اعتراف ولكن...!
رامز فيلد، اذ يتجرع سم الاعتراف بحتمية الفشل الامريكي في قهر المقاومة ، كما فعل حلفاءه اعداء العراق الاخرين، يطرح الغطاء ويمهد لتنفيذ خطة سبق وان فشل تطبيقها خلال السنتين السابقتين، والغطاء هو القول بأن من سيتولى مسؤولية القضاء على المقاومة هو القوات العراقية، ولذلك قال هو ورئيسه بأنه قد تم اكمال تدريب عدد من العراقيين اكثر من عدد القوات الأمريكية. ولكي ندرك طبيعة هذا القول كغطاء مهلهل لابد من الاشارة إلى الوجه الآخر لهذا القول، وهو اعتراف جنرالات ومسؤولين امريكيين بأن القول بإعداد عدد من العراقيين يفوق عدد القوات الأمريكية ادعاء غير صحيح الا نظرياً، لأن الواقع في العراق يؤكد بأن من دُرب غير مستعد للقتال، وهو يهرب ما أن يبدأ اطلاق النار فتجبر القوات الأمريكية على تحمل نتائج المعارك وحرها!
وقد اعترف الجنرال الامريكي الذي قاد معركة القائم قرب الحدود مع سوريا، بأن ما يدعى ب(الحرس الوطني) العراقي قد تبخر ما أن بدأ هجوم المقاومة ، فمن أصل 400 جندي بقي 30 فقط! ومن بقوا اختبأوا في أماكن بعيدة عن مكان اطلاق النار! وهكذا اضطر الجيش الامريكي لخوض معركة ضارية باهضة التكاليف انتصرت فيها المقاومة!
أما الخطة التي يلمح رامز فيلد اليها فهي قديمة- جديدة، وتقوم على الانسحاب الامريكي من المدن أولاً وترك ما سمي بـ (الحرس الوطني) ليقاتل المقاومة، وبما انه عاجز عن الصمود بوجهها لاسباب اضحت معروفة فإن البديل المتبقي لدى أمريكا وانصار الاحتلال هو الحرب الطائفية. بعد أن تيقنت أمريكا أن غزوها للعراق كان خطأ ستراتيجياً فادحاً، وان انسحابها التام أمر لامفر منه، اذا ارادت تجنب انهيار امريكي شامل في العراق وفي العالم ، وقبل هذا وذاك داخل حدودها الاقليمية، فعليها التخلي التام عن الاهداف الاصلية لغزو العراق وتطبيق خطة تقسيم العراق.
العراق رقم غير قابل للقسمة
لكن مالم تستوعبه اميركا حتى الآن هو أن العراق ليس كيوغسلافيا جاهز للتقسيم، فهو يتشكل من نسيج وطني فولاذي، فشلت كل محاولت التقسيم السابقة بفضل متانته، كما اثبتت تجربة السنتين الماضيتين، ومن ابرز مظاهر نسيجه الوطني المتماسك هو المظهر الأحدث والاعظم : طبيعة تشكيل المقاومة العراقية، فهي تمثل الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي، فالكل مشاركون فعالون في المقاومة ولهم مصلحة اساسية في طرد الاحتلال. من هنا فإننا واثقون ، كإيماننا بالله ، من أن أية فتنة طائفية أو عرقية لن تنجح وان الفترة القريبة القادمة ستشهد انتصار مقاومة الشعب العراقي، ودحر الاحتلال وعودة العراق قوياً ومعافى.
ألعراقيون اشتهروا بكره التزويق (المكياج) وتفضيل جمال الوجه الطبيعي، ولئن كان رامزفيلد قد حاول تلطيخ وجه الاحتلال بمكياج ثقيل وفاقع الالوان يصلح للسينما، واميركا كلها سينما، فأن العراق اعتاد على استخدام (حمام البخار) لإزالة ليس فقط (المكياج) ، بل وللفظ كل الخلايا الميتة الملتصقة بجسده. المقاومة العراقية بنت اعظم حمام بخار شهده العراق، وشرع بغسل شوارع العراق مما علق بها من قاذورات امريكا ونفاياتها، وهم ****ها الناطقين بالعربية والفارسية، وتنظيف وجه العراق من المكياج الهولي وودي، الذي اراد ان يقدم العراق بوجه طائفي – عرقي، لذلك فإن من يريد أن يرى اللقطة الأخيرة من المشهد العراقي، عليه أن يركز بصره
على تعابير وجوه المسؤولين الامريكيين حينما يتحدثون عن العراق، خصوصا رامزفيلد لانه اخذ يفقد شمع وجهه بفعل نيران المقاومة العراقية الباسلة.
salahalmukhtar@hotmail.com
صلاح المختار
شبكة البصرة
الجمعة 27 ربيع الاول 1426 / 6 آيار2005
--------------------------------------
لايوجد لدي تعليقات الآن ولذلك سوف أنتظر تعليقات القراء