الموضوع
:
حديث مع د. سيد القمنى
عرض مشاركة مفردة
#
10
07-06-2005
makakola
Moderator
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
شكرا يا fanous2102 على المقال الرائع، وشكرا سيد القمنى
الآخــــــرون
الآخرون أو The others فيلم تم تصويره فى داخل الغرف ولم يكن بحاجة إلى ملايين الجنيهات لإنتاجه؛ لأنه يقوم فقط على فكرة واحدة؛ أم وطفلاها المريضان بحساسية الضوء يعيشون فى البيت المحكم المظلم منعا للضوء؛ لا يخرجون منه أبدا؛ لاشىء فى الفيلم بطوله سوى تأكيد هذا التوحد وهذه الوحشة وتلك العزلة المختارة فى الظروف المظلمة لأسباب مرضية قاهرة؛ ثم تكتشف الأم وطفلاها فى نهاية الفيلم أن هناك آخرين بالمنزل لكنهم لايرونهم؛ أحيانا يشعرون بهم؛ من تمكن من رؤية الآخرين بهذا البيت هم الأطفال المفترض أنهم لايرون؛ كما ترى أمهم السليمة؛ رأوهم لأنهم كانوا أطفالا؛ فعلموا أن البيت مسكون بأشباح الموتى؛ أما صدمة الدقائق الخمس الأخيرة بالفيلم فهى اكتشاف الأم وطفليها أن الآخرين الموجودين بالمنزل ليسوا أشباحا بل حقيقة لكنهم لايرونها؛ لأن الأم وطفليها هم من ماتوا منذ زمن؛ وأنهم هم الأشباح؛ وأن الآخرين كانوا هم الأحياء؛ ويسعون لطرد أشباح هذه السيدة وطفليها من المنزل؛ كان الآخرون هم الأحياء؛ أما الأنا فقد كان هو الميت. أما الاكتشاف الأهم فهو أن هؤلاء الموتى عندما اكتشفوا أنهم موتى؛ واعترفوا بذلك؛ أمكنهم أن يشاهدوا ضوء النهار دون أن يصيب صحتهم بأذى. أليس هذا الفيلم العجيب فى شأنه المثير للدهشة كالأساطير هو تصوير لحالنا اليوم بين العالمين؟ نحن نخاف على صحتنا العقلية والدينية من الآخر الكافر، لكننا أسرى التخلف والظلام ونتوهم مرضا غير حقيقى؛ قد يصيبنا مع نور الحضارة بالأذى؛ ليصبح السؤال: من هم الأشباح؟؟ من هم غير الحقيقيين؟؟ الآخرون.. من هم؟ الإجابة؛ نحن وليسوا هم. الأحياء هم الذين يعيشون فى النهار بينما أغلقنا على أنفسنا كل النوافذ؛ لنعيش الظلام خوفا على مأثورنا وصحتنا الدينية، متوهمين أننا الأحياء وحدهم والأصحاء وحدهم؛ بينما نحن الأموات. ويتبلور الموقف عندما ينتشر الخطاب الوعظى المشيخى الإسلامى بمعلومة تسرى بين المسلمين؛ تؤكد أن الغرب الكافر الذى يعيش فى نور العلم ونهار الحريات؛ يريد اقتحامنا من الداخل بما يفرضه علينا هذه الأيام من وجوب عمل إصلاحاته وديمقراطيته علينا؛ بما تحمله من إيدز وأمراض وتفكك وانحلال وفساد وشذوذ جنسى وعرى؛ كما لو كنا نحن من يعيش النور؛ أو كما لو كان لنا قوام أصلا يتطلب منهم بذل كل تلك المشقة لهدمه. أو كما لو كانت مبادىء القيم هى مايحدد للمجتمع التقدم الحضارى من عدمه؛ بينما هى فرز هذا التقدم أو التخلف؛ هى نتيجة وليست سببا؛ ولأننا نعتقد حسب مأثوراتنا إنه «إن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا» ؛أو كما لو كانت حضارة الغرب فقط هى الجنس وحده فقط لا غير. نحن نرى الغرب بعيوننا التى لاترى فى حضارتهم سوى الأفخاذ العارية؛ لأننا بين الأفخاذ نركز عيوننا؛ فيكون العيب فى عيوننا وليس فى الأفخاذ. أو كما لو كانت قيم المجتمع ثابتة لاتريم حراكا وهى المتغير الدائب بتغير البنية الحضارية التحتية المتحركة كل يوم باكتشاف واختراع جديد كل ثانية وكل دقيقة وليس كل ليلة. أو كما لو كانت قيمنا التى نعتز بها ونفخر ونريق على جوانبها الدم هى فاعلة لدينا أو لدى غيرنا فى واقع الفعل والحدث على الأرض؛ أو كما لو كانت قيمهم الهدامة قد فعلت فعلها وهدمتهم وجعلتهم يتخلفون عنا ونحن فى المقدمة؛ كلنا يرمى غيره بالحجر وهو بالخطيئة يعيش ويموت؛ لأننا نخشى الفضيحة أكثر مما نخشى الفعل الكاسر