كفاية والعصيان المدني وانتقام الرئيس حسني مبارك
كفاية والعصيان المدني وانتقام الرئيس حسني مبارك
ثلاثة أشهر ونحن نستجدي الحركة المصرية للتغيير ( كفاية ) أن تتبتى العصيان المدني في 2 مايو 2005، وقد خطونا خطوات متقدمة جدا رغم رفض أربع فضائيات استضافتي لشرح الدعوة للعصيان، وهناك عشرات الآلاف الآن من المتحمسين لبدء انهاء حكم الرئيس مبارك وأسرته مع شروق الثاني من مايو يوم يخرج المصريون في شم النسيم ليستمر العصيان المدني حتى يتم اعتقال الرئيس وحاشيته وتقديمهم لمحاكمة عادلة.
من يتابع مقالاتنا في الفترة الماضية لن يخطيء قراءة مشهد سيد القصر شمشون وهدمه المعبد عليه وعلى أعدائه.. أعني الشعب المصري، لكن ظلت الشكوك تحوم حول أي عمل وطني مصري لانقاذ شعبنا من برائن هذا الحكم المستبد.
قلنا ونؤكد بأن انفجارا هنا، وقنبلة هناك، وعملية ارهابية يدبرها الرئيس بدعم من أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قد تفجر غضب الشعب، لكنها أيضا قد تأتي بنتائج عكسية ضد أماني شعبنا وتطلعاته للتحرر من أسرة مبارك عندما يتم تطبيق قانون الطواريء بصرامة، ويأمر الطاغية باعتقال عشرات الآلاف، وتغمض الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والحكومات العربية أعينها بحجة أن أمن مصر من أمن المنطقة، وأن المستبد الحالي أفضل من المجهول.
الكرة الآن في ملعب القوى الوطنية وعلى رأسها حركة ( كفاية ) لتلتقط الثمرة الناضجة، وتعلن على لسان مؤسسيها وقادتها أنها تقف مع العصيان المدني في 2مايو 2005، وحينئذ ستلهث الفضائيات خلفها لاذاعة الخبر ، واستضافة القيادات والمثقفين والوطنيين.
كل البيانات جاهزة، وتعرّف عليها عشراتُ الآلاف من الطلاب والعمال والاعلاميين وغيرهم، ويمكن اعتبار ( خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني ) هو البيان الرئيس بعد ادخال تعديلات تناسب الحركة المصرية من أجل التغيير.
إنني آمل أن تتخلى قيادات المعارضة الوطنية عن مشاعر الاستعلاء والفوقية والغرور التي لا تناسب اطلاقا الوضع القائم، فبعد أيام قليلة، وقبيل اعلان الدكتور أحمد فتحي سرور ترشيح مجلس الشعب لمبارك الأب أو الابن، سيتم الزج بكل قيادات ( كفاية ) في السجون والمعتقلات تحت سوط قانون الطواريء، وسيقوم الرئيس حسني مبارك باعطاء توجيهات للتزوير في أوراق العدالة واتهام أعضاء من الحركة الوطنية بأنهم وراء الارهاب في مصر لاحداث فوضى والوثوب على الحكم.
الرجل، الخائف والمرتعش والهارب في شرم الشيخ، سيفعل كما فعل نيرون وأحرق روما، وجرائم أربعة وعشرين عاما شاهد على مستقبل مظلم إن لم يقف المصريون يدا واحدة.
لقد آن الوقت الذي تتوقف فيه كل الأقلام والألسن عن المقارنة الساذجة والمتخلفة والتي ترفع فيها حزبا على حزب، وتقدم أيديولوجية على أخرى، وترى الحكم أصلح إن اصبح من نصيب جماعة معينة أو فئة أو تجمع أو جبهة.
فليتحمل المصريون مرة واحدة مسؤولية انقاذ بلدهم دون الدخول في متاهات الشكوك عمن سيحكم مصر في المستقبل، ولتصدر كل الأحزاب بيانات وحدة وطنية تؤكد انصهار الاخوان المسلمين والأقباط واليساريين والشيوعيين والمستقلين والوفديين واليمينيين وغير المنتمين في كلمة واحدة متسامحة من أجل مصر.
إن غضبي على النظام وعلى مجرمي العمل الارهابي لا يقل عن غضبي على صراعات آنية حمقاء يظن فيها كل حزب أو تجمع أو صاحب عقيدة أو مذهب أو فكر أنه أعلى وأفضل من الآخرين.
مرة أخرى نؤكد أن الكرة في ملعب ( كفاية )، وأن عهد المظاهرات قد ولى فالقبضة الحديدية لقانون الطواريء ستحجز زنزانة قذرة في سرداب تحت الأرض لكل معارض مصري شريف، ولكل عضو في ( كفاية )، والرئيس حسني مبارك الذي قيل بأنه يتفاوض عبر كبار متزلفيه ليهديء من مظاهرات الحركة المصرية من أجل التغيير فعل ذلك تمهيدا لانفجار الأزهر.
حريق القاهرة سيكون أخف وطئة وأقل خسائر من غضب الرئيس حسني عندما يشعل الوطن كله من أجل البقاء في الحكم.
وليتوقف المصريون عن فلسفة الاتهامات المتبادلة التي أمدت في عمر النظام أكثر من عقدين، ومن كان يحب مصر وأهلها وشعبها فقد آن الوقت للعمل التطوعي الجماعي.
العصيان المدني في 2 مايو 2005 سلمي وشعبي وهاديء وتمرد ضد السلطة، ورفض واحتقار لاستمرارها، وانقاذ عاجل لمصر قبل أن يقوم الرئيس بتسليم استقلال الوطن لأمريكا أو اسرائيل من أجل بقاء أسرة مبارك فوق رؤوس شعبنا.
ايها الاخوة المناضلون في كل مكان
أيها العاشقون لأرض الكنانة
أيها العمال والطلاب والاعلاميون والمثقفون
أيها القضاة والمحامون ورجال العدالة
أيها المستقلون والمعارضون والشرفاء والوطنيون
أيها المصريون في كل مكان
الرجل وأسرته وحاشيته وأعوانه ولصوص مصر ونهابو الوطن يعدون لكم جحيما سيجعلنا نبكي دما في يوم من الأيام لأننا كنا أجبن من الفئران، وأننا كنا ننظر ببلادة وسذاجة وبرود ومشاعر متجمدة لأي دعوة تُحرر أمَّ الدنيا من ذئاب تنهش في لحمها أربعة وعشرين عاما.
أيها المعارضون وأعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير، تقدموا، واحملوا مشعل التحرير، وتبنوا العصيان المدني في 2 مايو 2005، وارتفعوا فوق مشاعر الاستعلاء، واسحبوا البساط من تحت أقدام منافقي المعارضة الذين فاوضوا النظام وباعوا وطنهم بثمن بخس.
أيها المصريون الأحرار
لقد بح الصوت، وضخ القلب أوجاع الوطن كله، وكاد مداد القلم ينفد وأنا أحاول ايصال آهات الموجوعين من أبناء بلدي والغارقين في عرقهم بحثا عن لقمة العيش ، والمعذبين في أقبية السجون وتخشيبات أقسام الشرطة، لكن حالة من الصمم أصابت شعبنا إلا قليلا منه.
ثلاثة اسابيع فقط قبل الثاني من مايو ، يوم شم النسيم عندما يأخذ قانون الطواريء عطلة لعدة ساعات، وتخرج مئات الآلاف من العائلات والأطفال والنساء لتتحول بهجة النسيم إلى نسمة حرية انتظرناها أربعة وعشرين عاما، ثم يمتنع الجميع عن الذهاب للعمل في الأيام التالية أو المدرسة أو الجامعة أو المصنع وتتوقف الحركة كلها أمام وكالات الأنباء والفضائيات والبعثات الأجنبية والعالم كله يشهد كسر المصريين قيد الاستعباد والاستغفال الذي تركوه سنوات طويلة خوفا ورعبا وفزعا من رد فعل النظام الارهابي.
أيها المصريون
من كان منكم على قناعة بأن تحرير مصر واجب وطني وقومي وأخلاقي وديني، وكان يرى أن العصيان المدني هو الكي النهائي لجرح الوطن الغائر، فليقرأ بيان ( خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني )، وينسخه قدر ما يستطيع، ويتولى توزيعه الآن ( مع هذا المقال )على كل من يعرف.
يا أبناء بلدي وعشقي وحبي
ألم يأن الوقت أن تثوروا لكرامتكم ولو مرة واحدة ؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
Taeralshmal@gawab.com
Fax: 0047+ 22492563
Oslo Norway
|