الحقيقة:6
ومن ذلك أن النبي لما قفل من بدر راجعاً إلى المدينة قتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ، ولم يقتل من أسارى بدر غيرهما ، وقصتهما معروفة .
قال ابن إسحاق : وكان في الأساري عقبة بن أبي معيط والنضر بن
الحارث فلما كان رسول الله بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله علي بن أبي طالب كما أخبرت ، ثم مضى رسول الله فلما كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط ، قتله عاصم بن ثابت .
وقال موسى بن عقبة عن الزهري : ولم يقتل من الأساري صبراً غير عقبة بن أبي معيط ، قتله عاصم بن ثابت ابن أبي الأفلح ، ولما أبصره عقبة مقبلا إليه استغاث بقريش ، فقال ، يا معشر قريش علام أقتل من بين من هاهنا ؟ فقال رسول الله : على عداوتك لله ورسوله وكذلك ذكر محمد بن عائذ في مغازية .
وقد روى البزار عن ابن عباس أن عقبة بن أبي معيط نادى : يا معشر
قريش مالي أقتل من بينكم صبراً ؟ فقال له النبي: بكفرك وافترائك على رسول الله.
وقال الواقدي : كان النضر بن الحارث أسره المقداد بن الأسود ، فلما خرج رسول الله من بدر فكان بالأثيل عرض عليه الأسرى ، فنظر إلى النضر ابن الحارث فأبده النظر ، فقال لرجل إلى جنبه : محمد والله قاتلي ، لقد نظر إلي بعينين فيهما آثار الموت ، فقال الذي إلى جنبه والله ما هذا منك إلا رعب ]فقال النضر لمصعب بن عمير : يا مصعب أنت أقرب من هاهنا بي رحماً ، كلم صاحبك أن يجعلني كرجل من أصحابي ، هو والله قاتلي إن لم تفعل ، قال مصعب : إنك كنت تقول في كتاب الله كذا و كذا ، و كنت تقول في نبيه كذا و كذا ، قال يا مصعب ويجعلني كأحد أصحابي : إن قتلوا قتلت ، و إن من عليهم من علي ، قال مصعب : إنك كنت تعذب أصحابه وذكر الحديث ، إلى أن قال : فقتله علي بن أبي طالب صبراً بالسيف .
قال الواقدي : وأقبل رسول الله بالأسرى حتى إذا كانوا بعرق الظبية أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح أن يضرب عنق عقبة ابن أبي معيط ، فجعل عقبة يقول : يا ويلي علام أقتل يا قريش من بين من هاهنا ؟ قال رسول الله : لعداوتك لله ورسوله . قال محمد منك أفضل ، فاجعلني
كرجل من قومي ، إن قتلهم قتلتني ، وإن مننت عليهم مننت علي ، وإن أخذت منهم الفداء كنت كأحدهم ، يا محمد من للصبية ؟ قال رسول الله : النار ، قدمه يا عاصم فأضرب عنقه فقدمه عاصم فضرب عنقه ، فقال رسول الله بئس الرجل كنت ـ والله ـ ما علمت كافراً بالله وبكتابه
وبرسوله، مؤذياً لنبيه ، فأحمد الله الذي هو قتلك وأقر عيني منك . راجع : الصارم والمسلول في شاتم الرسول 143.
الحقيقة:7
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّىُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَرَادَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقاً فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَتَسْتَعْمِلُ رَجُلاً مِنْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - وَكَانَ فِى أَنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيثِ - أَنَّ النَّبِىَّ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِيكَ قَالَ مَنْ لِلصِّبْيَةِ قَالَ « النَّارُ » . الترمذي 2686
الحقيقة:8
ومن ذلك أنه أمر يوم الفتح بقتل الحويرث بن نقيذ ، وهو معروف عند أهل السير ، قال موسى بن عقبة في مغازية عن الزهري ـ وهي من أصح المغازي ، كان مالك يقول : من أحب أن يكتب المغازي فعليه بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة ـ قال : وأمرهم رسول الله أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا من قاتلهم ، وأمرهم بقتل أربعة نفر : منهم الحويرث بن نقيذ .
وقال سعد بن يحيى الأموي في مغازية : حدثني أبي ، قال : قال ابن إسحاق : وكان رسول الله عهد إلى المسلمين في قتل نفر ونسوة، وقال: إن وجدتموهم تحت أستار الكعبة فاقتلوهم ، وسماهم بأسمائهم ستة ، وهم : عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وعبد الله بن خطل ، والحويرث بن نقيذ ، ومقيس بن صبابة ، ورجل من بني تيم بن غالب.
قال ابن إسحاق : وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أنهم كانوا ستة ، فكتم اسم رجلين وأخبرني بأربعة ، و زعم أن عكرمة بن أبي جهل أحدهم . قال : وأما الحويرث بن نقيذ فقتله علي بن أبي طالب.
وكذلك ذكر ابن إسحاق في رواية ابن بكي روغيره عنه من النفر الذين استثناهم النبي وقال اقتلوهم و إن وجدتموهم تحت أستار الكعبة : الحويرث بن نقيذ ، وكان ممن يؤذي رسول الله .
وقال الواقدي عن أشياخه : إن النبي نهى عن القتال وأمر بقتل ستة نفر وأربع نسوة: عكرمة بن أبي جهل ،وهبار بن الأسود ، وابن أبي سرح، ومقيس بن صبابة ، والحويرث بن نقيذ ، وابن خطل .
قال : وأما الحويرث بن نقيذ فإنه كان يؤذي النبي ، فأهدر دمه ، فبينا
هو في منزله يوم الفتح قد أغلق عليه ، وأقبل علي يسأل عنه ، فقيل هو في البادية ، فأخبر الحويرث أنه يطلب ، وتنحى علي عن بابه ، فخرج الحويرث يريد أن يهرب من بيت إلى بيت آخر ، فتلقاه علي وفضرب عنقه .
الحقيقة:9
ومما لا خفاء فيه أن ابن الزبعرى إنما ذنبه أنه كان شديد العداوة لرسول الله بلسانه ، فإنه كان من أشعر الناس ، وكان يهاجي شعراء الإسلام مثل حسان وكعب ابن مالك ، وما سوى ذلك من الذنوب قد شركه فيه وأربى عليه عدد كثير من قريش .
ثم إن ابن الزبعرى فر إلى نجران ، ثم قدم على النبي لم مسلماً وله
أشعار حسنة في التوبة والاعتذار ، فأهدر دمه للسب
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|