اضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الإسلامى
أحمد صبحى منصور
قصة هذا البحث
1-فيما بين 1977-1980 كنت فى صراع مع شيوخ الأزهر، كانوا يصممون على تغيير ما كتبت فى رسالتى للدكتوراة لأنها تنشر حقائق لا يريدون اظهارها،وأنا مصمم على مناقشة كل المسكوت عنه طلبا لأصلاحه. كان من بين ما أثار حفيظتهم فصل فى الرسالة عن التعصب الدينى ضد الأقباط فى مصر المملوكية بتأثير شيوخ التصوف. أخيرا وصلنا الى حل وسط فى صيف 1980 وبمقتضاه حذفت ثلثى الرسالة، وهما بابان كبيران عن أثر التصوف الدينى والأخلاقى. واكتفيت ببحث آثاره السيئة فى النواحى السياسية والاجتماعية والعلمية والعمرانية..الخ. بمقتضى الاتفاق كنت ملزما بحذف فصل التعصب الدينى لأنه يقع فى الباب الدينى، لكننى احتلت على ابقائه بأن أعدت ترتيب الباب السياسى وأضفت اليه الفصل الخاص باضطهاد الأقباط كأحدى ثمار العلاقة السياسية بين الشيوخ والمماليك. ونجحت فى فرض رأيى على الشيوخ الذين لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون .
2- فى أول كتاب لى " السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة" سنة 1982نشرت بعض أجزاء رسالتى التى نوقشت ومنها مؤامرة الشيوخ الأحمدية واحراقهم الكنائس المصرية فى وقت واحد. وكنت أول من أماط اللثام على هذه الفاجعة وحققها تاريخيا وأنا الوحيد الذى عرف شخصية المدبر لهذه الحادثة والذى عجزت السلطة المملوكية عن الوصول اليه، اذ كان الرئيس السرى لتنظيم شيعى فشل من قبل زعيمه- السيد البدوى –الولى المشهور حتى الآن - فى قلب نظام الحكم المملوكى فانتقم الاتباع فيما بعد باحراق الكنائس ليوقع الخلل فى الدولة المصرية ليسقطها من الداخل وكاد أن ينجح.
3- فى سنة 1984 قررت على الطلبة فى الجامعة عدة كتب من تأليفى كان منها كتابى " شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى" وعقدت فيه فصلا عن اضطهاد الأقباط بعد الفتح الاسلامى ، كان أول وآخر كتاب مقرر فى جامعة الأزهر يقدم للطلبة هذه الحقائق وينبه على مخالفتها للاسلام.
4- كل هذا ولم أكن قد قابلت فى حياتى مصريا قبطيا ولم أكن قد تعاملت مع أى منهم بحكم بيئتى الأزهرية. وظللت هكذا بعيدا عن الأقباط أدافع عنهم دون معرفة حتى بعد تركى الأزهر الى أن تعرفت بصديقى طيب الذكر الدكتور فرج فودة ، فتعرفت من خلاله على كثير من الأقباط ،منهم من أفخر بمعرفته حتى الآن ومنهم من أعتذر عنه لنفسى امام نفسى معللا تعصبهم بقسوة الاضطهاد الذى تحملوه.
5- حين انطلق شيطان التطرف يقتل الأقباط فى الصعيد وغيرها فى أوائل التسعينيات كونت مع مجموعة من المصريين النبلاء ( الجبهة الشعبية لمواجهة الارهاب ) وكنت مقررها الفكرى ومستشارها الدينى، وكان لها نفوذ تبرعت به الدولة وقت ضعفها أمام سطوة الجماعات الشيطانية فى الصعيد والأحياء الشعبية بالقاهرة فكنا نذهب الى معاقل التطرف نزور الضحايا ونهاجم الجناة ونندد بهم فى لقاءات مفتوحة فى وقت قبع فيه كتبة الحكومة وخدمها داخل مكاتبهم مذعورين وبعضهم أخذ يغازل المتطرفين بين سطور كتاباته يحجز لنفسه مكاتا فى الاتوبيس القادم. بعد أن استعاد الحكم المستبد سيطرته اتبع معنا سياسة " الاستدعاء والاستغناء " أى يستدعينا اذا احتاج ويستغنى عنا اذا لم يعد محتاجا لخدماتنا التطوعية . طالبنا بتفعيل دورنا الفكرى لنقطع دابر التطرف الفكرى بعد كسر حدة الهجمة الارهابية العسكرية ولكن الحكم الاستبدادى كشر لنا عن أنيابه فتوارينا عن الانظار خوف الاعتقال – ومعظمنا ذاق مرارته. الا اننى واصلت الطريق من خلال الجمعية المصرية للتنوير ثم مركز ابن خلدون وندوة ابن خلدون الاسبوعية والمقالات الاسبوعية والشهرية فى الصحف المصرية.
__________________
We will never be quite till we get our right.
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"
( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )
|