+++
+++ الظاهر الخرفيه سلف ودين مش اكثر +++
الصلاة على جثمان البابا كيرلس الراحل
ووضع جثمان البابا فى صندوق فاخر من خشب الساج الذى لا يسوس مبطن من الداخل بقماش أبيض ثمين وفتحته العلوية من البلور المتحرك , وكان إشتراه أحد المحال الكبرى لدفن الموتى من لبنان ووصل مصر يوم 8 مارس وكان شيئاً غريباً أن يتواجد مثل هذا الصتدوق فى مثل هذا الوقت - فى الصورة المقابلة الصندوق يحمله الكهنة فى طريقهم للكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية
وفى الساعة الخامسة صباحاً فى يوم 11 مارس 1971 م نقل الصندوق وبه جثمان قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس وأستقبله الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بالألحان المناسبة , ووضع أمام الهيكل الرئيسى على منضدة خاصة .. وهنا ألتف حول الصندوق رهبان دير مار مينا وهم يتلون الصلوات والمزامير والدموع لا تتوقف من عيونهم .
وتوافد الألوف من الشعب القبطى للكاتدرائية بأرض الأنبا رويس وأمتلأت الكاتدرائية التى تسع الألاف وأمتلأ المقدمة أمام الكاتدرائية وحولها الكاتدرائية بألاف أخرى ولم يكن هناك موضع لقدم .
وفى الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت صلوات طقس تجنيز الآباء البطاركة , وبدأ كبار رجال الدولة والسفراء الحضور لمشاركة الأقباط حزنهم لفراق راعيهم الصالح .
وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة عن البابا الراحل بالدموع والبكاء: " قال الوحى الإلهى : " عزيز فى عينى الرب موت أتقيائة " أعنى أن الرجال الأتقياء أو الذين يتقون الرب غال جداً فى عينى الرب موتهم , ولكن هذه هى إرادة الرب التى نخضع لها , لأن الرب فعل ..
لقد كان البابا كيرلس السادس له الشخصية الشيعى بالنعمة والبركة المملوءة رحمة وطهارة وأثماراً صالحة.
فعسير هلينا أن نقف لنرثيه .. عسير علينا أن نلقى نظرة الوداع على جثمانه الطاهر المسجى بيننا فى هذه الكاتدرائية العظيمة التى شيدها والتى يبذل الجهد عزيزاً ليتم بناؤها ويدوى بين ربوعها رنين أجراسها كما ترتفع الأصوات الملائكية من الشعب بالصلاة .
عسير علينا أن نتكلم عن هذه الشخصية العظيمة الضخمة التى كانت ثاقبة النظر فى المور العامة , راسخة فى الوطنية , رائدة فى الخدمة العامة بالأبوة والرعاية الكاملة .
كانت ساحة البابا كيرلس السادس متسعاً للجميع , وكان بابه مفتوحاً على مصراعية , للفقير قبل الغنى والصغير قبل الكبير , كان يقابل الجميع بترحاب ويصغى إليهم فى أناة وحب , لا تفارق الإبتسامة شفتيه ..
وكثيراً ما كان ينصحة أطباؤه بألا يرهق نفسه بتلك المقابلات التى لا تنقطع , وكان رجلاً والرجال قليل .
كان البابا الراحل محباً للسلام : " طوبى لصانعى السلام لأنهم يدعون أبناء الرب " .
وكان نشيطاً يعمل دائماً من أجل الكنيسة , وتسامعت الكنائس بنشاطه وبره فسعت إلى تعزيز صلاتها بكنيستنا ودعته لزيارة كنائسها وبلادها , ولكن عمله كان يشده دائما إلى حقله , يتعده بالغرس والصقل حتى يمن الرب عليه بالنمو الصالح .
ولم تقتصر زياراته على القاهرة والأسكندرية أو الأقاليم فى مصر , بل خرجت وأمتدت إلى الكرازة المرقسية , فزار أثيوبيا أكثر من مرة , ورحب به جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول , ترحيباً كبيراً , وفرح وهلل بزيارته مطوب الذكر البطريرك الجاثليق فى أثيوبيا ورجال الأكليروس والشعب , وأحسو فى قربه الأبوة الروحية الغامرة , وشعروا انهم أمام أب يعطف على ابنائة جميعاً , ولا يضن عليهم بثمرة حبه
وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت أديرة بما لا يتسع المجال لذكره الآن .
وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت الأديرة بما لا يتسع المجال لذكرة الآن .
