10 – إيمان الأمهات القبطيات
كانت اجابة ابونا بولس الواثقة والمفعمة بالشعور بالسلام وسط الحروب ، بمثابة الإجابة الشافية لتساؤلي عن سر قوة الاقباط ، واعطتني دافعاً قوياً في بداية عهدي مع المسيح ، لاستهين بالمخاطر المنظورة ، ناظراً الى حماية الإله القدير ، وكنت أتعجب كثيراً من خوف بعض الأقباط ، ومن الهالة الكبيرة التي يحيطون بها أعداؤهم فيعطونهم حجماً أكبر من حجمهم ، بينما هم في الحقيقة مجرد فقاقيع هواء ، وعلى رأي أمي رحمها الله ، وهي للعلم قبطية صعيدية :يا ابني ال**** النباحة ما بتعضطش ، وحتى لو عضت ما بتعورش ، ومسيحنا أقوى ، والدليل على كده لما أخذوك مني وأنت طفل صغير ، افتكروا ساعتها انهم انتصروا على ام مسيحية أرملة وغلبانة زي ، ولفت الايام ودارت السنين وبقيت شيخ عندهم ، لكن المسيح جابك واخرجك من بين أنيابهم ، وجابك منين ؟ من داخل الكعبة نفسها ؟! في اكبر صفعة ليهم ، وجابك مش وحدك ، بل ومعاك واحدة منهم ، ومش أي واحدة ، لا ، دي بنت نفس الشيخ اللي اخذك مني وأنت طفل ؟
كل الحاجات دي درس وعبرة لقوة مسيحنا القدوس ، ومين يصدق أني جالسة أمامك دولوقت على مكتبك جوه البطريركية ، وانت عمال تجيب الناس للمسيح بعد ما ضلت عن الحظيرة ، ومش كده وبس ، دا أنت وكمان بتجيب الخراف التانية ؟
11 – المسيح محا عارنا ورد اعتبارنا
قالت هذا ثم بكت من شدة الفرح ، وكامرأة قبطية بسيطة ، اطلقت زغرودة تعبيراً عن ابتهاجها بقوة عمل الرب، ثم فوجئت بها تخر ساجدة للمسيح ، قائلة له أشكرك يا رب لأنك محيت عاري ورديت اعتباري واطلت في عمري حتى ارى ابني وقد عاد إليك بعدما حولته من شيخ مقاوم الى خادم ملتهب بالغيرة على اسمك .
12 – الإيمان المسلم مرة للقديسين
أمي هذه لم تدرس علم للاهوت ، ولم تسمع شيء أسمه لاهوت مقارن ، لكنها تسلمت من الكنيسة إيمان راسخ مفاده إن السيد المسيح هو الله الكلمة المتجسد ، الإله القادر على كل شيء ، ونظراً لأنها كانت أرملة فقيرة ولديها سبعة أطفال أيتام ، فكانت تبدأ صلاتها البسيطة بهذه العبارة المؤثرة : يا رب أنت قلت أنا أبو اليتيم وزوج الأرملة ..
كانت تحفظ الموعظة على الجبل ، ومولعة جداً بالمزامير ، وبرسائل بولس الرسول ، وبرسالتى يعقوب الرسول .
أمي تسلمت إيمانها المسيحي البسيط من الكنيسة التي تسلمته بدورها من رسل المسيح نقلاً مباشرة من فمة القدوس، بهذا الإيمان خاضت أمي مواقف صعبة وخطرة بسبب كونها أمي ، ورغم ذلك بقى إيمانها قوياً لم يهتز ، حتى انتقلت بسلام ، لترتاح من زوار الفجر المزعجين ، واستدعاء المباحث الكريه.
وقد رأيت في خدمة الحالات الخاصة نماذج مشرفة كثيرة للأم القبطية منهن تلكم الأم العجوز ( عمرها 70 سنة ومنحنية الظهر وتسير على عكاز ) التي هاجم معاون مباحث قسم الزاوية الحمراء بيتها فجراً ، للقبض على ابنتها وأخذ أطفالها الأربعة منها بحجة أن زوجها دخل في الاسلام ليتزوج من مسلمة ، فلما لم يجد ابنتها ، سألها عن مكانها ، فقالت له بشجاعة نادرة : لن أعيش أكثر مما عشت ولن أخون ربي وأدلك عن مكانها ومكان أولادها .
