل من الزواج أنه كان عرفا اجتماعيا معمولا به على نطاق واسع، ولم يبدأ التباعد عن نكاح الفتاة الصغيرة إلا في زمن قريب بحكم تطور الأعراف والتقاليد، وهو أيضا ما لابد أن يدفع مشايخنا إلى التخلي عن تمسكهم بعادات انتهت، فحتى اليوم تشرع السنة زواج بنت تسع عملا بالسنة، وهو تجمد مخيف وخطر، وهو أيضا ضد القانون. المهم أن «فالويل» جعل المسلمين يشتاطون غضبا لينيبوا عنهم العضو الناشط في المنظمة العربية لمحاربة التمييز العنصري السيد حسين أبيش ليرد عليه في برنامج «كروس فاير» التليفزيوني، وما كان من مولانا أبيش إلا أن كذب هذا الكلام جملة وتفصيلا، واعتبره افتراء على الإسلام واتهاما باطلا لنبي الإسلام. نشرت صحف الإنترنت أيضا خبرا عن المعتدل «قرضاوي الديمقراطي» لا يشغلنا فيه الجانب الشخصي بقدر ما يشغلنا أنه تمت مطابقة الخبر مع السنة النبوية في زواج الصغار. والخبر يؤكد أن سيدنا قد تزوج «بأسماء» التي تصغر صغرى حفيدات الديمقراطي وتفصلهما مسافة ستين عاما أو يزيد، ولم ينكر سيدنا الخبر ولم يقم بتكذيبه، كما لو أن فعله هذا فتوى وتشريع. ومع التداعي أستدعى حادثة أخرى هي على ذات المنوال والنسج، وكنت أحد أطراف الموقف المباشرين، وذلك في برنامج «مع نشوة» على أل MBC حيث كنت ضيفا على البرنامج وكان يجلس إلى يساري مباشرة السيد نهاد عوض المصري الأمريكي الإسلامي المشهور المسئول عن مؤسسة «كير» الأمريكية الإسلامية، وهي غير مؤسسة كير التي شرفنا أبطال العراق بجز عنق ناشطتها هناك مارجريت حسن(!!). فنحن هنا مع كير أخرى لها اهتمامات أخرى غير الخدمات الإنسانية. كان عنوان الحلقة هو «الفوبيا إسلام» أو الخوف أو إرهاب الإسلام في أمريكا، وكانت هذه الحلقة قبل أحداث سبتمبر 2001. أحضر السيد نهاد عوض معه فيلما تسجيليا صنعته مؤسسة «كير» وعرضه علينا ليثبت لنا أن أمريكا تعادي الإسلام وتكره المسلمين. وأن المسلمين الأمريكيين يتعرضون لتمييز طائفي وتعصب عنصري، لذلك فإن مؤسسته بحاجة للدعم المالي من المسلمين لتدافع عن مسلمي أمريكا، وقدم دليلا على نشاط كير في أمريكا جذبا للدعم المطلوب حكاية عن كتاب بين يديه، وأن هذا الكتاب مؤلف ضد الإسلام ويتم تدريسه للطلبة الأمريكيين، وأن به إساءة شديدة لنبي الإسلام حيث يحكى الكتاب أن النبي تزوج صفية بنت حيي ابن أخطب بعد مقتل أبيها وأخيها وزوجها وعامة عشيرتها. وأن كير رفعت دعوى قضائية كسبتها وتم حذف هذا الجزء من الكتاب. والتهبت أكف الحضور بالتصفيق! وبالطبع بالمناشدة للتبرع. مددت يدي وتناولت الكتاب ففاجأني عنوانه فهو «الأديان في العالم» وليس كتابا مخصصا للإسلام، وبسرعة ألقيت نظرة على الفهرست فإذا به عرض لكل أديان العالم كفكرة عامة فيما يبدو في ضوء عدم تدريس شيء اسمه التربية الإسلامية أو المسيحية في تعليمهم المدني. هل تشعرون معي بحجم المأساة؟!. مأساتنا نحن لا مأساة الأمريكان، لأن الحدث المحذوف من الكتاب حقيقة تاريخية سجلتها مأثوراتنا الإسلامية جميعا وعلى اتفاق ودون اختلاف، ودونت أسباب الحدث وعوامله الموضوعية في زمنه وشكل الحرب التي كانت دائرة حينذاك وقوانين الحرب التي كانت تضع نساء المهزوم سبايا للمنتصر.

لكن مؤسسة كير أنكرت حدوث الحدث بالكلية، وهو بدوره إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة لارتباطه بتاريخ الدعوة وتاريخ القرآن وتاريخ التشريع الإسلامي، والفقه الذي اختلف أهله حول عقوبة هذا القضاء الأمريكي كما أنه أيضا ضحك على ذقن الديمقراطية الأمريكية وقوانينها المحترمة بالاحتيال مستثمرا رقى هذه القيم الحقوقية وبالكذب الصريح، ليشطب الحدث من الكتاب الأمريكي، بينما تفوق الأمريكيون باحترامهم للمسلمين ولدينهم وتصديق نصبهم واحتيالهم بشفافية أمرت بحذف هذه الحادثة من الكتاب، بل إدانة المؤلفين بالتعصب الطائفي، وما أبشعها في أمريكا من تهمة! ورغم علم كلا السيدين أنه بما يفعل إنما ينكر معلوما من الدين بالضرورة، فإنهما أيضا يعلمان أنه رغم هذا الإنكار فهو المستحب عند جماهير المؤمنين التي تحرص على استحضار الماضي.

حادث رابع لا أذكر على أية قناة فضائية كان، أنكر فيه أحد المشايخ الأمريكيين وجود الرق كمبدأ مشروع ومباح فى الإسلام، لكن للأقدار لطافاتها وأفاعيلها، فبعدها بيومين أفتى إمام مسجد البصرة الكبير بوهب الأسيرة المجندة الغربية أو العراقية أو المتهمة بالتعاون مع الأمريكان كسبي لأسرها ينكحها بحلال أحل من لبن الأم، وله أيضا أن يستعبدها في العمل. أما الخامسة فهي نكتة حقيقية في حديث سمح للمستنير فهمي هويدي بأهرام 2/11/2004 الذي كتب يؤكد أن ثمة تلاعبا قد حدث في استطلاعات الرأي بين بوش وكيري يضيف صفحة جديدة إلى سجل الاحتيال الذي اتسمت به حملة الرئيس بوش من بدايتها. النكتة التالية أن بوش فاز وأن كيري أول من هنأه بفوزه ولم يشكك مطلقا في نزاهة العملية الانتخابية، اللهو المخفي في الموضوع أننا نسقط عليهم أمراضنا فنراهم أناسا محتالين ومزورين، ونحن من يتجرأ على التحدث عن الديمقراطية الأمريكية، ألا ترون أن المستنير لا يرى أين الاحتيال؟.

المهم يستطرد المستنير مردفا: إن تدين بوش يمثل تقاطعا غير مسبوق في التاريخ الأمريكي، حتى إن رئاسته تعد أول تجربة في تاريخ الولايات المتحدة تقوم على استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية. «لاحظوا الجملة الأخيرة».. سيدنا هويدي زعلان خالص من بوش لأنه يستغل الدين لتحقيق أهداف سياسية ويطعنه بهذا المطعن؟!. إذن على رأى سيدهم بن لادن: «إليك يا ربي المشتكي» انتبه قارئي فرغم أن سيدنا هويدي هو مفلسف الدولة الإسلامية المنتظرة فإن الشيخ «يوسف العبيري» أفتى بشأنه قائلا: «الزنديق فهمي هويدي، أنا باقول يجب قتله أفضل». أنا أراهن على مثل هذا الغباء.. أراهن على غباء الدموي، وعلى انتهازية المستنير، وعلى وصولية المعتدل، فهي تربيطات مفكوكة لابد أن تنتهي بتمزيق بعضها.. أراهن على أنهم سيقتلون بعضهم بعضا، وأراهن أنهم سيداهمون أصدقاء قضايانا من دول العالم بالتفجير وقطع الأعناق، فيستنفرون الدنيا كلها ضدهم.

أراهن على دفاعهم الكاذب المزور عن إسلام يريدونه كذلك لتستمر المنافع والسيادة على الناس، وتطبيقهم في السر ما يكذبونه في العلن، كما في الزواج السري لقرضاوي وخالد الجندي ومحمد جبريل والسويركي بالمرة، فالكل تجار دين يتاجرون بالرضا والنور، ثم يحملون للغلابة أمثالنا سيف مسرور. قرضاوي الديمقراطي يفتي بقتال الأمريكيين في العراق ولا يطلب من ابنه محمد ترك جامعته في فلوريدا ليلتحق بالمجاهدين، ولا من ولده الأصغر ترك الجامعة الأمريكية بالقاهرة طلبا للشهادة، وبينما كان يطالب بمقاطعة أمريكا وإنجلترا كان له ثلاث بنات يدرسن في إنجلترا ورابعة تدرس في تكساس. أعجبني هنا قول الدكتور أحمد الربعي: إن الشيخ قرضاوي مثل كثير من الشيوخ المتطرفين لا يموتون عادة ولا يستشهدون، ولا يحدث ذلك لأبنائهم الذين يتعلمون في أحسن مدارس الغرب.. فالقرضاوي الذي يعيش الرغد والعز في الدوحة يفتي بقتل المدنيين الأمريكيين، والأئمة الأربعة الشيعة الذين اجتمعوا في منزل السيد السيستاني في النجف ويعيشون تحت الاحتلال يطالبون بعدم استخدام العنف ضد القوات الأمريكية.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما

آخر تعديل بواسطة makakola ، 17-03-2005 الساعة 04:27 AM
الرد مع إقتباس