وتوج الأعمال بتشييد هذه الكاتدرائية القبطية بتعزيز رئيسنا الراحل الخالد جمال عبد الناصر , وقد آزره صاحب الجلاله الإمبراطور هيلاسيلاسى , والشعب القبطى بالجمهورية العربية المتحدة (أسم مصر فى ذلك الوقت) .
إن التاريخ سوف يخلد لمثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فضائلة التى قلما تتوافر جميعها فى غيره , والتى كان أبرزها تواضعة الجم الذى لازمه راعياً متوحداً وكاهناً متعبداً , وبابا بطريركاً عظيماً على رأس كنيسة أم الشهداء الخالدة , التى قال عنها الرئيس أنور السادات .. حفظة الله , إن هذه الكنيسة القبطية ذات تاريخ مجيد مشرف يؤهلها لأن تتبوأ مكانتها المرموقة بين كنائس العالم .
والآن .. نحن نودع ابنا وحبيبنا وسيدنا البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس .. لقد غادر هذه الديار وأنتقل إلى الأمجاد السماوية حيث ينعم بجوار السيد المسيح وأعماله العظيمة تتبعه .
فإن فارقنا بروحه , وإن الجسد يرجع إلى معدنه الذى أخذ منه , إلا أنه خالد لا ينسى , ولن ننساه , ولن ينسى الوطن , ولن ينساه أحباؤه .
راقد على رجاء القيامة . فنم ياسيدى مستريحاً تتبعك أعمالك , ونحن ندعو الرب بشفاعتك وبصلواتك التى نرفعها أمام العرش الإلهى , إذكرنا ولا تنسانا , أذكر كنيستك لكى يرعاها الرب ويسوسها وبخدمها ويفلحها , ويقيم الراعى الصالح الذى يتبع خطواتك .
أذكر الوطن العالى أمام ربك لكى يحفظه من كل شر , ومن كل أمر ردئ , وأن يكتب سلامته وأن ينصره على من يعاديه .
إننى ياسيدى إذا تكلمت قد يخوننى لسانى , وقد تخوننى مشاعرى فمهما قلت لا اوفيك حقك , فقد كنت قديساً عظيماً بمعنى كلمة عظيم .
المصاب ضخم والمصاب كبير , ولكن مشاعر هذه النفوس ومشاعر هذه الشخصيات العظيمة التى واستنا , والتى إشتركت معنا خففت الألام .
شكراً جزيلاً للرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية العربية المتحدة الذى واسانا , شكراً لجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الذى أناب عنه مندوبه الذى أتى متحملاً السفر الطويل .
وشكراً لمندوب الرئيس السودانى النميرى .
[B]وشكراً لقداسة البابا بولس السادس حبيبنا الذى أناب عنه سفيره ومندوبه فى مصر الذى حضر بمجرد وصوله من إيطاليا وزارنا أمس بالبطريركية واليوم أيضاً .[/B]شكراً جزيلاً للسادة نواب الرئيس والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا , والسادة الوزراء , وأعضاء اللجنة المركزية ورجال الدولة , ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء .
وأنتم يا اصحاب الغبطة والقداسة وأصحاب الفضيلة ..لقد غمرتمونا بعطفكم , غمرتمونا بمشاعركم , فشكراً لقداسة الكاردينال إسطفانوس الأول والآباء المطارنه .. شكراً للبطريرك أغناطيوس يعقوب الذى أرسل مندوبيه من بيروت .
شكراً لنيافة المطران أثناسيوس أبراهام نائب غبطة البطريرك الإنطاكى للسريان ألاثوذكس .. شكراً للقس فيكتور هوارد مندوب مجلس الكنائس العالمى .
شكراً لنيافة المطران مندوب غبطة بطيرك الروم الأرثوذكس بالأسكندرية شكراً لنيافة غبطة كاثوليكوس امينيا .
شكراً للسادة رعاة الكنائس الإنجيلية ومندوب الكنيسة الأسقفية و ومندوب الكنيسة الروسية الأرثوذكسية , وجميع مندوبى الكنائس التى إشتركت معنا سواء فى تشييع الجنازة أو فى الصلاة أو فى الإشتراك معنا بمشاعرهم وبرقياتهم ورسائلهم .
شكراً للسادة السفراء ولؤساء بلادهم جمهوريين وملكيين وغيرهم ..
شكراً للشعب المصرى بجميع مواطنيه على مواساتهم ومشاعرهم الطيبة .. وشكراً لكم جميعاً .
ثم قام بعد ذلك رجال الدولة ووفود الكنائس والسفراء وقدموا العزاء لنيافة النبا أنطونيوس وللآباء المطارنة والأساقفة .
آخر تعديل بواسطة gaoun ، 15-04-2005 الساعة 02:36 AM
السبب: +++
|