المحطم لقيمنا العزيزة الغالية، أننا نحن من نكسر هذه القيم وليسوا هم لأنها قيمنا نحن وليست قيمهم هم؛ نحن الفاسدون من الجذور إلى النخاع؛ لأنهم يعملون بقيمهم ويحترمونها بينما نحن من نكسر قيمنا ولا نحترمها فى الخفاء والعلن. إن الآخر فى بلاد الطاغوت يتآمر علينا بديمقراطيته الفاسدة، كى يشغلنا عن حياتنا وصلاتنا وأسس ديننا؛ و(اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا) هو دعاء العميان فى البيت المظلم؛ فيمكن أن تكون مصيبتنا فى اقتصادنا لا بأس؛ أو أن تكون فى حريتنا وهو أمر غير معلوم فى تراثنا ولامعنى له عندنا؛ أو أن تكون فى كرامتنا المهدرة فى حروبنا مع بعضنا ومع الآخرين؛ لكن إذا تعلق الأمر بديننا فدوننا ودونه الموت، والخراب وحرق الديار وتفجير العمار وزرع الموت بدلا من الحياة؛ بينما رب الدين المفروض أنه صاحبه وأنه حاميه؛ يبدو واضحا بلا لبس أنه قد رفع يده من الموضوع منذ مات نبى الإسلام، وترك للمسلمين شئونهم بعد أن (تركهم على الواضحة). إنهم فى بلاد الطاغوت يتآمرون علينا نحن فى بلاد الرحمن؛ بتسريب علومهم الدنيوية إلينا إفسادا لنا؛ وانظر إلى الداهية الدهياء؛ إن الكتب التى سيدرسها العراقيون فى مدارسهم ستأتى من أمريكا؟؟ والله أفلح إن صدق؛ وإن كان ذلك قد حدث أو سيحدث فأنت، مبخت ياعراق، وليت بلادى تنال من حظك نصيبا. هذا الآخر الطاغوتى فى بلاد الغرب ليس هو من يمكن تحديده؛ وحده بأنه آخر؛ فمن الآخرين من يعيشون بيننا فى بلادنا يعبدون الله ويعتبرونه واحدا؛ لكنهم الضالون.. آمين. ومنهم من يقول لا إله إلا الله ويضيفون إليها أن محمدا رسول الله وآمين أخرى؛ ورغم ذلك فهم آخر؛ لأنه قد شق عليهم ذبح بيت النبى فاستخدموا حقهم بتفعيل الحديث الصحيح وأضافوا الشهادتين؛ أن الإمام على ولى الله؛ فخرجوا من الفرقة؛ من القبيلة السيدة الناجية؛ أصبحوا آخر. وقس على ذلك؛ المرجئة، المعتزلة؛ الخوارج، الباطنية المعطلة؛ الروافض؛ الإسماعيلية؛ الزيدية؛ النصيرية؛ وبالطبع وبدون أية توضيحات المسلمين العلمانيين الليبراليين. كلهم آخر لأنهم فى سلوكهم وأفعالهم وكلامهم غير مختومين بختم التجديد الوهابى للمذهب الحنبلى المفضل من أهل السنة والجماعة؛ والصحيح وحده لأن بيده جغرافية الإسلام؛ وبيديه الأرض المقدسة فى الحجاز. وهؤلاء هم الأجدر والأولى بالتصدى لهم لتطهير البلاد منهم والاستيلاء عليها بعد إبادتهم لتوحيدها تحت الراية الوهابية الحجازية؛ ليضربوا الطاغوت الأكبر بعد ذلك فى بلاد الكفر ضربة رجل واحد؛ فيتفرق دمه بين القبائل. إن جهاد الآخر فى ديار الإسلام ممن يتسمون بالمسلمين هو فرض على المسلمين جميعا؛ وقتلهم وسبى نسائهم وركوبهن وأخذ بنيهم وبناتهم رقيقا هو الطاعة الكاملة لرب الإسلام (انظر مجموع الفتاوى لابن الباز- مكرر بطول الكتاب عن عمد وقصد؛ كذلك انظر الدر الثمين لابن عثيمين- مكرر بدوره بذات الطريقة). ووفق ماتنصح به هذه الفتاوى المسلم الحقيقى (الوهابى) هو لزومه عدم الكف عن هذا الآخر ولا ساعة واحدة؛ حتى يصبح مطابقا بالكلية فكرا ورأيا وسلوكا وحركة وحزبا وإماما وجماعة للفرقة الناجية بالحجاز؛ أو يقتل وتسبى ذراريه ونساؤه وتنهب أمواله وممتلكاته وتدمر مقدساته وتمحى حتى تسوى بالأرض كما العتبات المقدسة الشيعية فى العراق مثلا أو كمقامات السيدة زينب والحسين والمرسى أبو العباس والقنائى والطرطوشى والسيدة عائشة والسيدة نفيسة بمصر؛ كلها يجب أن تصبح أثرا تسوى بالأرض بعد عين.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
makakola
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إيجاد جميع المشاركات بواسطة makakola