فصفعها على وجهها ، واقتادها لقسم الشرطة ، وهناك دفعها بيده فسقطت أرضاً ، وظلت واقعة على الأرض لصباح اليوم التالي ، حتى حان موعد عرضها على النيابة ، وافرج عنها وكيل النيابة ، فجاءت لي في البطريركية تتوكأ على عصاها لتحكي لي بزهو وفخر عما حدث لها ، فلم أتمالك نفسي من شدة الانفعال ، فبكيت ، وأمسكت يديها وقبلتهما ، وقبلت رأسها ، وقلت لها : ما أعظم ايمانك ايتها الأم .
وسر الأقباط يكمن في شجاعتهم وعدم خوفهم من سلاطين الظلمة .
13- فلماذا تخاف يا أخي ؟ وممن تحاف ؟
فلماذا تخاف يا أخي ؟ وممن ؟
أتخاف من آل سعود ؟
من هم آل سعود ؟
ومن هو السادات ؟
ومن هو مبارك ؟
ومن هو العادلي ؟
ومن هو بتاتوني ، وشقلاوني وحاتموني ؟!
ومن هم الأخوان المسلمين الذين يهددونا بهم الآن ويقولون أنهم سيمسكون الحكم في مصر ؟
يعني هايكونوا أوسخ ممن سبقوهم ؟ وها يعملوا فينا إيه أكثر من اللي عملوه أباؤهم ؟
ومن كل هؤلاء المهرجين الذين انزعجت منهم من أمثال : عبد الحميد كشك ، وعمر عبد الرحمن ، ومتولي الشعرواي ، والظواهري ، والقرضاوي ، وعمارة ، وعمرو ، وهويدي ، وأبو حمزة ، وأبو قتادة ، وأبو فصادة ! (ياسرالسري)، والدكتور :زعلول ، والدكتورة أم الخلول !؟ ( أم الخلول هو اللقب المفضل لدي الذي اطلقه على الكاتبة الإسلاموية الإخوانجية د.صافي ناز كاظم) أنهم لا شيء أمام العمالقة الذين هم بالحقيقة عمالقة، ورغم ذلك فلقد تم سحقهم تحت الصليب ، فين نيرون ؟ فين دقلديانوس ؟ كلهم ماتوا وألقوا في مزبله التاريخ ؟
14- العبرة بالنهاية
أقول للاقباط ، ولبقية أشقائي المسيحيين الشرقيين ، إنما العبرة بالنهاية ، وحتى فيما يتعلق بالأسلمة ، فكم من مرة رأيناها لا تختتم بانتصارات التوبة والرجوع للمسيح ، فحسب ، بل ويتعداها أيضاً انتصارات التنصير ؟
لذلك فما أحوجنا في ظل هذا السيل الجارف من أخبار الهزائم التي نسمعها في مجال أسلمة الفتيات المسيحيات في مصر ، أن نستمع إلى الجانب الآخر من المسألة ؟
وأعني اخبار رجوع المتأسلمات والمتأسلمين ثانياً للمسيحية حاملين في أياديهم باقات من الزهور عبارة عن العديد من نفوس المسلمين والمسلمات الذين تمكنوا ( أبان فترة ارتدادهم ) من ربحهم للإيمان المسيحي، فعادوا بها كهدايا مقدمة للمسيح ، وكأنها بمثابة اعتذار للسيد عن اداؤهم غير الجيد في منتصف جولات المبارة.
فشاول المجدف والمفتري والمضطهد ، هو ايضا بولس الكارز المسيحي العملاق.
وذاك الشيخ المسلم الحقود الذي كان يأسلم المسيحيين ، هو أيضاً ذلك الخادم الملتهب بالغيرة على خلاص النفوس للمسيح. إن لفي ذلك درساً وعبرة فاعتبروا يا اولى الألباب !!!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|