عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-05-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

6 – الحجر الصغير مقابل السيف والرمح ، والفتى الصغير مقابل رجل الحرب العملاق

مفاهيم القوة عند الله تختلف تماما عنها لدى البشر ، فالبشر احضروا رجلا وثنيا وحشيا عملاق القامة ، ورغم ان جسمه الضخم لا يجعله يحتاج لاسلحة اضافية الا انهم سلحوه بسيف ورمح !!!!

لكن الله اعد له فتى صغير، مؤمن ، وقلبه ملتهب بمحبة ربنا وبالغيرة على اسمه القدوس ، وكان هذا هو سلاحه االروحي لفتاك . كما امده الله بسلاح مادي رمزي عبارة عن حجر صغير ومقلاع (نبلة تستخدم في صيد العصافير) ودارت المعركة الغريبة ،ورأينا الفتى الصغير يتقدم بجسارة وثقة قائلاً مقولته الشهيرة :

- انت تانتيني بسيف ورمح وانا اتيك بقوة رب الجنود-

وانتصر الفتى الصغير على العملاق ، وهكذا تغلب الحجر الصغير على السيف والرمح ! وهذا هو سر قوة الاقباط!!!!

7 سر قوة الاقباط

+ صلب المسيح في وضح النهار وراه الناس وهو يتالم ، ولكنه قام في الفجر ببهاء ومجد عظيم دون ما يراه أحد!!

انه تواضع الاقوياء بابتعادهم عن استعراض القوة.

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهارا ، ورأها كل العالم تنزف دماً في عصر الاستشهاد ، لكنها قامت فجرا حينما هزمت الامبراطورية الرومانية الوثنية وقضت عليها قضاءا تاماً !!!

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهارا عندما اتحد ضدها االاباطرة الاريوسيون ، وقيل إن المسيحية التي دافعت الكنيسة القبطية عنها دفاع الدم ، كادت أن تتلاشى تحت مطارق الاريوسين ، وبدا الأمر مظلماً للغاية ، فالكثير من الأساقفة في العالم رضخوا للسيف الأريوسي ، وانكروا الإيمان ، بل وهاهو أسقف روما ( ليباريوس ) بكل ما يمثله من سلطات في الغرب ، هاهو لا يحتمل النفي والتعذيب لأكثر من سنتين ، فيعلن استسلامه لقوى الظلمة ويوقع على مرسوم كفره بالمسيح الإله المتجسد ، ليعاد مرة ثانية إلى كرسيه !

بينما واصلت الكنيسة القبطية الصمود في شخص ابنها البار البطل القديس اثناسيوس ، وشعبها ، فقامت في الفجر ومعها ( قانون الإيمان ) ، وثيقة الكرامة والشرف والقوة والانتصار ، وقدمت انتصارها هذا إلى كل مسيحي العالم ، رغم أنهم يتعمدون الآن طمس هذا الانتصار العظيم!!!

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهاراً عندما اتحد النساطرة واشياعهم ضدها ، ووصل الأمر إلى حد ايداع القديس كيرلس الكبير في السجن ! لكنها قامت فجراً ومعها مقدمة قانون الإيمان .

وأعيد صلبها مرة ثانية ، عندما تآمرت ضدها الإمبراطورية الرومانية بشقيها الروماني والبيزنطي ومعهما خونة أساقفة المشرق ، وبقية المشايعين لنسطور ، لكنها قامت في الفجر مدافعة عن استقامة الايمان ، وسقطت روما وسقطت القسطنينية واندثرت كنيسة المشرق النسطورية ،وبقيت الكنيسة القبطية مزدهرة .

+ صلبت الكنيسة القبطية ومعها شعبها نهاراً حينما تعرضت للغزو العربي ، ومرت عليها أحداث تاريخية خطيرة كادت أن تقضي تماماً على الوجود المسيحي في مصر بفعل الإبادة والأسلمة ، لكنها قامت فجراً بشهادتها للمسيح وحفاظها على شعبها ، ولا تزال تمثل أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط ، ولعل هذا ما يفسر خوف الذئاب منها

8 – خوف الذئاب من الحملان

في الطابق الثاني من رابطة العالم الإسلامي بمكة ، يوجد مكتب خطير أسمه ( مكتب الرعاية والارشاد ومناهضة الأفكار الهدامة ) وكان يرأسه في سنة 1987 شيخ إندونيسي داهية يتحدث العربية بطلاقة ، والمكتب يخضع مباشرة لمعالي الدكتور ..... الأمين العام للرابطة ، والمقصود بعبارة ( مناهضة الأفكار الهدامة) هو الدين المسيحي ، والذي يحتل حيز كبير من اهتمام المكتب ، ويليه جهات أخرى ، مثل اليهودية ، والشيوعية ، والعلمانية ، والشيعية .

والمكتب يتابع ويترصد كل ما يصدر في جميع انحاء العالم من كتب وابحاث مضادة للاسلام بشكل عام ، والوهابي بشكل خاص ، وتحتل الكنيسة القبطية مكاناً بارزاً .

ومن أطرف واغرب تعريف لتبرير خطورة الكنيسة القبطية على هؤلاء ، هو قوة إيمان رجال الكنيسة القبطية وشدة اصرارهم في الدفاع عن صحة الدين المسيحي واظهاره على أنه الطريق الوحيد المؤدي للخلاص

وكل الملفات المتعلقة بالكنيسة القبطية تخلو تماماً من وجود أي خطر مادي ، أو تحالف دولي ، بل خطر روحي أيماني محلي ، أي منبته مصر ، وليس مستورد من الخارج ، وهذا وسام شرف للكنيسة القبطية وشعبها .

9 – بالإيمان نرى الذئاب كتاكيت !!!

+ زارني في شهر مارس عام 1987 مندوبٌ عن الجماعات الإسلامية وطلب مني اعداد بحث يتناول البنية التحتية للكنيسة القبطية ، لاحتياج الجماعات إليه في صراعهم ضد الكنيسة ، وأبلغني إن الجماعات قررت اغتيال قداسة البابا شنودة - ولم يكن يعلم هذا الشيخ إنني أصبحت مسيحياً منذ ثلاث شهور فقط - !!!

فشعرت بهلع وجريت إلى أبونا المتنيح القس : بولس شاكر ، لأقص عليه الحديث الذي دار بيني وبين هذا الشيخ ، وطلبت منه بطريقة طفولية ان يحذر قداسة البابا ليتخذ اجراءات احتياطية مضاعفة لحمايته !!!

فضحك أبونا بولس ، وقال لي :

انت يا ابني لسة جديد في المسيحية ، ولسة عيل صغير في الإيمان ، فكنيستنا لا تبدي أي خوفاً أم مجرد اهتمام لتهديدات هؤلاء الذئاب التي نراها وكأنها شوية كتاكيت ! ، لأن الكنيسة بحسب وعد المسيح لها لن تقوى عليها كل ابواب الجحيم ، واسم قداسة البابا كما تعلم ، هو موضوع على قائمة الاغتيالات من سنوات طويلة ، ولا جديد في الموضوع .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس