من مقالات الدكتور : أحمد صبحي منصور
1
ليس دفاعا عن العفيف الأخضر بل دفاعا عن علمانية الاسلام
1- فى سنة 1992 قدم لى صديقى الراحل د. فرج فودة بعض كتب راشد الغنوشى طالبا أن أكتب مقالا فى الرد عليها لينشر فى تونس . اعددت بحثا يتتبع الجذور الفكرية للغنوشى ويحلل هذا النمط من تفكير شيوخ الاعتدال فى الحركة السلفية الوهابية الاخوانية . ضاع البحث ولم تكن ظروفى المالية وقتها تمكننى حتى من الاحتفاظ بصورة منه.
فى العام الماضى بعد عام من زيارة بحثية لجامعة هارفارد فى بوسطن اتصل بى بعض المثقفين من بوسطن طالبين الانضمام اليهم فى الوقوف ضد مشروع بناء مسجد متطرف يشرف عليه القرضاوى والعمودى –الذى دخل السجن الامريكى بسبب مؤامرة اعترف بها لاغتيال ولى نعمته الأمير عبد الله ولى عهد السعودية- كان المطلوب منى هو تحديد ماهية المسلم المعتدل من المسلم المتطرف.
وجدت نفسى ثانيا اتعامل مع أخطر طائفة انتجتها الحركة الوهابية فى عهد الملك عبد العزيز منشىء الدولة السعودية الثالثة الحالية ، وهو المنشىء الحقيقى لحركة الأخوان المسلمين فى مصر على غرار حركة الأخوان الوهابية فى نجد.
2- الأخوان فى نجد كانوا أعرابا شديدى البأس أرضعهم عبد العزيز وشيوخ الوهابية الجهاد على انه تكفير وقتل كل من ليس وهابيا . بقوتهم الحربية وبلائهم فى القتال وحبهم فى الوصول الى الجنة او الغنائم – كما صور لهم شيوخهم – تمكن عبد العزيز من توسيع املاكه الى أن ضم الحجاز وسيطر على الحج واتصل من خلاله بكل طوائف المسلمين وأعيانهم وتمكن من تصدير الوهابية للخارج.
الاستيلاء على الحجاز كان نقطة فارقة فى علاقة عبد العزيز بالأخوان النجديين. تصاعد بينهما الخلاف الى أن ثاروا عليه فقطع دابرهم فى موقعة السبلة وقضى على زعمائهم فيصل الداويش وبجاد العتيبى وابن حثيلين فيمابين 1929- 1930، بعدها اطلق على الدولة الجديدة اسم عائلته " السعودية" سنة .1932 .
3- كان عبد العزيز يدرك انه بالاستيلاء على المنطقة الشرقية و الحجاز قد وضع الغاما تحت عباءته ، فأعداؤه الشيعة والصوفية فى الداخل ، والشيعة على مقربة منه فى ايران، وخصومه من ابناء الشريف حسين المطرود من الحجاز قد أصبحوا ملوكا على العراق والأردن، ثم هناك علاقته الحدودية المتوترة باليمن وعداء شيعة اليمن الزيدية له. الأهم من ذلك هو مصر التى قضت على الدولة السعودية الأولى ودمرت عاصمتها الدرعية سنة 1818 وارسلت حاكمها ابن سعود ليلقى حتفه فى الآستانة.
مصر تعتبر الحجاز تابعا لها وهكذا كان منذ الدولة المملوكية ، ومصر هى التى تتكفل بنفقاته وكسوة الكعبة ولا يمكن أن ترضى على استيلاء عبد العزيز عليه، وفعلا حدث صدام بين القوات المصرية المرافقة للمحمل والأخوان الذين اعترضوا على الموسيقى ودخول المشركين المصريين الى البيت الحرام.
كان لا بد من حل سياسى مع مصر يتمكن به عبد العزيز من اطالة عمر دولته الوليدة المحاصرة بالأعداء فى الداخل والخارج. لذا عمل عبد العزيزعلى تغيير التدين الصوفى السنى المعتدل فى مصر الى تدين سنى وهابى متشدد لتحويل مصر الى عمق مساند للدولة الجديدة بدلا من أن تكون عمقا مناوئا يقضى عليها عاجلا أو آجلا كما حدث من قبل.. عن طريق اثنين من عملائه السوريين فى مصر وهما رشيد رضا ومحب الدين الخطيب تحولت الجمعية الشرعية – اكبر جمعية صوفية مصرية – الى جمعية سلفية وهابية، وانشئت جماعة أنصار السنة لتكون ركيزة للفكر السلفى بقيادة الشيخ حامد الفقى ، ثم تطور الأمر بانشاء الشبان المسلمين – حركة شبابية شبه عسكرية. كل ذلك فيما بين 1926 الى 1927، ثم أخيرا تم اختيار شاب عبقرى من الشبان المسلمين هو حسن البنا لينشىء حركة سياسية لقلب نظام الحكم فى مصرهى " الأخوان المسلمين" سنة 1928
__________________
معجزة محمد الواحدة والوحيدة هى أنه أقنع من البشرالمغفلين مايزيد على مليار ونصف يصلون عليه آناء الليل واطراف النهار
ومن المؤكد أنه لن يعترض على كلامي هذا إلا غلماانه نازفى المؤخرات وحورياته كبيرات المقعدات
" كن رجلا ولا تتبع خطواتي "
حمؤة بن أمونة
آخر تعديل بواسطة knowjesus_knowlove ، 21-05-2005 الساعة 01:48 AM
|